Online Reviews: The Unseen Power Shaping the Fate of Businesses in the Virtual World حفل زفاف في أعماق البحار الأهرامات تحتضن زفافاً أسطورياً لملياردير هندي وعارضة أزياء شهيرة التفوق على إيطاليا بأطول رغيف خبز بلدة تدخل ”جينيس” بخياطة أكبر ”دشداشة” بالعالم أوتاوا تدعم تورنتو لمساعدتها على استضافة كاس العالم 2026 السماح للطلاب الأجانب بالعمل 24 ساعة في الأسبوع بحد أقصى مقاطعة بريتش كولومبيا تعيد تجريم تعاطي المخدرات في الأماكن العامة طرد رئيس حزب المحافظين الفيدرالي من مجلس العموم لنعته ترودو بــــ ”المجنون” كندا تقدم 65 مليون دولار إلى لبنان للمساعدات الإنسانية والتنمية الاقتصادية أونتاريو تشدد القواعد على استخدام المحمول وتحظر السجائر الإلكترونية والماريجوانا ردا على الاحتجاجات.. فورد يدعو طلاب الجامعات والكليات إلى الهدوء

خواطر مسافر إلى النور (٢٠٥)

ضرورة تجسد المسيح للخلاص... لأن ”موت الخطية“ لا يقهره غفران بل تجسد الحياة

”حيث أمضي أنا، لا تقدرون أنتم أن تأتوا“. (يوحنا ٢١:٨) هذا كان تشخيص المسيح لحالة الإنسان بعد سقوط آدم. أن الإنسان لا يقدر أن يخلِّص نفسه لأنه لا يقدر أن يتبع المسيح إلى حضن الآب حيث حياة الملكوت.

ثم كشف المسيح عن السبب هو أن الإنسان مربوط في عبودية الظلمة:

” الذي يسير في الظلام لا يعلم إلى أين يذهب “ (يوحنا ٣٥:١٢)

فالذي لا يعلم إلى أين يذهب هو أعمي. لأنه فقَد حرية الحركة إلي حيث يريد رغم أنه يبصر. فكان لابد أن يتحرر الإنسان لكي يستطيع أن يملك قراره في الذهاب إلي حيث يريد.

ومنذ سقوط آدم، فإن الحرية أُظهِرَت في الإنسان ولأول مرة في شخص المسيح ”إبن الإنسان“ لذلك قال له المجد :” لأني أعلم من أين أتيت وإلى أين أذهب“(يوحنا ١٤:٨).

جاء المسيح الإله إلينا إنساناً علي الأرض لكي يؤسس في ناسوته ميراث الحرية للبشرية الجديدة التي فيه ”إن حرركم الأبن فبالحقيقة تكونون أحراراً “ ( يوحنا ٣٦:٨) .

فقد أنقذنا الله الآب بمحبته و أرسل أبنه الوحيد يسوع المسيح ربنا، ليحقق لنا في بشريته - كإبن للإنسان - حريتنا من عبودية ظلمة الشر ، و ينقلنا إلي نور ملكوته :

” 13 الذي أنقذنا من سلطان الظلمة، ونقلنا إلى ملكوت ابن محبته، 12 شاكرين الآب الذي أهلنا لشركة ميراث القديسين في النور“ (كولوسي١)

الحرية مقترنة بالنور فيستطيع الأنسان أن يملك قراره. لذلك نسمع المسيح يدعو كل بشر إلي الحرية من خلال شخصه المبارك إذ هو النور المطلق الذي ينير لكل إنسان:

” أنا هو نور العالم. من يتبعني لا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة “. (يو١٢:٨)

إن حرية الإنسان هي أثمن عطية من الله للإنسان وهي التي تميزه عن أي خليقة أخري. ولكن الإنسان - للأسف - أستخدمها فرصة لمعصية الله.

لقد أعطي الله الأولوية في الإنسان للحرية قبل الطاعة ليضمن صدق إيمانه دون عبودية. فإن الله لم يمنع الإنسان من الأكل من شجرة المعرفة رغم أنه عكس وصية الله. ولكن الخطية عبودية تسلب نعمة الحرية لذلك أبتعد الإنسان عن الله بعد السقوط، ولم تعد له حرية في تقرير مصيره أو قدرة على الرجوع إلي الله. وكما وصف الكتاب المقدس

”لأنه لما كنا في الجسد كانت أهواء الخطايا تعمل في أعضائنا، لكي نثمر للموت“ ( رومية٧).

ولقد أوضح الرب أن البشر ليسوا أحرار بل مستعبدين لإبليس: ”أنتم من أب هو إبليس، وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا.“ (يوحنا ٤٤:٨) .

فإن الخطية تفصل الإنسان عن حياة الله وبالتالي يموت الإنسان. هذا ما يسميه الكتاب ” موت الخطية “ في رسالة رومية ص٥ :

"من أجل ذلك كأنما بإنسان واحد ( آدم ) دخلت الخطية إلى العالم، وبالخطية الموت، و لأن الخطية ملكت في الموت .أخطأ الجميع ولأن ”الخطية إذا كَمُلت تنتج موتا“ رسالة يع 1، هكذا اجتاز الموت إلى جميع الناس“

فالإنسان الذي مات بالخطية لا حرية له أو إرادة أن يجدّد أو يغيّر حياته بتوبة أو أي جهاد مهما كان. بالتالي فإن فقدان حرية الإنسان بالخطية سببه هو أنه مات، وبالتالي فإن احتياجه هو لأن تدخله الحياة أما المغفرة فإنها لا تعيد الحياة لأنسان قد مات.

نري تطبيق هذا الشرح في أنجيل يوحنا ١٢. فبالرغم من حديث الرب يسوع المسيح واستعلانه الحياة لهم إلا أنهم لم يستطيعوا أن يؤمنوا بسبب استعبادهم كأموات لا يملكون مجرد حرية قبول الحياة:

" 35 فقال لهم يسوع: «النور معكم زمانا قليلا بعد، فسيروا ما دام لكم النور لئلا يدرككم الظلام. والذي يسير في الظلام لا يعلم إلى أين يذهب.

36 ما دام لكم النور آمنوا بالنور لتصيروا أبناء النور». تكلم يسوع بهذا ثم مضى واختفى عنهم.

37 ومع أنه كان قد صنع أمامهم آيات هذا عددها، لم يؤمنوا به،

38 ليتم قول إشعياء النبي الذي قاله: «يا رب، من صدق خبرنا؟ ولمن استعلنت ذراع الرب؟»

39 لهذا لم يقدروا أن يؤمنوا. لأن إشعياء قال أيضا:

40 «قد أعمى عيونهم، وأغلظ قلوبهم، لئلا يبصروا بعيونهم، ويشعروا بقلوبهم، ويرجعوا فأشفيهم» (يوحنا ١٢)

وهكذا ” ملكت الخطية بالموت“ (رومية ٢١:٥) .

فالخطية تسود بسبب الموت.. موت الانفصال عن حياة الله. ومن هنا كان تعبير الكتاب ”موت الخطية “ .فلولا الموت ما كان للإنسان أن يستمر في الخطية .فالموت جعل للخطية سلطان علي الإنسان .

وبالتالي فإن خلاص الإنسان ليس في أن يتوقف عن أن يخطئ بل أن يَقبل حياة المسيح.

فالإنسان بعد سقوط آدم قد مات. والميت لا حرية له أو قدرة أن يتوب. وبطريقة الأمثال الشعبية أقول” ليس على الميت حرج أن يخطئ “.

لذلك تجسد مسيح الحياة ليكون هو طريق الإنسان إلى الحياة. لقد وهب الرب حياته الأبدية لجسده الخاص عندما أتحد به في بطن العذراء.

ثم وهب لنا نعمة الاتحاد بجسده الحي والمحيي لكي نحيا إلى الأبد.

فعندما يصير الإنسان سكني للمسيح بالاتحاد بالخليقة الجديدة التي للإنسان في المسيح يسوع، فإن حياة المسيح لا تنفصل عن الإنسان بوقوعه في الخطية، لأن التوبة تغسلها كما أخبرنا المسيح:

“قال له يسوع: «الذي قد اغتسل (أتحد بحياة المسيح بالأيمان والمعمودية والأفخارستيا) ليس له حاجة إلا إلى غسل رجليه (التوبة) ، بل هو طاهر كله (لأنه متحد بالمسيح الحياة) “(يوحنا ١٠:١٣)، فالتوبة هي العودة إلى المسيح وليس الكف عن الخطية. لأن الكف عن الخطية هذا، هو مِن عمل نعمة المسيح الساكن في الإنسان.

وفي الختام نقول إنه لا عجب أن تجسُد المسيح هو ضرورة لخلاص الإنسان، لأن موت الإنسان لا يلغيه غفران خطاياه.

فالخلاص المسيحي بحسب الكتاب والآباء هو قبول حياة قبل أن يكون مغفرة خطايا... والسُبح لله.