Online Reviews: The Unseen Power Shaping the Fate of Businesses in the Virtual World حفل زفاف في أعماق البحار الأهرامات تحتضن زفافاً أسطورياً لملياردير هندي وعارضة أزياء شهيرة التفوق على إيطاليا بأطول رغيف خبز بلدة تدخل ”جينيس” بخياطة أكبر ”دشداشة” بالعالم أوتاوا تدعم تورنتو لمساعدتها على استضافة كاس العالم 2026 السماح للطلاب الأجانب بالعمل 24 ساعة في الأسبوع بحد أقصى مقاطعة بريتش كولومبيا تعيد تجريم تعاطي المخدرات في الأماكن العامة طرد رئيس حزب المحافظين الفيدرالي من مجلس العموم لنعته ترودو بــــ ”المجنون” كندا تقدم 65 مليون دولار إلى لبنان للمساعدات الإنسانية والتنمية الاقتصادية أونتاريو تشدد القواعد على استخدام المحمول وتحظر السجائر الإلكترونية والماريجوانا ردا على الاحتجاجات.. فورد يدعو طلاب الجامعات والكليات إلى الهدوء

عبد المسيح يوسف يكتب: ما بين عم ”فلي” الجميل .. وعم ”صفوت” .. وعم ”أمين” .. القاسم المشترك

أحيانا يحدث للإنسان موقفا إنسانيا أو اجتماعيا، يقلب عليه موجه من الذكريات والأحداث، التي ربما قد تتوارى بعض الشيء مع ضغوط وساقية الحياة والعمل. وهناك أناس قليلون قد تقابلهم في الحياة أو تتحدث معهم مرات معدودة على أصابع اليد، ولكنهم يتركون في أثرا عظيما، وينحتون في ذهنك مكانة، ربما بعض الأشخاص الذين تتقابل معه بصفة شبه منتظمة، لا يتركون نفس الأثر، وربما لا يتركون أي أثر. عم فلي الجميل .. هو الاسم المفضل لي الذي كنت أنادي به أبي ووالده الحبيب رحمه الله، وعم أمين زكري، هو خال زوجتي الحبيب، الذي قابلته وتحدث معه مرات معدودة، لكنه من الشخصيات، التي تترك الأثر والذي سافر للسماء منذ أيام معدودة وتحديدا في الرابع من نوفمبر الجاري، أما عم صفوت فهو أحد أستاتذي الأجلاء في مجال الصحافة، وكلهم أبي عم فلي، وخال زوجتي عم أمين، وأستاذي عم صفوت عبد الحليم .. يرحمهم الله. كانت سفر عم أمين زكري للسماء، سببا في استرجاع موجة من الذكريات والعواطف، وصلت لحد أنني بكيت، والبكاء في لحظات محددة، مظهر من مظاهر القوة وليس الضعف، لأنه انتقال ذكرى بأبي، الذي سافر منذ عامين في ظروف كورونا اللعينة، وتحديدا في 25 مايو 2020، والتي بسببها كان الطيران والسفر ممنوعا بين الدول، كما لو كنا سجناء كل منه داخل دولته، ولم استطع حمل نعشه، وهناك من جاملك ويستحق الشكر وهناك من جاملك وكانت له أسبابه، وعادة ما أتذكر عم صفوت عبد الحليم، عندما أتذكر أبي رحمه الله، لأن عم صفوت كان كريما للغاية، كان معلما، وكان الوحيد الذي احب أن "يهزر معي". طبيعة شخصية وسفر لفرنسا وحياتي في الغرب منذ سن العشرين من عمري، جعلني دائما مدرك لأهمية وضع الحدود في تعاملاتي مع الآخرين، لا اتجاوز معهم، ولا أسمح لأي من كان أن يتجاوز الخط الذي حددته لتعاملاتي معي. كنت أحب مداعبات عم صفوت لي، وتجاوزته الطيبة لي، كان الوحيد الذي ينادي باسم ابي بعبارته المحببة إلى قلبي "يا فلي". ربما لم أعرف أن عبر عن حبي له بسبب طبيعتي المتحفظة، راسمة الحدود في تعاملاتها مع الآخرين. لكن يبقي عم صفوت أستاذي ومعلمي، والمرتبط دائما ذكراه بأبي رحمه الله، عم فلي الجميل. كان عم فلي يحب أن أجلس بجانبه ونتحاور، كان يحب أن استمع إلى نصائحه، والتي كان يهتم فيها بتلقيني القواعد والأعراف وأدوات التعامل مع الناس، لم يكن علي قدرا عاليا من التعليم، ولكنه كان على قدرا عظيما من الخبرة وبعد النظر في التعامل وإدارة الأمور، ولم يكن أبدا ينظر تحت قدميه، وكنت أعشق هذه النقطة في عم فلي الجميل، النظر للمستقبل، والتفكير في الكلام قبل أن تنطقه، وإذا خرج من فمك يكون مستهدفا هدفا محددا، وليس مجرد كلام مجوف، رغم أن أبي رحمه الله، عانى في طفولته من اليتيم منذ مراحله عمره الأولى. وحتى الأولى، ما ألقنه من نصائح، أدعو فيه لأبي الذي ونست إلى جلساته وحوارته ومناقشاته، لم يخلو الجو فيها أحيانا من الضحك، وأحيانا من الشد والجذب. عم أحمد صفوت عبد الحليم، الذي كان مدرسة في الكتابة الإنسانية، علمني أن الكتابة الإنسانية تجعلك تفرغ بعض شحناتك الإنسانية، وكان عم صفوت رحمه الله يجيدها، ويعتبر مدرسة إنسانية وصحفية فيها، في الحدث عن أفراد عائلته الموقرة في أسلوب سلسل وبسيط ومتزن وجذاب وإنساني. عم صفوت حببني في قراءة هذه النوعية من الكتابة بعيد عن كلاكيع السياسة والاقتصاد. كان سفر عم أمين زكري للسماء، عميد عائلة آل شحاته مسعود، بالحما وطما بمحافظة سوهاج، مدير عام بالوحدة المحلية لمركز طما سابقا، صدمة بالنسبة له، كان شخصية خلوقة، ولبقة، يعرف كيف يتحدث وينتقي الكلمات، كان صاحب قامة ومكانة في مجتمعه. عندما يتحدث تشعر باختلافه وقدرته على التعامل الراقي مع الآخرين. ويعتبر عم أمين حالة فريدة، للأشخاص القليلين، الذين ربما تقابلهم مرات معدودة، ولكنهم يتركون أثرا طيبا في نفسك، بسبب ما يتمتع به من احترام وذوق ولباقة ومستوي ثقافي وسلوكي راقي، يترك في نفسك أثرا إيجابيا. ربما يكون عقلك الباطن، أو عاطفتك، أو أمر ما بداخلك، يجعلك تربط بين أشخاص معيين في حياتك، بعضهم في يقف أو يوجد على أول خط لدائرة اهتمامك وحبك، وبعضهم ربما يبدو أنه في الخطوط الأولي لدائرة اهتمامك ولكنه أبعد من ذلك بكثير. فالعلاقات بين البشر لا تخضع فقط للعاطفة، ولكن هناك أمور أخري كثيرة تحكمها، مثل الحب أو المصلحة أو الغيرة أو غيرها. ربما نكون سذج في تعاملاتنا مع بعض الناس، وربما لا نكون كذلك في تعاملاتنا مع الآخرين، وهناك عوامل عديدة تحكم هذا الأمر. ولكن الحقيقة التي يجب أن يعيها كل منا، أن كل واحد فينا له دوائر أولوياته، وخطوط تعاملاته مع الآخرين، فما أسمح به لزوجتي وأبنائي .. ومن أحبهم من بعدهم .. ربما لا اسمح به لمن لا يصنفون في دوائر اهتمامي .. وذات الأمر بالنسبة لي، ربما إدراكي، لتصرفاتي التي أقوم بها سواء كان سلوكيات وتعاملات جادة أو "هزار" على ضرورة أن أحدد الأشخاص، الذي أقوم معهم بذلك، فالحب والمعزة والغلاوة، ليس على نفس الدرجة تجاه الجميع، وما أطبقه في تعاملاتي مع الآخرين، مدرك أنه ينطبق علي تعاملات الأخرى معي. وإن كانت القاعدة الثانية التي انطلق في تعاملي مع الجميع هي التقدير والاحترام، إلى أن يظهر موقف مغاير من شخص ما، وهنا يبدأ يتغير موقفي. وتعد من القواعد الذهبية، التي اتبعها في حياتي مع ممن لا أريد أن اتعامل معهم لسبب أو آخر أن "عتاب الندل اجتنابه" .. أما من أحبه ويحتل مكان ويوجد مكانه علي الخط الأول لسلم أولوياتي وحبي .. فلا توجد له حدود ليراعيها، يمكنه أن يفعل ما يشاء، وهذه دائرة محددة لدي كل شخص بعدد محدود من الأشخاص.. مع كامل محبتي وترحمي لعم فلي الجميل "أبي الحبيب"، وعم صفوت عبد الحليم، وتعزياتي لكل أسرة عم أمين زكري سعيد، عميد عائلة شحاتة مسعود في طما في سوهاج.