جحيم 2025 في كاليفورنيا ... أكثر الحرائق تكلفة في التاريخ البشري
التكلفة: بلغت الخسائر الناتجة عن تلك الحرائق حتى يوم ١٨ يناير 275 بليون دولار أمريكي
هوامش: هذه التكلفة تعادل أكثر قليلا من نصف ثروة أغنى مواطن في الولايات المتحدة الأمريكية وفي العالم وهو ألون ماسك.
ولاية كاليفورنيا هي أكبر الولايات الأمريكية: والأكثر ثراء ووحدها من دون بقية الولايات تمثل خامس أكبر اقتصاد في العالم؛ وعليه فانه وبرغم بشاعة حجم الخسائر لكنه سوف يمكن استيعاب هذه الخسائر بسهولة.
الخسائر البشرية وهي الأهم:
بسبب نظام الإنذار المبكر والإمكانيات الضخمة فالخسائر البشرية والحمد الله حتى الآن مقصورة على عدد محدود جدا من البشر وعددهم 27 شخصا فقط. ومعظمهم من كبار السن والمعوقين والذي تعذر استجاباتهم لنداءات التهجير
كما تم تهجير حوالي 200 ألف شخص من مساكنهم كإجراء احترازي ولكن المتضررين فقط من احتراق منازلهم هم ٨٤ ألف شخص فقط.
وقت بداية الحريق: كان ذلك في ٧ يناير ٢٠٢٥
هوامش: موسم الحرائق المعتاد في ولاية كاليفورنيا هو من بداية شهر مايو إلى نهاية شهر أكتوبر
ولكن الغريب هو حدوث الحريق هذه المرة في شهر يناير وذلك بسبب موجة الجفاف الشديد وندرة سقوط الأمطار غير المعتادة في هذا الوقت.
مكان انتشار الحرائق: في مقاطعة لوس أنجلوس وتمثل هذه المقاطعة واحدة من ٥٨ مقاطعة تشملهم ولاية كاليفورنيا
وفي العموم فان ولاية كاليفورنيا تضم ٤٨٢ مدينة. ولكن الحريق اقتصر علي عدد قليل جدا من مدن مقاطعة لوس أنجلوس واكثر المناطق تضررا والتي لا تزال في حالة اشتعال في هذه المقاطعة هما إيتون وباليساديس ولسوء الحظ فان هاتين المنطقتين تحتويان علي المنازل عالية التكلفة.
المساحة والمنازل المحترقة: المساحة حوالي 160 ألف كيلومتر مربع "أي ما يعادل حوالي 40 ألف فدان"
المنازل التي تأثرت بالحرائق: أكثر من 12300 منزلا منهم حوالي 10000 منزلا دمرتهم الحرائق بالكامل منهم منازل يمتلكها 25 من الأشخاص المشهورين.
عدد الحرائق ومجهودات الإطفاء: تم رصد 31 حريق منهم سبعة حرائق كبيرة.
عدد رجال الإطفاء المشاركين: ١٥ ألف رجل إطفاء. ويشارك في عملية الإطفاء ألف وخمسمائة عربة إطفاء هذا غير عشرات الطائرات كما تم الاستعانة برجال مطافي من ولايات أخرى وحتى من دول أخرى وهما المكسيك وكندا. هذا غير مشاركة ألف سجين تم جلبهم من السجون في ولاية كاليفورنيا مقابل تخفيف مدة عقوبتهم وذلك للمساهمة في عملية الإطفاء.
الأسباب الرئيسية التي أدت إلى تفاقم الحرائق:
- التغيير المناخي العالمي مما أدى إل الاحتباس الحراري
- الجفاف، وعدم سقوط الأمطار لفترة كبيرة.
- زيادة سرعة الرياح والتي بلغت ١٤٠ كيلومتر في الساعة مما ساعد على سرعة انتشار النيران
- حدوث الكثير من الشظايا النارية والتي يمكنها أن تطير لمسافة عشرات الكيلومترات.
- حدوث الكثير من الأعاصير النارية وهي أعمدة نارية ترتفع لمسافات طويلة وتنتقل بسرعة كبيرة.
- الطبيعة الجبلية للمنطقة حيث حدوث الحرائق على قمة الجبال يساعد على سرعة انتشارها.
المسؤول عن تفاقم الكارثة: هم كل المجموعة السياسية والمنتمية إلى الحزب الديمقراطي في كاليفورنيا ابتداء من المحافظ ونزولا إلى أصغر مسؤول في إدارة المطافئ كانوا جميعا مشاركين في المسؤولية وذلك للأسباب الأتية:
- أسباب اقتصادية: تخفيض ميزانية إطفاء الحرائق بنسبة ١٥٪ وذلك علي حساب زيادة تمويل أشياء هامشية في هذه الولاية الديمقراطية اليسارية التوجه مثل مساعدة التحول الجنسي للأطفال وسياسات الهجرة غير الشرعية المخربة مما أدى إلي وجود حوالي ١٧٠ ألف مواطن في الولاية بلا مأوى وينامون في الشوارع
- أسباب سياسية: مثل تعيين أشخاص غير أكفاء بسبب سياسات التمييز المتعمد لمساعدة بعض فئات المجتمع الأقل حظا وكفاءة.
- أسباب أخرى:
أولا: احتكار شركات توزيع المياه بعدد محدود جدا؛ وحيث يسيطر شخصان فقط على ٦٠٪ من الموارد المائيّة في الولاية مما أدى لعدم توفر مصادر مالية كافية للإطفاء.
ثانيا: انتشار الفوضى وعدم الانضباط في الولاية بسبب رخوة الكثير من القوانين بدعوى إطلاق قدر أكبر من الحريات الشخصية.
ثالثا: تجاهل الإنذارات التي أطلقتها شركات التامين بارتفاع احتمالات الحرائق في هذه الولاية والتي رفضت الكثير منها التامين على المنازل في كاليفورنيا مما أدي إلى وجود ١٢٪ من المنازل غير مؤمن عليها.
ولكن علمنا التاريخ أنه دائما يوجد عدد من النتائج الإيجابية المستفادة من الكوارث الطبيعية:
- سيؤدي ذلك الحريق إلى إنعاش الاقتصاد في الولاية؛ وذلك بسبب ما سيتبع هذا الحريق من تزايد في عمليات إعادة البناء والتعمير.
- سيحفز ذلك الحريق الهائل على ابتكار مواد جديدة في كل مكونات البناء تكون اقل عرضة للاحتراق
- سيؤدي ذلك الحريق بالقطع إلى تغيير الكثير من السياسات الخاطئة المتبعة في الولاية إلى سياسات أفضل وأكثر واقعية.
- ما حدث فعلا وعاينه الجميع من زيادة مستويات التكافل الإنساني اثناء الحريق والذي أدي إلى استيعاب جميع المهجرين والمتضررين وحتى الحيوانات الأليفة في مساكن أمنة أو فنادق وتم ذلك بمساهمة من المواطنين بجانب تعاون كل من الحكومة المحلية والفيدرالية في جهود الإغاثة..
