جود نيوز أحد رعاة الحفل.. تذكرة مجانية إلى مصر! في حفل ١٩ يوليو مدينة أوروبية تعرض أراضي للبيع بثمن فنجان قهوة.. هل تفكر في الشراء؟ فتح تحقيق بحادثة انتحار ”روبوت” ابتكار زجاج ”يصلح نفسه” موجة حر تذيب تمثال أبراهام لينكولن في واشنطن كيف تتأثر الشهية بحرارة الصيف؟ للوقاية من السكري.. احذر الضوء في هذا الوقت من الليل السباحة للحامل في الصيف.. الفوائد وشروط الأمان دراسة تكشف فائدة غير متوقعة للبرقوق إلغاء مباراة سموحة وبيراميدز بسبب حريق في إستاد الإسكندرية السعودية تعتزم استضافة نزالات نسائية في بطولة القتال النهائي ”يو إف سي” المهاجم الياباني ميورا البالغ 57 عاما ينضم إلى ناد جديد ولا يفكر في الاعتزال

جورج موسي يكتب: أنيروها يرحمكم الله

بدعوه من جود نيوز استقبلت مدينتي تورونتو ومسيساجا يومي الخامس عشر والسادس عشر من شهر يونيو الجاري ضيفا استثنائياً .هو أحد الذين قبلوا عن رضا وقناعة أن يدفعوا من أمنهم ورزقهم و سمعتهم ثمنا لما يؤمن به من فكر مستنير متحرر .أراد ان يشعل شمعه وسط ظلام دامس في وطن تكالب عليه تجار الظلام .الذي حل علينا ضيفا عزيزا غاليا علي قلب كل منا هو دكتور خالد منتصر . تحدث بقلب مفتوح وعقل مستنير .تحدث في مواضيع كثيره ولكن لا اعلم لماذا توقفت كثيرا حين ذكر اسم فرج فوده .لا شك ان مأساة اغتيال شهيد الرأي الحر الراحل الباقي فرج فوده الذي قال كلمته ومضي مأساة بكل ما تحمله الكلمه من معني .ولكن المأساة الاكبر عندي هو ما حدث في محاكمة من قتلوا الرجل .متزامنه مع زيارة دكتور خالد منتصر لكندا تحل هذه الايام في شهر يونيو ذكري شهاده من اخطر شهادات التاريخ والتي أراها تجسيدا حقيقيا لمصيبة هذه الامه .ففي الثاني والعشرون من شهر يونيو عام ١٩٩٣ كانت شهادة الشيخ الغزالي في محاكمة من قتلوا فرج فوده. يومها قال الغزالي ان فرج فوده مرتد ووجوده كان خطرا علي الامه وحكم المرتد ان يستتاب وإن لم يرجع وجب قتله وانه لا يجب محاكمة من قتلوا فوده بتهمة القتل وانما بتهمة الافتئات علي سلطة الحاكم اي ان الرجل صدر حكمه علي فوده بالقتل عقابا له علي فكره وان كل المشكله هي من ينفذ حكم الاعدام .وحين سأله القاضي وهل توجد عقوبه علي هذه التهمه .اجاب الغزالي لا اذكر ان لها عقوبه .اي ان الغزالي يطلب ضمنا ان يمنح القاضي البراءه لمن قتلوا فوده. هذه هي المأساة يا ساده ببساطه لأن الشيخ الغزالي شغل مناصب عده منها مديرا لادارة الدعوه و الإرشاد. أي ان فكره هذا ربما يكون نفس فكر بعض الدعاه الذين ينتشرون في كل القطر المصري. هل علمتم مقدار مصيبة مصر .ان الحقيقه الغائبه وهو اسم الكتاب الذي قتل بسببه فوده والذي كان يرد به علي كتاب الفريضه الغائبه لمحمد عبد السلام فرج والذي استندوا اليه كدليل شرعي في قتل السادات. اقول ان كتاب فوده الحقيقه الغائبه لم يكن سوي سردا لوقائع تاريخيه ثابته من مصادر و مراجع اصيله ثابته لا يجرؤ معارضيه علي انكار صحتها ببساطه لانه كما يقول فوده في كتابه هي ذات المصادر والمراجع الذين يحتجون بها معارضوه في ما يرون انه في صالحهم ومع دعواهم بل ويزيد في كتابه الحقيقة الغائبه انه لو اهملنا هذه المراجع لما بقي من التاريخ شئ . الرجل اراد فقط ان ينير الطريق امام الناس اراد للانسان المصري والعربي ان يقرأ التاريخ ولا يترك اخر يقرأ له .اراده ان يفكر ويعمل عقله ويترك لفطرته الانسانيه ان تحكم . هل يقتل لأنه تجاسر وفتش الكتب وفكر وطرح فكره علي الناس؟ هل يقتل لانه كتب كتابا يرد به علي كتابا اخر قتل بسببه رئيس جمهوريه بل و بسببه قتل خلق كثير ؟ هل يقتل لانه اراد دوله مدنيه يعيش فيها الجميع سواسيه؟ والاكثر من ذلك لا يراد لنا حتي محاكمة قاتليه. اي وسطيه تتحدثون عنها ؟ أرحمونا يرحمكم لن ينصلح حال مصر قبل ان يرد الاعتبار الي فرج فوده والي نصر حامد ابو زيد وغيرهم ممن فكروا فتم التنكيل بهم . جزاء علي جرأتهم في التفكير .لن ينصلج حال مصر قبل ان يؤمن من يديروا الامور في مصر بأن التفكير ليس جريمه وأن اعمال العقل في المنقول ليس جنايه تكفر صاحبها ووجب سجنه او قتله عقابا له علي ما فكر .لابد ان يعلموا ان الفرق بين الانسان وباقي المخلوقات ليس وجود العقل وانما اعمال هذا العقل كما قال ابن الراوندي الذي حرقوا كتبه ولم يصلنا منها شئ بسبب انه اعمل عقله وفكر ذات يوم .لابد ان يعلموا أن من يفكر لا يقتل او يسجن انما يناقش حجة بحجة ودليل بدليل .لن ينصلح حال مصر قبل ان تحمي الدوله من يفكر ولا تتركه فريسة سهلة المنال لمن ينكرون علي الناس حقهم في التفكير .لن ينصلح حال مصر قبل ان نزرع في الاجيال القادمه ثقافة الحب لا الكراهيه. تقبل الآخر لا عداؤه .لن ينصلح حال مصر قبل ان يكون مشروع الدوله الحقيقي هو اصلاح العقل الجمعي للمصريين وليس مشروعها انشاء كوبري او عاصمه جديده ثم نقف صفوفا نقول تهليل يا سيادة الرئيس أتيت بما لم تستطعه الاوائل .بل يكون مشروعها الحقيقي ان يخرج جيلا جديدا يؤمن بالحريه والتفكير وتقبل الاخر والانفتاح عليه مهما كان توجهه او دينه او عرقه فيخرج جيلا جديدا يؤمن عن قناعه بذلك ويردد مع الفيلسوف محيي الدين ابن عربي ما قاله منذ قرون : قد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي إذا لم يكن ديني إلى دينه داني لقد صار قلبي قابلا كل صورة فمرعى لغزلان ودير لرهبان وبيت لأوثان وكعبة طائف وألواح توراة ومصحف قرآن أدين بدين الحب أني توجهت ركائبه فالحب ديني وايماني...