عبد المسيح يوسف يكتب: ماذا نفعل مع المرشحين المصريين في الانتخابات الفيدرالية الكندية نوفمبر القادم؟
لا تتعجب من هذا السؤال، فهذا سؤال مهم للغاية، خاصة وأن الانتخابات الفيدرالية الكندية، التي تشكل مجلس النواب الكندي، وبنا عليها سيتم تشكيل الحكومة الفيدرالية، واختيار رئيس الوزراء وأعضاء الحكومة، ستجري خلال اسابيع قليلة، في شهر نوفمبر القادم.
هناك 5 مرشحين، أقباط – مصريين، ثلاثة منهم في أقليم أونتاريو، واثنين في إقليم الكيبيك. علي المستوى الشخصي، اتمني وأدعو أن يفوز المرشحين الخمسة في الانتخابات الفيدرالية، ليس هذا فحسب، وأتمني أن يتم واحدا منهم علي الأقل ليكون ممثلا في الحكومة الفيدرالية القادمة. أما المرشحين الخمسة، فهم غادة ملك، وهاني ثؤفيليس، وميلاد ميكاييل عن دوائر انتخابية في إقليم أونتاريو. أما مرشحا الكيبيك فهما مريم اسحق وآن فرنسيس عن إقليم الكيبيك.
من المهم أن نشير إلي أن فكرة الدعاية والتصويت هنا في الانتخابات الفيدرالية الكندية، تختلف عن الفكرة السائدة في أم الدنيا، الدعاية هنا لها قواعد وصور مختلفة دايما، وتعتمد علي اختيار اماكن محددة في الطرقات العامة، حتي لا تحدث تلوثا مجتمعيا. أما النقطة المكملة فهي التصويت، والذي عادة ما يتم علي أسس حزبية، وليس فردية، ولكن هذا لا يمنع من ابتكار وسائل جديد، ومنها وسائل الدعاية الفردية، والتواصل عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وتوظيف التكتلات المجتمعية المهاجرة لمجموعات، في لغة السياسة يمكن أن تكون متعاطفة وأن تعطي أصواتها للمرشحين المصريين في الانتخابات القادمة، وأذكر منها علي سبيل المثال لا الحصر: جاليات اللبنانيين، والسوريين، والعراقيين والأردنيين، من ناحية خاصة وأن بهم مسيحيين يعتد بهم من حيث العدد، ويؤيدون حزب المحافظين المرشح علي قوائمه هؤلاء المرشحين الخمسة.
وإن كانت لي ملاحظة، ربما تكون اجابتها المسبقة، أنه لماذا ينضم المصريين الأقباط ويؤيدون فقط حزب المحافظين ويضعون بيضهم فقط في سلته، في حين أن الحزب الليبرالي أو الحزب الديمقراطي الجديد من المهم أن يتم التواجد فيه، خاصة وأن كل منهم يشكل الحكومة في عدد من أقاليم كندا، وفرص الترقي فيهما حزبيا عالية للغاية، خاصة الحزب الليبرالي، الذي يراهن علي أعداد المهاجرين والمسلمين في الانتخابات القادمة.
من المهم ان يتقدم المرشحون المصريون في الانتخابات القادمة، بخطابات انتخابية خلال الحملة الانتخابية، تتناسق بالطبع مع برنامج حزب المحافظين، لكن تتسم بالمرونة لتجذب ناخبين جدد، علي أن يقوم عدد من الأقباط والمصريين (مسيحيين ومسلمين) بالتواصل معهم لترتيب زيارات للكنائس والمساجد وكل المؤسسات التي تحتضن أنشطة اجتماعية وفكرية ودينية وترفيهية لمختلف الجاليات، (وكان المهرجان القبطي الذي نظم مؤخرا في تورنتو مؤشراً قوياً علي هذا في نجاحه وحضور مصريين مسلمين بأعداد كبيرة)، لان الانتخابات هنا لا تجري علي أساس ديني، كما أن عضو مجلس النواب لا يمثل فقط دائرتهالانتخابية، ولكنه يمثل كل كندا والكنديين.
إنها فرصة ذهبية، لكي يبدأ أكبر عدد من الكنديين المصريين (مسيحيين ومسلمين) التواصل معهم والانضمام لفريق الحملة الانتخابية الخاصة بكل مرشح، للتواصل مع مختلف الجاليات، ومنها جاليات أمريكا اللاتينية، التي تميل من حيث المبدأ للتصويت إما للحزب الديمقراطي الجديد الذي يعبر عن تيارات اليسار التي جاءوا بها من بلادهم الأم، أو الحزب الليبرالي كبديل ثاني.
التوجهات العامة تشير إلى تردي أداء حكومة الليبراليين برئاسة ترودو، واتجاهات الناخبين للتغيير، وهذا أمر محتمل للغاية، لكن الانتخابات مثل الرهانات تتوقف نتائجها علي توجهات الناخبين أمام صندوق التصويت.
فهل تكون هذه الحملة الانتخابية فرصة مهم لتأسيس كيان مؤسسي يعبر عن المصريين في كندا، ولا يقتصر علي طائفة أو فريق، لان هناك أنشطة في المجال العام تتطلب أن يتكاتف فيها كل المصريين، مع غيرهم من الجاليات الأخري، بما فيها أيضا الجاليات المغربية، خاصة وأن المعاملة الكريمة التي عومل بها الجزائرين في مصر خلال كأس الأمم الأفريقية يمكن البناء عليها، خاصة وأن عدد كبيرة من الجزائريين يديرون مؤسسات دينية كثيرة في الكيبيك، التي إن كانت لا تميل لليبراليين في هذه الفترة بسبب نجاح حزب التضامن من أجل الكيبيك في قيادة فرانسوا لوجو في اكتساب شعبية كبيرة، إلا أنهم لن يتركون ابن إقليم ترودو يخسر الانتخابات الفيدرالية، خاصة وأن الكيبيك تمثل تقريبا 20% من أصوات الناخبين في كل كندا.
عبد المسيح يوسف - مونتريال
عضو نقابة الصحفيين المصريين