جورج موسي يكتب: غاده ملك .. نمط مشرق لعائلة من الشرق
ليس من المعتاد أن نري سيدة مصرية مهاجرة تحترف العمل السياسي في بلد من بلاد المهجر، وليس من المعتاد أن نري زوج مصري يؤمن بزوجته كل هذا الإيمان بل و يقف بجانبها و يشجعها ويساعدها كي ما تصل لمنصب سياسي رفيع كأن تكون عضوة في البرلمان الكندي، فطبيعة الرجل الشرقي تغلب عليها فكرة "القوامة" التي تجعله في أغلب الأحوال يرفض ان تكون زوجته أكثر شهرة أو اكثر نجاحآ أو أكثر تأثيرآ في مجتمعه حتي وإن لم يفصح عن ذلك ولكن تظل فكرة القوامة بداخله بحكم تأثير المجتمع الذي ولد ونشأ وتربي فيه وتأثر بهذا الفكر السائد في المجتمع .
غاده ملك هذه المصرية التي لم تكتفي بالنجاح في دور الأم والزوجة ولم تكتفي بالنجاح في عملها بل أرادت ان يكون لها دور إيجابي في مجتمعها الجديد التي هاجرت إليه و التي أمنت به وبقيمه و قوته وتأثيره ، غاده ملك أصبحت مثالآ ونموذج لكل سيدة مهاجرة لا تريد أن تكتفي بدور الأم والزوجة فقط بل تريد ان تشارك بفاعليه في تقدم مجتمعها التي اختارت ان تعيش فيه ، تريد ان تترك بصمتها في المجتمع الكندي الذي يؤمن بالمرأة ايمانآ قلما تجده في مجتمعات آخري.
أنا لا ادعوك الي إنتخاب أو عدم انتخاب غاده ملك ، فهذا لا يعنيني ، ما يعنيني أن تعطي نفسك فرصه أن تقرأ عن غاده ملك وعائلتها وتجربتها الحياتيه وأفكارها ، أقرأ عنها وأسمع منها واذا أتيحت لك الفرصة أن تحاورها أو تناقشها فأتمني أن تفعل ، غاده حينما تحدثك أو تناقشك ستجدها سيده مشرقة مثقفة هادئه مبتسمة لها القدرة علي تقديم أفكارها وقيمها والتي تؤمن بها ايمانآ ستراه في عينيها اللامعتين ، ليس المهم أن تتفق أو تختلف معها ، فليست هذه هي القصة ، الأهم أنك ستجد سيدة لها فكر و موقف ، سيدة أفكارها مرتبة و الأكثر أهمية أنها تجيد عرض ما تؤمن به أفكار عرضآ يجعلك تنصت بأهتمام لما تقوله .
تحية لهذه العائلة الاستثنائية التي أراها أعطت نمطآ مشرقآ لعائلة شرقية هاجرت الي مجتمع آمنت به و بقيمه و أرادت لا أن تنجح فيه فقط ، بل ايضآ أن يكون لها دورآ مؤثرآ فيه ، تحيه لزوج عادل آمن بزوجته ووقف بجوارها ورأي أن نجاحها هو نجاحآ له لا عليه ، أنت يا سيدي أعطيت نموذجآ مشرقآ لرجلآ شرقي عادل راق واثق في قدرة وقدر زوجته ، و تحية لهذه الأخت المثقفة بحق الجميلة " دولا اندراوس" التي يُشرق وجهها وتلمع عيناها حينما تتحدث عن أختها فتري خليطآ شرقيآ استثنائيآ من الأعجاب والحب و التوقير ، وأخيرآ تحية "لغادة" الجالية المصرية التي أعطت الأمل والمثال لكل سيدة تأتي مهاجرة لكندا في النجاح ليس فقط عائليآ و عمليآ ولكن أبعد من ذلك بكثير