نسرين عيسي تكتب: رسام الموسيقي!
بقلم: نسرين عيسي
السعادة قد تجدها حاضرة بقوة فى قطعة من الموسيقى الكلاسيكية ، حيث ترسم ابتسامة رقيقة على وجهك عندما تسمعها ، و تُشعرك بالسلام النفسى ، والمدهش أنك تحاورها ، وتحاورك ويتحقق ذلك فى وجود مايسترو متميز مثل رسام الموسيقى المايسترو "نادر عباسي" ، فهو يرسم نغمات الموسيقى رسماً دقيقاً بمهارة وإتقان وعشق.
المايسترو نادر يرسم العمل الموسيقى المقصود عزفه من قبل الأوركسترا ويضعه فى قالب و يعطيه شكلاً خاصاً مع الأحتفاظ بروح المؤلف ، فتصبح المقطوعة الموسيقية ، كالصورة الصوتية يشعر بها و يحسها ويفك رموزها وينقلها إلى الأوركسترا ، فهو ينسق بين الآلات الموسيقية المختلفة من أجل أن يُظهر شكل الموسيقى ، مثلما يقف الرسام أمام ألوانه ليختار منها ما يحب ، ولكنه هنا يقوم نادر عباسى بإضافة لوناً صوتياً للجملة الموسيقية فى حركات رشيقة واضحة يتميز بها ، وهنا يأتى دور العصا التى تحملها يداه فى ضبط الإيقاع ودخول الآلات المتدرج و أبتداء الجملة الموسيقية وأنتهائها ، فهو مدرك لكل المصاعب التى قد يواجهها كل عازف أثناء عزفه لأى مقطع ، وقد يظهر هذا بوضوح فى تفاعله مع العازف المنفرد الذى يؤدى كونشيرتو للبيانو ، أو الكمان ، أو أى آلة آخرى فتجده يتابع خطوة خطوة عزفه المنفرد و يترقب كالصقر الخطوات التى ينويها ، فينقلها مباشرة إلى عازفى الأوركسترا ، فتتحرك عصاه بإنسياب و رشاقة إلى أسفل ثم ، إلى اليسار، فإلى اليمين، فإلى أعلى بأحساس وعشق لموسيقى باخ ، وشوبان ، وبيتهوفن ، وموتسارت وغيرهم من عظماء الموسيقى الكلاسيكيه لنستمتع بأعملهم بقيادة المايسترو نادر عباسى.
سر نجاح" نادر عباسى" هو أمتلاكه لكاريزما من نوع خاص الرقى عنوانها و إحساسه المرهف بوتيرة الزمن وضرورة الأسراع والأبطاء وبالتالى يشعر الجمهور معه بكل هذه الأحاسيس وهو جالس مكانه على كرسيه ، وهنا يظهر الحوار الموسيقى الممتع بين الجمهور و رسام الموسيقى المايسترو المتميز والمبدع "نادر عباسى".