A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

مينا ماهر يكتب: هل COVID-19 شر من الله (5-5)

ان كنت لاختزل فقط الإصحاح السادس من سفر يشوع لأقرأُه دون بقية الكتاب المقدس، فحتماً سأستنتج الآتي:

١- ان الله يستبيح قتل الابرياء وبما فيهم الاطفال!

٢- ان الله يستبيح الغنائم تحت اسم الدين!

فمن الطبيعي جداً حينما تقرأ أن الله قد أمر يشوع بأن يقتل كل نفس حية في مدينة أريحا بعد سقوط أسوارها، وأن يأخذ ذهبها ويقدسه لبيت الله، أن تجد نفسك مضطراً لتصديق هذا الاستنتاج! خاصة انه لا يوجد نص تاريخي آخر يشرح طبيعة أسلوب حياة أريحا وأهلها، على نقيض قصة الطوفان وسدوم وعمورة ومصر! قد يكون السبب في ذلك هو اختلاف الكاتب؛ فموسى يعتبر أكثر تفصيلاً عن يشوع في سرد الاحداث والمواقف...فتركنا يشوع بلا اي سند كتابي ولو بسيط عن نمط حياة هؤلاء الاريحيين، غير رحاب الزانية التي كانت تقطن سور المدينة، ولا تعبر بشكل مقنع عن سلوك بقية المدينة!

لذا قصة أريحا من القصص المزعجة حقاً، بل أكثر إزعاجاً مما سلف وشرحناه في الأعداد السابقة! ومع هذا...هي أفضل مثال يحتذى به في تطبيق مفهومنا لقراءة الكتاب المقدس! وهي قراءة الأحداث وربطها ببعضها البعض.  فأسفار الكتاب المقدس أسفار متصلة منفصلة؛ فليس من الأمانة إذن اختزال النص والحكم عليه بمفرده خارج السياق العام وإلا سنستنتج بالفعل ما هو مكتوب أعلاه! فلابد لنا من ربط الاحداث التي تكلمت عن الله، إن كنا نريد ان نكون فكرة عنه!  

فمما قرأناه عن الله حينما يغضب على أمة ما في الاعداد السابقة، ندرك ان هناك أسباب كافية مقنعة تبرر هذا الغضب، أو الحزن، وبالتالي العواقب! ولهذا أستطيع أن أجزم، بكل تأكيد، أن مدينة اريحا باتت هي الاخرى مستوجبة الابادة! فربما كانت في مستوى عنف أهل نوح، أو شر سدوم، أو عناد وقسوة شعب مصر! فنحن فعلاً لا نعلم الكثير عن أريحا، لكن تعلمنا الكثير عن عدل الله!

ومن باب العدل أيضاً، لا يصح ان نحكم على الله من خلال مواقف الغضب فقط؛ فلا يجب أن ننسى شفقته على شعب نينوى الأممي، او شعب مصر وقت المجاعة في أيام يوسف، وإعلان استعداده لتعضيد يربعام قبل أن يقوم بثورته، لكن يربعام أبى بحماقته فجعل اسرائيل تخطيء...وغيرها من المواقف التي تظهر محبة وعدل ورحمة الله.

فأنت كأب قد تغضب أحياناً، وقد تشفق أحياناً، كما أنك قد تضحك، وتمزح وتداعب...فهل يجوز أن أقيِّمك كأب من خلال مواقف الغضب فقط، ام من خلال مواقف المزاح والشفقة فقط؟ لا هذه ولا تلك...فالحكم عليك من خلال موقف واحد او مواقف متشابهة فقط لن ينصفك، ولن يوفيك حقك كأب مثالي! فلا يجب ان ندين الله باطلاً، مادمنا لا نرضى ان ندان بنفس الاسلوب.

وفي نهاية تلك السلسلة، عزيزي القارئ، نستطيع ان نقول إن الله قد يسمح بالشرور لتأديبنا وتهذيبنا، وليس بغرض إهلاكنا...ولكن نحن من نحصد الشر بزرعنا للشر في سلوكنا وتصرفاتنا، وبالتالي نتحمل النتائج!

فهل COVID -19 شر من الله؟!  أترك لك تلك المساحة عزيزي القارئ لكي تجيب على هذا السؤال بنفسك، خصيصاً بعد أن خضت معي تلك المغامرة الكتابية الشيقة.

وأخيراً اود أن أشكرك على صبرك ورحابة صدرك وتقبلك لأرائي واجتهاداتي الشخصية...فأنا لست بكاتب ديني على الاطلاق...وأعتذر إن كنت قد أعثرت البعض بآرائي المتحررة المتحفظة...فأنا أبحث، وأتعمق وأفكر بهدف البناء وليس الهدم...بمعنى آخر: أني كنت…"لا أكتب...ولكني أتأمل!"