جورج موسي يكتب: خطيئة عمرو واكد في حق المرأة المصرية!
مواقف عمرو واكد السياسية أنهت مسيرته الفنية في مصر كما حدث مع فنانين آخرين وللأسف خسرناه كما خسرنا غيره من فنانين بعضهم له بصمة في الفن المصري، ولا شك أنه لم يكن من المناسب ولا من العدل أن يوضع فناناً تحت المقصلة عقاباً علي مواقفه السياسية المعارضة للنظام في مصر! ولكن رغم هذا عمرو واكد مازال يقدم فنه خارج مصر ويحقق نجاحات ليست بالهينة علي شاشات غير الشاشات المصرية والعربية وهذا يُحسب له أنه لم يستسلم وينهي مشواره الفني كما حدث مع فنانين آخرين مروا بنفس ظروفه.
ورغم اعترافي بصعوبة ما يمر به فنان كعمرو واكد وشعوره بالظلم والاضطهاد ولكن كل هذا لا يمكن أن يكون سبباً في خروج عمرو واكد عبر صفحته علي تويتر لينعت نساء مصر اللائي يدعمن الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي بأنهن "عاهرات" وأنهن "لميت راجل" بينما المرأة غير السيساوية "بميت راجل" -علي حد وصفه الغير موفق- بل وأنه وصفاً قبيحاً متدنياً، لا شك أن هذه خطيئة في حق المرأة المصرية لا يمكن قبولها بحال من الأحوال، وهذا يا عمرو فجراً في الخصومة لا يمكن قبوله علي نساء بلدك.
هذه المرأة التي تنعتها بأقذر الصفات يوماً ما هتفت لك ووضعتك في مصاف فناني مصر النجوم فكيف يكون جزاؤها منك هو الإهانة بسبب خلافات سياسية؟! أنا أعارض هذا النظام من سنوات ولست معجباً بأغلب قرارته وأفعاله ولا تصريحات الرئيس وأجدها تصريحات علي أقل تقدير لا تصدر من رئيس جمهورية ولا تليق بالرئاسة المصرية، وأرفض بشدة الهتاف المستمر والتطبيل المستمر لشخص الرئيس أو نظامه وأرفض الرقص أمام لجان الانتخابات وأنتقده بشده ولكن كل هذا لا يجعلني أخوض في عرض أمرأة واحدة تختلف معي في الرأي فما بالك بما فعلته أنت حين أهنت الملايين منهن؟!
لا يا عمرو.... نساء مصريات كثيرات لهم كل الاحترام تتحملن مشقة الحياة ومرارة العيش ووعورة الطريق وتساندن هذا النظام خوفاً وخشية من المجهول حال سقوط هذا النظام وأخريات شاهدن ما حدث من انفلات أمني ابان الثورة المصرية ويرفضن تكرار هذه التجربة مرة أخري، وهناك نساء مصريات يعشقن بلادهن ويعتقدن عن قناعة أن هذا النظام وهذا الرجل هو الأفضل للبلاد في هذه الفترة وهذه قناعات لا يلام عليها أحد فهل من الأخلاق أن تنعتهن بالعهر لخلاف سياسي؟! ولا أعلم كيف لفنان أن يصف الملايين من نساء وطنه بهذا الوصف؟!
يا عمرو ... المرأة المصرية تحملت الكثير والكثير وهي امرأة مظلومة بالكلية! مطلوب منها كل شيء يينما تحصل علي الفتات في كل شيء، تحصل علي فتات احترام وعلي فتات مساواة وعلي فتات حماية وعلي فتات أنصاف وعلي فتات الفتات في الحياة وهي المرأة التي تستطيع أن تغزل "برجل حمار" كما يقولوا في الأمثال كناية عن قدرتها علي التكيف والتعايش مع أصعب الظروف فهل من الأنصاف وأنت تعيش في دول العالم المتقدم وفي فسحة من كل شئ أن تهين الكادحات لا لشيء سوي أنهن سيساوية علي حد تعبيرك؟!
يا عمرو.... أنا فخور بكوني أبن مصرية وزوج لمصرية وأخ لمصرية وقريب وصديق لمصريات دون تفرقة بينهن علي أي مقياس سياسي كان أو غير ذلك! حسناً فعلت يا عمرو حين اعتذرت ولتعتذر مرات ومرات للمصريات ولعلها ذلة لسان غير مقصودة ولكنها ذلة لسان حدثت من فنان له قدره عند جمهوره فكان رد الفعل من الاعلام علي قدر الفعل، وعلي قدر فاعله، وإن كنت ضد المبالغات في التشهير بك والتمادي في أهانتك رغم اعترافي بأن ما كتبته لا يليق بالمرة بمكانة المرأة المصرية.