مجدي حنين يكتب: حكومة كندا والتمييز الديني
لم يحدث في تاريخ كندا المعاصر أو القديم أن قامت حكومة بممارسة التمييز الديني على رؤوس الأشهاد كما تقوم به حكومة السيد "جاستن ترودو"، فكندا الكاثوليكية الديانة والتي يسكنها عشرات الديانات المختلفة، لم يُظلم أو تميزت فيها ديانة عن أخرى إلا في فترة تولى السيد ترودو كرسي رئيس الوزراء لهذا البلد المدافع الأول والأقوى على مستوى العالم عن حرية العقيدة.
فأصبح يسن قوانين ويكمم أفواه بل ويسجن كل من يطالب بحرية العقيدة في كندا. ولكي يكون الكلام أكثر تحديداً، في بداية هذا العام عين السيد ترودو السيدة أميرة الغوابى لتكون أول سيدة مدافعة عن مكافحة الاسلاموفوبيا في كندا. والسيدة الغوابى هي صحفية ومدافعة عن حقوق الإنسان في كندا ولسوء الحظ إنها ارتكبت بدافع ديني بحت مخالفة ضد حقوق الإنسان في حق سكان مقاطعة كيبيك باتهامهم بأنهم مُعادون للإسلام.
فكتبت مقال قالت فيه بالحرف: "لسوء الحظ أن أغلبية سكان مقاطعة كيبك لا يتأثرون بسيادة القانون بل بالمشاعر المعادية للمسلمين". لنجد أن المدافعة عن حقوق الإنسان هي بعينها من تتهم سكان كيبيك تهمة باطلة وترتكب جريمة تمييز في حق سكان تلك المقاطعة وتخالف مبادئ حقوق الإنسان مما جعل ممثلين كيبيك في البرلمان الكندي يطالبونها بالاستقالة ولكنها لن تستقيل لسبب ما في نفس السيد ترودو.
ثم تتوالى المفاجآت ويُعلن السيد الوزير أحمد حسين أن السيدة الغوابى قد عُينت كمدافعة عن الإسلام لمدة أربع سنوات. وقد خُصص مبلغ ٥،٦ مليون دولار لمكتب السيدة الغوابى لمحاربة الاسلاموفوبيا.
أن ما يفعله السيد ترودو هو ما يُزيد الاسلاموفوبيا في كندا لأنه يريد إعادة أربعة مُقاتلين من السجون الكردية كانوا مقاتلين مع داعش، واعترفوا بذلك ومنهم من يحمل الجنسية الإنجليزية وأُسقطت الجنسية الإنجليزية عنهم لأنهم غير مرغوب فيهم في إنجلترا لخطورتهم على الأمن والمجتمع.
والسؤال الآن لمصلحة من دخول هؤلاء القتلة إلى مجتمع كندا الآمن والمتسامح؟ لمصلحة من يُعيد توطين الداعشيين في كندا وكل الحكومة الكندية تعلم جيدا انهم لا يمكن احتواء هؤلاء الأشخاص؟ ما سر ارتباط رئيس وزراء كندا بالإسلام السياسي؟ ألعله لم يستوعب درس الرئيس الفرنسي ماكرون ولم يتعظ مما حدث في بلجيكا وما يجرى في هولندا وبريطانيا ووسط ألمانيا وكارثة إسبانيا؟ ألم يُخبره أحد عن بروتوكولات الإخوان المسلمين في استعمار الدول التي يتمكنون من رؤساء وزراءها؟
وفى المقابل نجد انتهاك فج يحدث في أونتاريو، حيث يُفصل طالب في الثانوي لأنه في مناقشة عامة أعلن إيمانه الكاثوليكي في قضية دعا مدرس الفصل لمناقشتها علانية، وعندما صرح هذا الشاب الجميل برأيه في أن الله خلق الإنسان ذكر وأنثى، وأعلن اعتراضه أن يدخل الأولاد دورات المياه للبنات، فقامت إدارة المدرسة بفصله بل وطلبوا له الشرطة ورُحل من المدرسة في سيارة الشرطة في سيناريو تمييز ديني لا يحدث حتى في الصومال، وأعتقد أنه من المفروض أن تُقال كل الحكومة الكندية بسبب تمييزها الديني ضد هذا الشاب الذى هو أولى أن يعين له السيد أحمد حسين مدافع عن إيمانه الكاثوليكي المضطهد وليس أخرين.