ما بين زيارة مجلس الأعمال المصري الكندي ... والانتخابات البرلمانية الكندية 28 أبريل

أتناول في هذا المقال حدثين مهمين الأول هو زيارة مجلس الأعمال المصري الكندي لكندا منتصف أبريل الجاري، والحدث الثاني الانتخابات الفيدرالية البرلمانية المبكرة التي تجري أحداثها رسميا يوم 28 أبريل الجاري، وبصورة مبكرة أيام 18 إلى 21 أبريل 2025.
لغة البيزنس أرقام.. أين نتائج زيارة مجلس الأعمال المصري الكندي؟
كانت زيارة مجلس الأعمال المصري الكندي زيارة جيدة، حظيت باهتمام من الجالية المصرية في كندا، مع غياب اهتمام الإعلام الكندي على المستوي الفرانكفوني والأنجلوفوني في أكبر إقليمين وهو أونتاريو والكيبيك. من واقع خبرتي السابقة قبل هجرتي إلي كندا، حيث عملت مستشارا إعلاميا لجمعية رجال الأعمال المصريين لسنوات طويلة، وعاصرت كم ونوع المهارة من فريق العمل الإداري بواسطة محمد يوسف المدير العام للجمعية مع بقية فريق العمل الإداري وكذلك رجال الأعمال رؤساء وأعضاء اللجان التخصصية للزراعة والصناعة والاستثمار والسياحة وغيرها، في الإعداد لزياراتهم الخارجية أو الإعداد لاستقبال وفود جمعيات ومنظمات رجال الأعمال والمستثمرين غير المصريين في مصر، وكيفية الإعداد المسبق، لاستضافة مسؤولين حكوميين ورجال أعمال ومستثمرين يلقون كلمات حسب جدول أعمال، ثم تعقد جلسات ثنائية بين رجال الأعمال والمستثمرين المتوقعين أن يتم بينهم تطوير أواصر التعاون والاستثمار، مما يتبعه مستقبلا اجتماعات أخري، أو يكون الجانبان علي درجة من الاحترافية والتواصل ويكون اللقاء لتطوير وضع النقاط علي تفاصيل التعاقد. وفي نهاية الزيارة تخرج نتائج ملموسة عن المشاريع المخطط التعاون فيها في مجال الاستثمار والصناعة والتجارة، مع ذكر لأسماء هذه المشاريع، والاستثمارات المتوقعة، والشركات والمنظمات والجمعيات ورجال الأعمال والوزراء والمسؤولين الحكوميين المشاركين في الجانبين.
البيزنس دائما ما يقاس بأدوات عملية تتوافق مع عقلية وبرجماتية أعضاءه من رجال الأعمال والصناعة والمستثمرين، وبالتالي الجمل الرنانة والعبارات المطربة لا تثمن ولا تغني، نحتاج إلى أرقام ومشاريع لتقييم الزيارة.
وعلى الرغم من التغطية الإعلامية الطيبة من جانب السفارة المصرية في أوتاوا وسعادة السفير أحمد حافظ، هذا السفير النشيط والمهموم بشؤون تطوير العلاقات المصرية الكندية، وكذلك القنصلية العامة المصرية في مونتريال، وإن كان سعادة القنصل، جديدا في منصبة، وهو السفير فتحي مكي، قنصل عام مصر في مونتريال. ومن ثم رغم جهدهما المحمود، كنا ننتظر أن التقارير الإعلامية والبيانات الصحفية الصادرة عن كل من السفارة والقنصلية، تعطي نتائج ملموسة يمكن قياسها من تحديد مشروعات تعاون مشترك، وأسماء الجهات المشاركة من الجانبين المصري والكندي، رسميا واقتصاديا (منظمات رجال الأعمال والصناعة)، والمشاريع المخطط لها التنفيذ مستقبلا وهذا لم نجده صراحة. مع الآخذ في الاعتبار أو الوفد المصري برئاسة السفير د. سامح أبو العينين، مساعد وزير الخارجية والهجرة للشؤون الأمريكية.
ننتظر من السفارة المصرية وسعادة السفير أحمد حافظ المشهود له الاهتمام بكل التفاصيل لدفع العلاقات المصرية الكندية على مختلف الأصعدة، مع سعادة القنصل العام الجديد السفير نبيل مكي.
الزيارة والإعلام المجتمعي الراقي
وهناك ملاحظة مهم تتعلق بالتقدير والتحية للميديا المصرية على وسائل التواصل الاجتماعي ودورها الحيوي والراقي الذي قامت به ونذكر من بين عناصرها منتصر منتصر ونور صبحي وغادة السعدني ورامي بطرس "في أوكسجين" وغيرهم الذي لا يسع المكان لذكر أسماءهم.
ونكرر انتظارنا لتقرير من جانب السفارة أو القنصلية المصرية لتقرير يحوي نتائج ملموسة يمكن القياس عليها لتقييم هذه الزيارة ومدي نجاحها أو من جانب السيدة ميراندا جرجس المسؤولة عن مجلس الأعمال المصري الكندي في كندا.
اتجاهات تصويت المصريين: الانتخابات البرلمانية الكندية المبكرة من 18 إلى 28 أبريل الجاري
تجري الانتخابات البرلمانية الفيدرالية المبكرة، بصورة استثنائية خلال أيام 18 إلى 21 أبريل الجاري، وهي اجازة عيد القيامة المجيد، الذي يأتي في المرات النادرة للمسيحيين الغربيين والشرقيين في نفس التوقيت. ويوم الانتخابات الرئيسي 28 أبريل الجاري. المعروف أن الأقباط المصريين يميلون لاعتبار كثيرة لحزب المحافظ "المحافظين" بسبب قيمهم المحافظة اليمينية، التي تتماشي مع القيم المسيحية المعروفة. في حين أن القطاع الغالب من المصريين المسلمين يميلون إلي الحزب الليبرالي. المزاج العام للناخب الكندي يميل لحزب المحافظ "المحافظين" بعد أن "خربها ترودو وأعد علي تلها" كما يقال في الأمثال الشعبية.
من أنتخب ولمن أعطي صوتي: ما بين أونتاريو والكيبيك والغرب الكندي والأقاليم الأطلسية؟
والسؤال الجوهري لمن لا يهتمون بالسياسة، لمن اصوت. الاجابة علي هذا السؤال بسيطة للغاية.
أونتاريو وأقاليم البراري والغرب الكندي ذات هوى محافظ
إذا كانت في أقاليم أونتاريو حيث تورنتو وأوتاوا العاصمة وأقاليم البراري والغرب الكندي بدءا من ساسكتشوان ومانيتوبا وألبرتا وبريتش كولومبيا فإن "الحزب المحافظ" هو الخيار التقليدي، والأغلب. أما في أقاليم كندا الأطلسية علي المحيط الأطلنطي، فإن هناك سوء توزيع للدوائر الانتخابية ووزنها التصويتي، شأن كل الدول، وليس هذا شأننا حاليا، حيث رغم قلة سكانهم فهم يتمتعون بتواجد دوائر ونواب أكثر من تعداد السكان، خاصة وأنها أقاليم ذات هوي ليبرالي.
الكيبيك ما بين الكتلة الكيبيكية والحزب الليبرالي .. والمحافظين في المؤخرة
أما إذا كنت من سكان الكيبيك، ثاني أكبر إقليم بعد أونتاريو، فإنه علي الرغم من عدد الأصوات الكبيرة التي يمكن أن يحصل عليها أحيانا حزب "المحافظ" إلا أن الواقع يقول أنه حزب ضعيف في الكيبيك، عادة ما يأتي بعد حزب التضامن من أجل الكيبيك "الكاك" والحزب الليبرالي في الانتخابات الإقليمية، ويأتي الحزب المحافظ عادة بعد الحزب الليبرالي والكتلة الكيبيكية في الانتخابات الفيدرالية. الخلاصة أن المحافظين ضعفاء جدا في إقليم الكيبيك رغم أن تصويتهم لحزب التضامن من أجل الكيبيك "الكاك" أو الحزب الكيبيكي "الكتلة الكيبيكية" هو في جوهره تصويت لليمين، لكن ليس الحزب المحافظ، الذي يجب ان يتبني حوارا وخطابا شبعويا وجماهيريا يلقي قبول لدي الناخب في الكيبيك.
نواب يستحقون إعادة الانتخاب
بالمناسبة ربما تكون مستاءا من تدهور أوضاع كندا علي يد جاستين ترودو، الذي استقال وأتي الحزب من بعده برئيس الوزراء الحالي مارك كارني. إلا أنه من المنصف تحليليا أن نذكر أن هناك ليبراليين على مستوى الأداء والعملي الحزبي والبرلماني يشهد لهم بالكفاءة والحنكة السياسية، وأذكر منهم مثلا في الدائرة التي اسكن فيها في لافال، النائب فيصل الخوري، رغم كونه عن الحزب الليبرالي، إلا أنه يتمتع بخبرة وحنكة سياسية وبرلمانية ويشهد له بالتواجد والحضور لخدمة مواطني دائررته الانتخابية. وبالتالي إذا رغبت أن تعاقب ترودو بعد التصويت للحزب الليبرالي، لا يجب أن تقيم بموضوعية أداء بعض النواب الليبراليين الذين لم يقصروا على الرغم من كونهم ملتزمين سياسيا بالخط السياسي والبرلماني لحزبهم، إلا أنهم ميدانيا وعمليا يشهد لهم بالخبرة والكفاءة. واعتقد أن الكيبيك الصراع محسوم فيها بين الكتلة الكيبيكية والحزب الليبرالي، خاصة وأن المحافظين غير مقنعين، ويكفي أن تدخل على صفحات بعض المرشحين المحافظين في بعض دوائر مدن الكيبيك ولافال ومونتريال وغيرها، ستجد عن عدد متابعي الصفحة لا يزيد عن العشرات.
التصويت العقابي للحزب الليبرالي بسبب ترودو الذي خرب كندا
أعرف أن هناك سيكون حالات من التصويت العقابي للحزب الليبرالي وهذا أمري طبيعي، بعد أن ذقنا "الأمرين" من جوستان ترودو، الذي ترك كندا خربة، ما بين دين عام، وارتفاع اسعار وسياسة خارجية صراعية مع دونالد ترامب وروسيا والصين وغيرها من القوي العظمي. وأنني على يقين أن مارك كارني ليس أفضل من ترودو. أتمنى أن يفوز المحافظين بالأغلبية وتشكيل الحكومة الفيدرالية وأن تتواجد الكتلة الكيبيكية بقوة في البرلمان الكندي على أن ينصف بعض مرشح الحزب الليبرالي الذي عملوا بجد ليستكملوا مسيرتهم. ولنا لقاء بعد إعلان نتائج الانتخابات.