الأب موسي رشدي يكتب لـ ”جود نيوز” : مقبرة الرجل الأبيض

-
في أخر القرن الثامن عشر ذهب أحد المرسلين الإنجليز إلي ساحل افريقيا الشرقي، وأبتدأ خدمته التبشيرية ومع زوجته وأبنه البالغ من العمر شهراً واحداً ناحية ساحل موزنبيق وبعد ثلاثة شهور من وصوله أصيبت زوجته وابنه بمرض أدي الي الوفاه فما كان من الرجل إلا أنه دفنهما في مقبر قرب ساحل البحر وكتب عليها ما معناه الآتي:
أن في هذا المكان يرقد أول شهيدين في هذه المنطقة وليكن هذا أعلان عن بدأ الخدمة ببشارة المسيح في هذا المكان من القارة وربما هذا الرجل لا يعلم أن من أول الشهداء علي أسم ربنا يسوع المسيح في هذه القارة هو القديس مارمرقس الرسول الأفريقي الأب والآسيوي الام، والذي سالت دماؤه الطاهرة في شوارع الاسكندرية منذ القرن الاول الميلادي في مدينة الثقافة وعاصمة الفلسفة والتي كانت تحتوي علي واحدة من أعرق المكتبات في العالم إلي أن حرقها ابن العاص في القرن السادس عند غزوه لمصر
وربما كان يحتاج الامر لوضع نصب تذكاري علي شاطئ البحر آنذاك يكتب فيه مقبرة الرجل القديس المبشر صانع المعجزات رسول المسيح
ولكن لا أحد يعلم ماحدث بدقة في هذا الوقت ولكن روايات التاريخ تقول أن القديس إنيانوس والقسوس في ذلك الوقت أخذوه بإكرام و اقاموا فوق موضع جسده الطاهر كنيسة يتمجد فيها اسم المسيح الذي خدمه القديس واستشهد علي اسمه. إلي أن سرقوه الايطاليون مخبئين اياه في داخل شحنة من لحوم الحيوانات إلي فينيسيا في إيطاليا حتي أعاد جزء من رفاته المقدسة قداسة البابا القديس كيرلس السادس في ستينيات هذا القرن وبين تاريخ مجيئ القديس مار مرقس واستشهاده وتاريخ اعادة رفاته لم تتوقف بحور الدماء في ارض مصر المحروسة بطولها وعرضها وهنا أتكلم عن الشهداء بسفك الدم ولا انسي المعترفين وجموع المسيحين الذين اتحملوا الظلم في شكر ورجولة واحتملوا سلب اموالهم ودفع الجدية عن يد وهم صاغرين ولَم يحاربوا لأنفسهم او يسفكوا دما حتي لو كان علي سبيل الدفاع عن النفس.. وهم بحق يجسدون أزهي معاني الرجولة، فالرجولة الحقيقة ليس في انك تَقتِل بل في تُقتَل وانت تبذل نفسا لأجل أحباؤك ، وعلي نفس الشاطئ شاطئ البحر المتوسط ذبح أحدث شهداء القبط وهم شهداء ليبيا التي يُظن أنها مسقط رأس القديس مارمرقس ، وتمت بعدها علي ساحله الشرقي في مدينة العريش ذبح أقباط العريش بيد داعش وكُتب عنهم في كثير من المنابر الصحفية
ولكن قليلين هم الذين يذكرون أن أول أسقف لشبه جزيرة سيناء وكان مقره العريش المدينة التي تباركت لتكون من اول أماكن مصر التي تباركت بزيارة العائلة المقدسة
وهو الأسقف الشهيد الانبا مكاري أول اسقف في العصر الحديث لشبه جزيرة سيناء الذي قُتل وصار شهيدا في سنة ٢٠٠٠ بعد أربع سنوات من رسامته اسقفا علي سيناء ومن قبلها خدمة ناجحة ومثمرة امتدت لسنوات في هذة الارض الغالية بعد ان بني العديد من الكنائس بعد ان كانت كنيسة واحدة وهي مارجرجس العريش وبني اول كنيسة في رفح وأكتر من بيت للخلوة وكنيسة في شرم الشيخ واخري في طور سيناء أغلقت ودُمرت بواسطة الأمن كل هذا في اربع سنوات وأكمل خدمته بنشاط متفرد حتي جائت الساعة التي زار فيها الرئيس مبارك مدينة العريش ووقف هذا القديس يطالب بحقه في بناء الكنائس ليتمكن اهل أحفاد أهل مصر الأصليين من العبادة دون ان يؤذوا مشاعر الآخرين حتي تم قتلة المدبر في طريق عودته الي مقر خدمته بكنيسة مارجرجس بالعريش. والامر المدهش والمعزي هو ما حدث عند فتح قلايته انهم وجوًا صورة طولية للقديس مامرقس موضوعة علي فراشه ومفاتيح الكنائس عند قدميه كأنه يسلم الكنيسة لمبشرها وكاروزها وشفيعها رسول ربها يسوع المسيح.
وبعد هذا السرد الطويل كنت اود ان تكون هناك لافتة كبير في سيناء مكتوب عليها قبر الرجل القديس الانبا مكاري وهو فعلياً أول شهداء العريش حتي قبل أن يُسفك دمه
لأنه صبر في هذا المكان علي ألام كثيرة تصل الي حد الأستشهاد
ولعلي أفصح عن جملة تجول بخاطري
هل نكتب علي سواحل مصر مقبرة الرجل القبطي أم نكتب مقبرة الرجولة كصفة عموماً.........
بعد ان سكت الكثير ولَم يتحركوا برجولة حقيقية لمعالجة المشكلة من جذورها......
مجرد سؤال في خاطري .........
يبحث عن اجابة.......
لعلي اجد اجابة. !!!!!!!