6 قضايا على مائدة قمة العشرين 2024 محمد صلاح عايش بكتالوجه عودة شركة النصر للسيارات المصرية للعمل من جديد ”أوروبا” إلى الجحيم‎ بالحق تقول معنى حُريَّة المرأة أسطورة الملك الإله‎ أنا طفل وعمري خمسة وثمانون عاماً! (2) قدّم سيرتك الذاتية لتأكلها.. أغلى وجبة في البلاد تثير ضجة منع استخدام كلمة التنمر في المدارس استثمار 100 مليار دولار في مجال الذكاء الاصطناعي تطوير أول حارس إنقاذ بالذكاء الاصطناعي في الأنهار

ماجي ماجد الراهب تكتب: من طفل شَابَ قبل الآوان: ”رسالة إلي حلمي” ...!

بداية أردت أن أكتب العنوان هكذا دون تشكيل لغوي حتي اترك مساحة للقارئ أن يقرؤه كما يشاء رسالة إلي حُلمي أي ما نتمني أن يكون أو رسالة إلي حِلمي أي التأني والصبر الذي يجب أن نتبعة دوماً في كل مرة أشاهد أو أستمع أو أقرأ شيء يبعث الآسي في النفوس وعلي كل الأحوال الحُلم والحِلم لا يختلافان كثيراً داخل المضمون الإنساني فنحن نحلم ونتأني تأني أيوب في صبره حتي يتحقق الحلم ! دعوني أقص عليكم قصة لربما أصبحت كالإسطوانة المشروخة ولكن ما باليد حيلة فنحن مجبرون لأن نستمع لسخافة فصولها وربما أيضاً ونحن نسردها معاً يتردد في مسامعنا كلمات العبقري الراحل الفنان أحمد ذكي في مرافعتة الشهيرة بفيلم ضد الحكومة " كلنا فاسدون، لا أستثنى أحدًا، حتى الصمت العاجز الموافق قليل الحيلة " نعم يا سادة كلنا عاجزون عن حل تلك المشكلة التي تتفاقم جيلاً وراء جيل يكبر و يحلم ثم يصطدم بأرض الواقع الجافية حيث تتبد معظم أحلامه وليس هي فحسب بل وجوده أيضاً معها خلف شمس الصباح والتي يستيقظ علي اشعتها الذهبية تداعب وجهه وصوت والدته تناديه حتي يحمل شنطته الصغيرة المتواضعة المصنوعة من القماش ربما لضيق الحال وربما لكثرة الأخوة ولا يدري أنة يحمل خلف ظهره هموماً تنتظره يوماً ثم يبدأ رحلته نحو مدرسته القاطنة علي أطراف قريته والتي يتكبد عناء المشقة للوصول إليها يسير وهو يحمل في رأسه الصغير تساؤلات عن العالم الآخر الذي يسمع عنه ممن حوله ذلك العالم الذي يقع به البلاد التي لاتنام ثم يصحوا من أثر غفوته علي جرس طابور الصباح معلناً عن بداية يوماً دراسي تمضي حصة تلو آخري لتدخل مدرسة التربية الفنية وتطلب من الصغار أن يخرجوا أي ورقة بيضاء ويمارسوا النشاط الفني ويرسم بقلمه المنحول نحول جسده مركب مسافرة عبر البحر وعليها صورة شخص ربما تكون غير واضحة نظراً لأصابعه الصغيره وتطل المعلمة برأسها علي ورقته وتتساءل لما هذه الرسمة بالتحديد ؟ فيرد بكل إندفاع أنا من يركب علي ظهر هذا المركب ويسافر ومشاعره مختلطة نظراً لصغر سنة لا يعرف لماذا يرغب في السفر هرباً من واقعة أم رغبة في حياة أفضل وفي المساء أيضاً يذهب ليطوي أوراقاً مع رفاقه علي شكل مركب ويطلقها في الترعة الصغيرة التي بجوار داره وهو لا يدري أن يوماً أنه سيباع من قبل سماسرة الموت وتنقلب المراكب التي رسمها ولعب بها يوماً به هو ومن معه ويبتلعه البحر من أجل حلماً زائف يدعي الهجرة غير الشرعية ويتحول وجوده إلي مجرد خبر بجريدة أو عاجل بنشرة أخبار ! . والكارثة الكبري أنه لا يمر بضعة أيام حتي نجد آخرين مستعدون للذهاب علي مراكب الموت بأي ثمن وهكذا تتوالي المآساة وكأن لسان حالهم يقول مع العبقري صلاح جاهين : "أنا شاب لكن عمري ألف عام وحيد لكن بين ضلوعي زحام خايف و لكن خوفي مني أنا أخرس و لكن قلبي مليان كلام" عجبي ! وهنا يطرح السؤال الصعب نفسه من المسؤول الأول عن تلك الكارثة هل الظروف الإقتصادية من عجز تعليمي وبطالة مفجعة وفقر طاحن "إذا طلبَ منك ابنُك سمكة، هل ممكن أن تعطيهِ حيّة" كقول السيد المسيح فهل من الممكن أن اهالي هؤلاء الشباب هم المدانون لسعيهم الدائم أن يرسلوا اولادهم بأي ثمن لأجل الحاجة والحال الضيق وهذا ما يدفعهم للزج بأبنائهم لتلك الطرق ! أم الشباب أنفسهم يرون هذا طريق لكسب لقمة العيش من أجل أن يصبح مستعد لمتطلبات حياته من سد حاجات أبويه وأخوته أو الإستعداد بمهر وشبكه وما خلافه من أصوليات يفرضها عليه مجتمعه أم يرونه وسيلة لمجرد الهروب من مشاكل حياتهم وعلي الرغم من علمهم أن من سبقوهم منهم من مات غرقاً ومنهم من نجا صدفة ومنهم من تم ترحيله من قبل خفر السواحل ونصل إلي الحلقة المفرغة التي تتوه بها الحقائق ويبقي الفاعل الأصلي مجهول وبالطبع هذا ما تعودنا عليه وتبقي الرسالة التي تكتب دوماً أغتيال العمر ممن يبدأون العمر وأيا كانت الأسباب فلابد من وقفة صريحة والإقرار بالأخطاء وأتخاذ خطوات سريعة لحل هذا النوع من المشاكل كفانا تصريحات وندوات ومؤتمرات لا يسمع صوتها سوي الطبقات الراقية ومؤسسات المجتمع المدني دون حلولاً جذرية تتم علي أرض الواقع تجاه هذه الكارثة فمما لاشك فيه " كلنا فاسدون، لا أستثنى أحدًا، حتى الصمت العاجز الموافق قليل الحيلة ...! "