هل فعلا ابتهال أبو السعد ب 100 راجل!!

خلينا نعيد صياغة السؤال ... هل ابتهال أبو السعد بـــ 100 راجل من عينة زميلها فى مايكروسوفت المهندس السوري الأصل مصطفى سليمان، مدير إدارة الذكاء الاصطناعي بالشركة اللي ثبت تورطها وتعاونها مع جيش الاحتلال في إبادة ما لا يقل عن 50 ألف بني آدم في غزة؟
مصطفى سليمان.. مهندس اكيد ناجح في عمله، وشخص أكيد بذل من الجهد والمال والتضحيات وسهر الليالي، ما يؤهله لشغل الوظيفة دي في أكبر شركة برمجيات في العالم .. ولكن.. مصطفى ذو الأصول العربية، ابن نفس المنطقة، لم يكتفي حتى بالسكوت على المجازر اللي بتحصل في حق الأبرياء، بل كان شريك رئيسي بعلمه وخبرته وطبيعة عمله كرئيس لفريق الذكاء الاصطناعي..
مصطفى سليمان، نموذج لشخص بنشوفه كتير في الغربة.. مستعد يدوس عليك وعلى كل قيمة أو مبدأ، قصاد الانسلاخ من جذوره، ويبقى منسحق تحت رجل الغربي ..الراقي وهو بيقتل، المتحضر وهو بيتواطأ على دم الأبرياء، الوقور وهو بينسف بدوسة زرار بيوت الناس، محولا في غمضة عين كل من فيها لأشلاء..
أما ابتهال.. فهي بقعة ضوء صغيرة في عالم مظلم قبيح.. ابتهال زيها زي مصطفى.. تعبت وشقيت عشان توصل لمنصب، بيحلم بيه ملايين المهندسين على ظهر الكوكب.. ابتهال رغم حداثة سنها، مؤكد عزيزي القارئ أنت متخيل دخلها الشهري، ومستوى المعيشة اللي اتحقق لها بالعمل في مايكروسوفت..
كتير قبل ابتهال، وكتير بعدها، اتكلموا عن معاناة أهل غزة، هاجموا سياسات وانتقدوا حكومات.. لكن بقي من وجهة نظري مسطرة واحدة بقيس بيها حجم جرأة ومصداقية أي شخص بيتكلم في القضية دي بما فيهم أنا شخصيا..
المسطرة: إيه التمن اللي ممكن تدفعه نتيجة لقولة كلمة حق؟
حسابات الربح والخسارة.. خوفك على حياتك، أمنك الشخصي والعائلي، أكل عيشك ومستقبلك..
حتى اللي اختاروا السكوت، كتير بالتمس لهم العذر، لأني محطيتش نفسي مكانهم، ولا اعرف تجربتهم عشان أحكم حكم حقيقي على اختياراتهم وقراراتهم ..
ولأجل كل ذلك، فابتهال غير .. في عالم ما قبل البجاحة والوش الإجرامي اللي بقى مكشوف، وورقة التوت اللي سقطت تماما عن جسد الغرب المتحضر الراقي، حامي حمى الحريات والعدالة وحقوق الإنسان..
وفي عالم ما قبل ترامب.. كانت ابتهال هتعتبر واحدة من كتير عبروا فقط عن رأيهم ..غسلوا أيدهم بكلمة لا هتجيب ولا تودي.. سجلوا موقف يبرئوا بيه ذمتهم قدام ربنا وخلاص ..
لأ.. ابتهال معملتش كده .. ابتهال حطت دم الأبرياء في كفة وشغلها ومستقبلها الوظيفي والمعيشي بل وحياتها نفسها في الكفة التانية..
ابتهال عملت اللي ميعملوش مليون ست ولا راجل.. بيحسبوا الكلمة ومقدار التمن اللي هيتدفع قصادها.. كفة الإنسانية طبت عندها عن كفة حياتها ومستقبلها
ابتهال أيقونة وخيارها كان خيار صعب وشجاع.. لا تظلموها بوضع اسمها في أي مقارنة مع 100 أو ألف راجل.. هي أرقى من كده الحقيقة.. عشان ياما فيه ذكور كوصف فسيولوجي بس ..لكن مش شرط أبدا يتقال عليهم "راجل"