ماجي ماجد الراهب تكتب: علشان لو جه ميتفاجئش ...!
اصبح هذا العنوان صوت وصورة مدويه لكشف مآسي طالما تراكمت بفعل الزمن علي صفحات التواصل الاجتماعي الفترة الأخيرة وخاصة بعد زيارة رئيس الوزراء للمستشفيات وما وجده من مناظر غير آدميه علي الأطلاق مما دفعه الي الاستياء من ذلك الوضع جملة وتفصيلا وكأننا نعيش في مشهد هزلي تتعدد ابطاله.!
القطط ... لا يستطيع احد ان يغفل دورها الرئيسي في المشهد علي أسرة المرضي وداخل غرف العمليات والعناية المركزة وكأنها تشارك مع المرضي معاناتهم ! هذا الي جانب الثعابين والحيات التي استوطنت بفعل التشققات والشروخ التي لحقت بالمباني المُستهلكه دون صيانه دورية وكأن الواقع الطبي تحول الي بيت الزواحف ! والطيور والكلاب والقائمة لا تنتهي !
واما اذا تحدثنا عن غرف العمليات غير المجهزة لإجراء العمليات فحدث ولا حرج والأرض الملوثة بالدماء الناقلة لأخطر الأمراض المعدية وأيضا عيادات الأسنان وما نراه داخلها من ضعف الإمكانيات والتي تعتمد عليها بالضرورة هذه العيادات وقلة التعقيم الذي يعتبر نواة عمل طبيب الأسنان وما خلاف ذلك من مشكلات .
وفي الحقيقة هذا قطاع الذي تم عرضه علي الرأي العام فالمفاجأة لم تقتصر عليه وحسب بل امتدت الي مشكلات المواطنين والمعوقات التي تواجههم في صرف مستحقاتهم العلاجية للأمراض الكبدية والمستعصية والنادرة وهذا بالطبع غير مشكلات الأطباء وحقوقهم التائه وسط كل هذا الدوائر المفرغة التي لا تنتهي ...!
بالطبع المشكلة لا تتوقف عند حد القطاع الطبي فهناك أيضا قطاع التعليم الذي يعاني الأمرين من إهمال في حق المعلم والطالب مما جعل العلاقة بينهم مضطربة ومزعجة الي حد لا يليق بالمؤسسة التعليمية ومكانتها على الأطلاق فاذا لاحظنا نجد ان حال المعلم من حال الطالب فاذا ضاعت واهُملت حقوق المعلم ووضع تحت ضغط نفسي وعصبية ومالي لا نبحث بعد ذلك عن طالب يحمل مؤهلات انسانية ومتطلبات لسوق العمل فإذا أخذنا علي سبيل المثال في ألمانيا عندما قامت مظاهرات من قبل الأطباء والمهندسين للمساواة برواتب المعلمين خرجت المستشارة الألمانية (انجيلا ميركل ) لتقول لهم : " كيف أساويكم في الرواتب بمن علموكم " فهذه هي قيمة صانع الأجيال انا لا اطلب تأليهه أو اعفاؤه من الأخطاء فالذي يخطئ ويهمل يجب انا ينال جزاءه ويحاسب ولكن لا يمكن ان لا يكون لنا رؤيا علي الأطلاق لمنظومة التعليم والتي تعد في نظري اخطر وأدق منظومة علي الاطلاق ونطالب بعد ذلك بواقع حالم للتطور والتقدم .
فالتطرف والجريمة والانفلات الأخلاقي والعنف باسم الدين وكل هذه الملفات السوداء أول من يحاسب عليها قطاع التعليم فالطالب يتشكل وعيه جملة وتفصيلا داخل الحقل الدراسي من خلال معلم سبقه وكان يوما واحد ممن أنتجته هذه المنظومة وهكذا يمتد العجز من جيل الي اخر بلا حل جذري للمشاكل .
علشان لو جه ميتفاجئش مش مجرد حمله على صفحات التواصل الاجتماعي تعرض مآسي ومشاكل القطاعات التي من المفترض ان تعد من اهم قطاعات البنية التحتية للدولة . ولكنها حالة عامة نمر بها داخل ثقافة مجتمع يحتاج بالضرورة القصوى الي ان ينهض تجاه العمل الجاد الي تصحيح الأخطاء الجسيمة والتي تتسبب في كم المخالفات في حق المواطن والوطن الذي مازال يتشكل نحو الغد فالصحة والتعليم ليسوا فقط القطاعات المتضررة من الإهمال والتراخي بل هناك قطاعات أخري تحتاج الي من يسلط عليها الضوء وتطرح للنقاش.
اذا اردنا التغير فيجب ان تتم لحظة افاقه ورغبة في الحياة السوية وسعى واستعداد وتأهب لان المستقبل لا ينتظر أحدا فلا بد ان يأتي ولما يجي ما يتفاجئش ...!