لا يُفتي ”موكوس” لمجاهد!!
عن عبثية مفهوم النصر والهزيمة في الصراع الأبدي والتاريخي بين كيان استيطاني عنصري ملفق، يحتوي على أحقر وأبشع كائنات ظهرت على وجه البسيطة، وبين شعب صابر ومحتسب، صاحب حق وصاحب قضية..
معرفش ليه افتكرت المشهد الايقوني في ختام رائعة وحيد حامد "المنسي" ..
المشهد باختصار للمنسي مثخنا بالجراح، مجهد ..شبعان ضرب ودماء وألم.. بعد أن دخل صراع غير متكافئ على الإطلاق مع "أسعد ياقوت" رجل الأعمال الفاسد القذر .. القواد..
سبب الصراع الأساسي كان الكرامة، الشرف، الإنسانية.. الصراع كان على "غادة" .. المخطوفة اللي بيستعد أسعد يبيعها في سوق النخاسة رغماً عن إرادتها..
استنجدت غادة بالمنسي الضعيف الفقير قليل الحيلة.. معدوم الإمكانيات اللي تؤهله لمواجهة جبروت أسعد ورجاله وعتاده وقوته ونفوذه..
جملة واحدة قالها لخص بها كل مطالبه قصاد المرجفين معدومي الشرف اللي انهالوا عليه بالسباب والتحقير واتهامات الحقد والغل، وكراهية البشر النظيفة الراقية، ولاد الناس الأكابر المتلمعين من بره، ومن جواهم نجاسة وقذارة الكون كله .."الست دي هنا مش بإرادتها.. انا عايز آخدها وامشي" ..
اشبعوه ضربا حتى خارت قواه.. لكنه لوش، حاول، عافر.. اتطرح أرضا عشرات المرات..اتضرب وضرب..اتعور وعور.. لم ينتصر.. ولم ينهزم.. استطاع رغم كل ذلك تهريب غادة.. ولو "مؤقتاً " ..
لحق به أسعد ياقوت ورجاله في أرضه مع شروق الشمس.. بص له بغل وإحساس بقفا متين وجعه وكسر كرامته وكبريائه ولو لحين..
أمر رجاله: طلعوا المسدسات.... ولكن.. قتلته نظرة الثقة غير المبررة من منسي المنهك وسط جراحه ، حين بدأ يقدم على المكان أهله..الغلابة الفلاحين.. ملح الأرض وأصحابها الأصليين.. ألتفوا حول منسي من غير كلام ..
التقط أسعد الإشارة، وعرف إن مسدساته ورجاله مش هينفعوه يوم أن يتحد كل المظلومين المقهورين فيأكلوه بأسنانهم أكل..
أمر رجاله ثانية: نزلوا المسدسات.. وعاد من حيث أتى يجر أذيال الخيبة... " ولو إلى حين" استعدادا لجولة قادمة.. أو جولات.. قد يفتك بمنسي؟ من يعلم؟ لكن هيطلع بدل المنسي ألف منسي في صراع أزلي بين الحق والباطل.. يوما ما سينتصر فيه الحق..
ومن هنا أجدد رسالتي للسيد الجالس في مقاعد المتفرجين، وأقول له بكل ود ومحبة واحترام .. ظللت صامت سنة، بل سنين، بل عقود والبشر تنحر أمامك لايف على رؤوس الأشهاد
.. فلم لا تظل أخرس إلى الأبد ..
أو إن فتحت فمك فاحترم دماء الشهداء وانت بتتكلم عن الصامدين..
أخرس مثلما كنت اخرس واعمى واطرش واخواتك بيتنحروا مش بس على مدار 465 يوم ..ده على مدار 76 سنة..
اخرس لأن المقاوم طالما لازال يرفع رأية بلاده ولم يرفع الرايةالبيضاء وانت نايم في أحضان الجُبن فهو منتصر..
اخرس لأن للحرية تمن يدفعه الرجال والأبطال ومقاومتهم للاحتلال قيمة لا يعرفها من كانت غاية أملهم العلف ولو السياط نازل ليل نهار على ضهرهم..
اخرس واشكر اللي بصمودهم عروا ملوك وزعماء واسقطوا خطط ومشاريع وخلوا العالم كله يشوف مين اللي باع وقبض التمن ، ومين اللي قافش بضوافره في تراب وطنه..
حيا الله الصامدين الصابرين..والمجد للشهداء