نحبك يا كندا
كندا الجميلة الرائعة المشرقة المتألقة المستنيرة المحبوبة عشقاً من كل مواطنيها، كندا التي حلمنا بها وطناً نحيا فيه وتستمر ذريتنا فيها كن جيلاً إلى جيل وإلى الأبد، نعم نحن لم نولد هنا في كندا ولكنها كانت الاختيار بل الحلم، أحببناها قبل أن نراها، أحببناها قبل أن نأتي إليها أحببناها بالسمع وعشقناها حين رأيناها.
كندا درة الحريات وقلعة الاستنارة، كندا الرحبة السمحة التي تتسع للجميع، كندا المستقلة، كندا التي رحبت بكل مهاجر جاء إليها وساعدته بكل شيء دون أن تنظر إلى لونه أو عرقه أو لونه أو جنسه، كندا التي حين يُذكر أسمها في العالم تجد الحب والاحترام والتمني وحلم العيش فيها أو حتى زيارتها، كندا اليوم تواجه موقفاً عصيباً بتهديد الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 % على صادراتها للولايات المتحدة الأمريكية.
أن هذا الموقف وإن كان عصيباً لأنه يهدد الاقتصاد الكندي تهديداً كبيراً بما قد يصل به لحالة الكساد، ولكنه في الوقت ذاته وقت توحد الكنديين خلف بلدهم، فليس هذا وقت التقسيم والفرقة، فعلينا جميعاً الليبرال والمحافظين والجميع أن يقف مسانداً لكندا، وعلى الساسة جميعاً وعلى رؤساء وزراء المقاطعات الكندية أن يغلبوا مصلحة كندا البلد الأم على أي مصالح حزبية أو مصالح للمقاطعات فلا مصلحة تعلو على المصلحة العليا للبلاد.
ورداً على تهديدات الرئيس الأمريكي لكندا قامت كندا بعمل خطة من ثلاث مراحل للحفاظ على الاقتصاد الكندي والرد على التعريفات الأمريكية حال تنفيذ الرئيس الأمريكي لتهديده رافعة شعار دولار بدولار! على أن يظل الخيار الأول للكنديين هو محاولة أقناع الإدارة الأمريكية بعدم فرض التعريفات الجمركية ومحاولة الوصول لحل وسط على أن تقدم كندا خطة مرضية للطرف الأمريكي في ضبط الحدود مع الولايات المتحدة الأمريكية. وهو ما أكدت السلطات الكندية بالفعل وجود هذه الخطة.
وكانت كندا قد أعلنت خطوة مبدئية برصد مليار دولار إضافية لضبط الحدود مع الولايات المتحدة وهي منفتحة لبذل المزيد والمزيد تعاوناً مع السلطات الأمريكية من أجل ضبط الحدود.
أما الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، فأقول له سيادة الرئيس كنت قد بدأت عهدك يوم تنصيبك رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية بكلمة إلى الشعب الأمريكي قلت فيها إن العهد الذهبي لأمريكا يبدأ اليوم، سيادة الرئيس من أجل جعل عهدك ذهبياً تحتاج إلى شركاء وأصدقاء وكندا بكل ما تمتلكه من ثروات وخبرات هائلة كانت ومازالت أقرب أصدقاء وشركاء الولايات المتحدة الأمريكية، لدينا قواسم مشتركة لا يوجد مثلها في العالم، لدينا قيم مشتركة، لدينا مصالح مشتركة لدينا حدود مشتركة هي أطول حدود في العالم، لدينا الطاقة التي تحتاجها الولايات الأمريكية الشمالية ولدينا الصلب والألومنيوم والأخشاب والأهم ذراعين مفتوحتين بكل حب وأحترم لبلادكم لنعمل سوياً من أجل مصلحة كندا وأمريكا.
سيادة الرئيس أن الشعب الكندي يعتز بهويته الكندية وليس مطروحاً على طاولته ولا على مخيلته أن يتنازل عنها ليكون جزءاً من شعب آخر أو بلد أخرى، ولكن مطروحاً أن نعمل سوياً كشركاء تجمعنا قيم عظيمة وتجمعنا الصداقة ويجمعنا الاحترام المتبادل!
سيادة الرئيس لسنا مفزوعين لأننا نثق في بلادنا وفي قدرتها على تخطي الصعاب فنحن بلد قوية متماسكة غنية بمواردها وثرواتنا الطبيعية ولكن ثروتنا الحقيقة كانت وما زالت هي في معدن شعبنا العظيم المتماسك الذي يقف خلف بلده والذي يتمنى لشعبكم الرخاء مثلما نتمنى لأنفسنا الرخاء، سيادة الرئيس حينما نعمل معاً نستطيع أن نحقق ذلك، سنربح وستربحون ولكن بفرض التعريفات الجمركية سيخسر الجميع ولا أظن أنك تريد لهذا أن يحدث.