هل تصبح كندا الولاية51 الأمريكية؟ ضغوط ترامب على كندا ... هل تستمر؟ نحبك يا كندا‎ جحيم 2025 في كاليفورنيا ... أكثر الحرائق تكلفة في التاريخ البشري قلنسوة الرازي وابن النفيس لا يُفتي ”موكوس” لمجاهد!! مراكِز رعاية كبار السِّن.. نظرةٌ واقعيّةٌ مُعاصِرة محاكمة ترودو وكل من عاونه على الكارثة‎ ثقيلة هي ثياب الحملان! (قصة قصيرة) (3) هل كان ”أيوب” مثالاً للمسيح؟! لماذا اعتمد يسوع؟ إلى هنا أعاننا الرب

ضغوط ترامب على كندا ... هل تستمر؟

كما يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي بدأت ولايته فيه العشرين من يناير مصمم على استمرار الضغوط على كندا، الجارة الشمالية، والشريك الاقتصادي المهم، والأخ غير الشقيق للولايات المتحدة. طرحت مختلف وسائل الإعلام الكندية سؤالا مهما، مفاده: هل تأخذ كندا على محمل الجد تهديدات ترامب باستخدام القوة الاقتصادية بدلا من القوة العسكرية من أجل ضم كندا كولاية 51 إلى الولايات المتحدة؟ هذا السؤال طرح في العديد من وسائل الإعلام منها جريدة منهم الكاتبة ميلين كريت في لابرس. ولم يكن السؤال غريبا أو أول مرة يتم طرحه، إذ تم طرح السؤال مباشرة من قبل الرئيس المنتخب للولايات المتحدة خلال، مؤتمر صحفي في مقر إقامة مارالاجو، قبل أيام فقط من التأكيد. هل تفكر في استخدام القوة العسكرية للاستيلاء على كندا؟

في هذا السياق، أشار ترامب أنه ينوي الاعتماد على الضغوط الاقتصادية أكثر من العسكرية، خاصة وأن واشنطن تتحمل مئات المليارات من الدولارات لحماية أمن كندا، عن طريق حماية الحدود بين البلدين، فضلا عن مواجهة العجز في الميزان التجاري الأمريكي مع كندا، والذي سيرتفع من 64 مليارا إلى 90 مليار دولار لمصلحة كندا حسب البيانات الأمريكية.

هذا ولا يخفي الرئيس ترامب مطامعه في ضم مناطق ودول جديدة للولايات المتحدة، في أول سابقة مباشرة من رئيس أمريكي في القرن الحادي والعشرين للحديث عن ضم دول جديدة إلى السيادة الأمريكية، حيث أعلن ترامب اهتمامه بضم قناة بنما هذا المجري الملاحي العالمي المهم للنقل والتجارة العالمية، وضم جزيرة جرينلاند في إقليم الدنمارك المستقل، مبررا ذلك بأهميته الكبيرة للأمن الاقتصادي الأمريكي.

لكن البروفيسور فين هامبسون رئيس مجموعة خبراء العلاقات الأمريكية الكندية في جامعة كارلتون والمعهد الكندي للعلاقات الدولية يكشف أن ترامب أهدافه ليس اقتصادية فحسب، بل وسياسية كذلك. وأطلق على هذه النوايا "الإمبريالية الجديدة". ويخفف خبراء أخرون منهم رئيس المرصد الأمريكي في جامعة كيبيك في مونتريال، تشارلز فيليب ديفيد من نوايا وتصريحات ترامب. مشيرا إلى أهمية تحليل وفهم شخصيته، إذ أن ترامب لا تتوفر لديه حتى الآن ولم يعلن عن خطة واقعية لتنفيذ نواياه باستثناء فرض الرسوم الجمركية على الصادرات الكندية. موضحا أن ترامب ليس قادرا على وضع خطة منطقية، وليس قادرا على القيام بمهمة في سياسة جيدة مع أهداف واضحة، فضلا عن أنه شخصية اندفاعية.

من الطبيعي تفهم أنه بعد عودة ترامب إلى قيادة الإدارة الأمريكية، عاد عدم اليقين والقلق إلى أوتاوا. ولا يمكن للأشخاص، ولا الحكومة الكندية ولا في إدارة الرئيس الأمريكي ترامب، توقع قرارته المستقبلية، أو من يستطيع أن يتجنب فرض رسوم الـ 25 دولارًا % على المنتجات كنديين.

هذا وقام دونالد ترامب بإعداد قائمة تضم أكثر من 100 تصريح رئاسي للتوقيع عليها خلال الأيام الأولى من ولايته الثانية، بعد الحصول على معلومات من العديد من وسائل الإعلام الأمريكية. تشير هذه الإرشادات الواضحة إلى الهجرة، والسيطرة على الحدود جنوب الولايات المتحدة، ومسائل النوع في المدارس بالإضافة إلى قضايا فرض التعريفة الجمركية ضد المكسيك وكندا.

كما أنه لا أحد يعرف كيفية تطبيق رسوم التعريفة الجمركية، هل سيتطبق على مراحل كما معلن، أن سيكون هناك تطورات ليست في الحسبان، حسب معطيات الموقف، بحيث تكون أقل أو أكثر من الرسوم المعلنة وهي 25%.

وعلى الرغم من استقالة جوستان ترودو من رئاسة الوزارة الكندية، كانت خبرا مفرحا لترامب، إلا أن الاستقالة لم تقسم الكنديين، بل ظهر ما أصبح يطلق عليه إعلاميا "كابتن كندا"، وهو رئيس وزراء إقليم أونتاريو دوج فورد، الذي رفع شعارا مهما وهو أن "كندا ليست للبيع"، وهو ما يعد أمرا طبيعيا من شخصية قوية مثل فورد، فضلا عن كونه من حزب المحافظ، الذي يحظى بفرص قوية للفوز في الانتخابات البرلمانية القادمة وتشكيل الحكومة الفيدرالية بواسطة رئيس الحزب بيير بواليفير، إلا إذا حدثت مفاجآت ليست في الحسبان.

وعلى الرغم من فرض كندا لكروت ضغطها على أمريكا، إلا أن أهم كارت للضغط على أمريكا يتمثل في الطاقة، حيث تعتمد ولايات كثيرة في مقدمتها نيويورك العاصمة الاقتصادية والتجارية لأمريكا على الكهرباء من إقليم الكيبيك، فضلا عن بترول إقليم ألبرتا الذي تعتمد على ولايات أمريكية عديدة. ورغم تضامن الكيبيك مع الاتجاه العام لرؤساء وزراء أقاليم كندا، إلا أن رئيس وزراء ألبرتا يخرج عن الصف العام، ويرفض استخدام البترول للضغط على أمريكا.

يضاف إلى الطاقة مسألة أمن الحدود والهجرة غير الشرعية وتهريب المواد المخدرة من على الحدود، وهو ما يمكن أن يلقي بمزيد من البنزين على العلاقات المشتعلة بين واشنطن وأوتاوا. ولننتظر تطور الأحداث بعد مرور عدة أسابيع من تولي ترامب للسلطة ومدي التطور الذي سيطرأ على قرارته، ورد فعل الحكومة الكندية، وكذلك المكسيكية.