هل تصبح كندا الولاية51 الأمريكية؟
في الأسابيع الأخيرة، أثار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب جدلاً بتصريحاته حول إمكانية ضم كندا إلى الولايات المتحدة لتصبح الولاية الأمريكية الـ51. في منشور على منصته “تروث سوشال”، أشار ترامب إلى أن هذا الاندماج سيؤدي إلى إلغاء التعريفات الجمركية، خفض الضرائب، وتعزيز الأمن الكندي ضد التهديدات الروسية والصينية.
هذه التصريحات جاءت بعد إعلان رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو استقالته، مما دفع ترامب إلى اقتراح أن العديد من الكنديين يرغبون في أن تصبح بلادهم جزءًا من الولايات المتحدة.
ردًا على ذلك، أكد ترودو أن كندا لن تكون أبدًا جزءًا من الولايات المتحدة، مشددًا على سيادة بلاده واستقلالها. كما أوضحت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي أن كندا لن تنحني أمام التهديدات، معتبرة تصريحات ترامب تعكس عدم فهم لقوة كندا. 
من الجدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يطرح فيها ترامب مثل هذه الأفكار. في نوفمبر الماضي، خلال حفل عشاء مع ترودو، اقترح ترامب مازحًا أن تصبح كندا الولاية الأمريكية الـ51 لتجنب الرسوم الجمركية. ورغم أن بعض هذه التصريحات قد تبدو مزاحًا، إلا أنها أثارت قلقًا في الأوساط السياسية الكندية.
بشكل عام، تعكس هذه التصريحات توترًا في العلاقات بين البلدين، إلا أن كندا تظل متمسكة بسيادتها واستقلالها، وترفض أي محاولات لضمها إلى الولايات المتحدة.
فكرة ضم كندا للولايات المتحدة تبدو غير واقعية وغير ممكنة من الناحية السياسية، الاقتصادية، والقانونية، وذلك لأسباب عديدة:
1. السيادة الكندية
- كندا دولة ذات سيادة ومستقلة بالكامل، ولديها نظام ديمقراطي وبرلمان خاص بها. فكرة التخلي عن استقلالها والانضمام للولايات المتحدة تتعارض مع إرادة الشعب الكندي.
- كندا جزء من الكومنولث البريطاني، ولديها علاقات تاريخية قوية مع بريطانيا ودول أخرى، مما يعزز استقلالها.
2. المعارضة الداخلية في كندا
- الشعب الكندي فخور بهويته الوطنية ومستقل عن الولايات المتحدة، ومن غير المرجح أن يوافق غالبية الكنديين على مثل هذه الخطوة.
- القيم الثقافية والسياسية في كندا مختلفة عن الولايات المتحدة، حيث تتميز كندا بسياسات أكثر تقدمية في قضايا مثل الرعاية الصحية، الهجرة، والمساواة.
3. المعارضة الدولية
- المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة والدول الحليفة، لن يقبل بمحاولة ضم كندا إلى الولايات المتحدة، لأنها قد تُعتبر انتهاكًا للقانون الدولي.
- كندا دولة قوية وعضو في مجموعة الدول السبع الكبرى (G7) وحلف شمال الأطلسي (NATO)، ولديها تأثير دولي مستقل.
4. الجانب القانوني والسياسي في أمريكا
- حتى لو أراد رئيس أمريكي مثل ترامب التفكير في مثل هذا الأمر، فإنه سيواجه معارضة شديدة من الكونغرس الأمريكي والمحكمة العليا، حيث أن ضم دولة أخرى يتطلب إجراءات قانونية ودستورية معقدة.
- فكرة ضم كندا لا تتماشى مع المبادئ التي تأسست عليها الولايات المتحدة، خاصة فيما يتعلق بالسيادة وحق تقرير المصير.
5. الواقع العملي
- الاقتصادان الكندي والأمريكي مترابطان بالفعل من خلال اتفاقيات التجارة (مثل اتفاقية USMCA)، مما يعني أن العلاقات بين البلدين قائمة على الشراكة وليس السيطرة.
- كندا دولة ذات مساحة كبيرة وموارد غنية، وليس لديها سبب اقتصادي أو سياسي يدفعها للانضمام للولايات المتحدة.