The Illusion of Multicultural Harmony الفيلم الهندي ”حياة الماعز” يثير جدلا بسبب نظام الكفيل في السعودية اكتشاف ثاني أكبر ألماسة في العالم خفايا السموم في الكتب القديمة.. تحذير لعشاق الأنتيكا جسم سماوي يهدد الأرض بانفجار هائل.. ”ناسا” تكشف التفاصيل أخطاء في جواز السفر قد توقف رحلتك.. احذرها! متى يعتبر وزن الحقيبة المدرسية زائداً؟ كيفية تحضير الجيلي بالبسكويت نصائح ذهبية لشراء العطر المناسب 5 نصائح لتواصل أفضل بين الزوجين.. من أجل سعادة زوجية حقيقية رونالدو يتحدث عن: موعد اعتزاله.. ووجهته بعد نهاية مسيرته الكروية بعد واقعة نجم الزمالك الأسبق.. حالات «بلع اللسان» بين النجاة والوفاة

ماجي ماجد الراهب تكتب: لأسطورة الواقعية ...! (1)

ايكاروس الحالم الذي دفع وجوده ثمناً للحرية ...! علي طريقة يحكي أنّ سوف نستعرض علي مدار حلقات تحت عنوان الأسطورة الواقعية بعض الميثولوجيا اليونانية ( علم الأساطير ) الذي يسرد معني إنساني ووجودي قيّم من خلال بعض الأساطير التي تحوي داخل جعبتها الكثير من الرسائل الواقعية . سوف نستعرض قصة ايكاروس في عجالة حتى يتثنى لنا استخلاص المعني المجرد من آفاق هذه الفكرة . كان ايكاروس مسجونا مع والده المخترع العظيم لدى الملك المستبد مينوس في جزيرة كريت في سجن قلعة حصينة و كان تواقا للحرية ، صنع ابوه يوما أجنحة من الشمع وعلمه ان الطيران باستعمال هذه الاجنحة يجب ان لا يكون على ارتفاعات عالية حتى لا يقترب من الشمس فيسقط و يموت. طار ايكاروس و ذاق طعم الحرية فهو يخفق بجناحين و تنشق هواء البحر و الجبل ، ايكاروس الآن من الاحرار الذين لا تحد حركتهم قيود السجانين و لا يسد أفقهم تحجر عقول المستبدين. المشهد من أعلى رائع و لم يشهده أحد قبله أبدا ، الجزيرة و الشواطئ و قلعة السجن و الطرقات و البيوت كلها صارت مرئية في آن واحد تحت نظره فهي الأرض الواقعة تحته ، رفع ايكاروس وتيرة خفق جناحيه فزاد ارتفاعه و صار المشهد تحته اوسع و اكثر شمولية و أدرك تفاصيل و معالم لم يكن يعلمها من قبل و هذا ما زاد فضوله لمعرفة ما وراء الأفق المرئي ، أراد معرفة الأرض التي سيهرب اليها فزاد ارتفاعه فرأى ما وراء الأفق و الأرض الموعودة و الحياة الحرة الكريمة ، لكنه لم يعلم أنه بارتفاعه الأخير قد تجاوز الغيوم و اقترب من الشمس ، التي أذابت أجنحته الشمعية فسقط في البحر قبل أن يبلغ أرضه الموعودة و لكنه بلغ هدف المعرفة معرفة المخبأ و المجهول لكل الناس وكذلك استمتع بالحرية كما لم يخبرها بشر قبله. لقد اراد بطل هذه الميثولوجيا ان يجازف ويخترق القيود الآمنة حتى لو اضطر ان يقدم حياته بحثاً عن الحقيقة ... لم يقبل يوماً ايكاروس القضبان الحديدية وكانت رغبته في المعرفة أكثر من جامحة ... لم يثنيه شيء عن هدفه النبيل في أن يكون موجوداً رغم كل العقبات التي سيطرت وأحاطت بواقعه ... ايكاروس بحث عن ذاته التي فقدها داخل ظلام محبسه وحينما صنع له والده الذي يعد رمزاً للصراع النفسي الذي يجذب الإنسان ما بين طلب الحرية بأى ثمن والإصرار عليها حتى لو كان باهظ القيمة وبين الخوف والتردد في اتخاذ القرار المصيري وما يترتب عليه من نتائج ... كلنا ايكاروس الذي يبحث عن الحقيقة والمعني والقيمة حين يتحول الواقع الى صورة ضبابية وحين يتشتت الحلم داخلنا سواء كان هذا بسبب عوامل خارجية او داخلية ولكن هناك في اعماقنا يرقد المعني الذي يدفعنا نحو السعى المستمر عن ذواتنا . لقد خلقنا بالفطرة علي هذا النحو منذ آدم الأول وحتى آدم الاخير ومهما انكرنا ذلك الشغف سيظل نوره يسطع داخلنا وان كثرت الغيوم سيظل للمطر ميعاد ... حين نحلق ( سوف يختفي الصراع تماماً ) علي حد ما كُتب علي قبر الفيلسوف " كيركجارد " ويظل ضوء الشغف نحو الحقيقة هو السبيل للوصول ... لا انكر ان نهاية ايكاروس كانت مأساوية للغاية فقد ذابت اجنحته التي تُمثل الطموح البشري الذي يدفعنا نحو البحث وقد خسر العالم لكنه ربح نفسه في الرؤيا الحقيقة قد يكون خسر طريقاً مادياً لكنه كسب طريقاً جوهرياً نحو الحقيقة ، الحرية ، المبادئ ، المعني . قد يكون فقد الطريق مع تيار البشر المحيطين لأنه حلق بعيداً عن من حوله لكنه ظلّ محتفظ بكيانه كي يصل للطريق الصحيح وحتى لو كلفه هذا حياته فكم ممن ضحوا بوجودهم ثمناً للقيمة والمعني الإنسانى واكرر ان التضحية ليس شرطاً ان تكون مادية فمن الممكن ان تكون معنوية وحينها يكون الثمن اعظم ... يُتبع