علي جمعة ...والبيتلز !! الطريق إلى السلام بين أوكرانيا وروسيا ... ملغم بكمائن ترامب ”كندا” جميلة الجميلات في مواجهة الولايات المتحدة الجديدة‎ ثقيلة هي ثياب الحملان! (قصة قصيرة) (5) سيادة الرئيس السيسي: 5 أشياء يجب أن تفعلها إذا ذهبت إلى واشنطن‎ مشهدٌ مثيرٌ في.. رمضان! الست ”دولت” .. لماذا تحفظ مسيحية سورة الفاتحة؟! ملك يَملك بذل الذات الذي يعلمه المسيح.. ليس دعوة للخسارة أو صغر النفس بل تأكيد أن الذات أعظم مما تملكه ”النص”... دراما تحترم عقل المشاهد الأغنياء حول العالم هل هناك خطأ في الكتاب المقدس؟

الست ”دولت” .. لماذا تحفظ مسيحية سورة الفاتحة؟!

من كام شهر، كنت على بودكاست في ضيافة صديقي الكاتب الصحفي "وسام سعيد"، وتطرق الحديث عني كشخص معروف إلى حد ما على مواقع التواصل إني مسيحي الديانة، وقال لي نصا: انت معروف عنك إنك مسيحي عاشق للمسلمين..

ساعتها كنت متفهم حسن مقصده وإنه بيثني عليَّ كوني بعيد عن فكرة التزمت والطائفية وبحاول قدر الإمكان التحلي بالموضوعية في طرح أي قضية اجتماعية وإنسانية.. بس لقيتني فعلا مضطر أرد بسرعة قبل ما الكلام ياخدنا ، واقول له: انا مش عاشق للمسلمين.. انا عاشق للإنسانية في حد ذاتها.. عاشق للمصريين.. ايوه احنا فينا العبر، وعندنا مشاكل ثقافية وأخلاقية وسلوكية لا تعد ولا تحصى..

وأحياناً الضجر وخيبة الأمل بيوصل معايا لأقصى مداه، وبيدفعني كتير إني أقول مفيش فايدة.. بس منها لله بنت اللذينة اللي اسمها مصر دي .. أرهقتني چينات شعبها، وحيرتني متناقضاتها..

اعترف اني بكره مصطلح "الوحدة الوطنية" ... "إخوتنا الأقباط" .. وبشوف إن اكتر المشاهد رخص وابتذال، هي مشاهد تقبيل اللحى وهتافات يحيا الهلال مع الصليب، المهروسة اللي فقدت مصداقيتها ويشوبها طول الوقت شبهات التملق ومحاولات المبالغة في إظهار الود والتقدير اللي غالبا بتجيب نتائج عكسية..

اعترف أيضا على المستوى الشخصي، إني لما بكتب منشور أو أدلو برأيي في أمر ما يعجب فئة ما من المواطنين، وألاقي تعليقات على شاكلة "مسيحي بس محترم" ..."قبطي بس منصف" ..بعتبرها شئ مزعج، وتمجيد شخصي يحمل في طياته سُبة جماعية، وذم في فئة من البشر وقد خرج منها شخص والحمد لله منصف وحقاني!!

لكن بعيدا عن كل ده، تأتي الست دولت، لتؤكد على معاني وموروث إنساني وثقافي وشعبي ، العبد لله وبلا فخر مؤمن به ومصدقه ومقتنع به.. إن البلد دي غير .. وناسها غير.. وإن أمثال الست دولت رغم بساطتهم، والضعف وقلة الحيلة البادية على هيئاتهم ومستوى معيشتهم، هما الأساس المتين القوي اللي شايل الوطن ده على أكتافه وماشي بيه يحميه من العواصف والهزات..

ايوه الست "المسيحية" اللي وقفت مع "أحمد رأفت" مذيع الشارع، تسمع له سورة الفاتحة وقل أعوذ برب الفلق، نصرتني ودافعت عني، ورفعت عن كاهلي إتهامات التكلف والتصنع والرياء اللي أحياناً بتطولني من ناس ميعرفوش يعني ايه مصر رغم أنهم مصريين .. وأكاد أجزم أن بعضهم مبيطلعش من باب بيته وينزل الشارع يحتك ببني آدمين..

الست دولت عاملة نظافة، أجمع كل زملائها في محطة البنزين، وقد يكونوا كلهم أو أغلبهم بطبيعة الحال مسلمين.. الكل أجمع على دفعها دفعا عشان تكون هي ضيفة برنامج، بيسأل اسئلة سهلة لمن يراهم "غلابة" فيربحوا مبلغ صغير في عين كتير منا ، لكنه بالنسبة لأمثال الست دولت ، وكأنها السماء استجابت فأمطرت عليهم من غير معاد خير وفير..

المذيع يسأل سؤال يخص عدد ركعات صلاة الظهر، ظنا منه أنه قدام سيدة مسلمة، فتأتيه الإجابة الخجولة المرتبكة: "أربعة"؟ ولأن ربك كبير وشاءت إرادته إنه يفرحها، تطلع الإجابة صحيحة..

وبرغم نشوة المبلغ وفرحة المكسب لسيدة تعاني من السرطان، وتعول زوج يعاني من مرض القلب، إلا أن خوفها من عدم استحقاقها للجائزة، يقودها للاعتراف بأنها قبطية..

يرتبك للحظة المذيع الجميل، قبل أن تعاجله بمعلومات أخرى عن الدين الاسلامي، وبأنها تحفظ قدر يسير من بعض السور القرآنية الصغيرة سهلة الحفظ اللي بيمتلئ بيها على مدار اليوم ميكروفونات المساجد وشاشات التليفزيون أو الراديو، فحفظها تلقائيا المسلم والمسيحي

يلتقط المذيع الإشارة، ويعرف أنه أمام امرأة بسيطة، تحاول جاهدة أنها متتحملش ذنب مكسب مالي يستحقه حد غيرها .. فتكون المكافأة سؤال أسهل من الاولاني، ومبلغ مالي اضافي من "انسان" اولا ثم مسلم اسمه أحمد رأفت، أحب بجد "إنسانة" مخلصة ومجتهدة وشقيانة اولا ثم في الآخر "مسيحية" اسمها ست الستات "دولت"