تقارب ترامب وبوتين يضع إيران أمام خيارين أحلاهما مرّ

تقارب متزايد تشهده العلاقات الأمريكية الروسية مؤخرا الأمر الذي قد يؤدي إلى نهاية تحالف موسكو مع طهران وصولا إلى تغيير النظام في إيران.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقصف الحوثيين في اليمن بسبب هجماتهم في البحر الأحمر، لكن هذا الاستعراض للقوة لم يهدف فقط إلى إبقاء ممرات الشحن مفتوحة، إنما كان رسالةً لإيران، بحسب صحيفة تليغراف البريطانية.
وقال ترامب: "سيُنظر إلى كل طلقة يُطلقها الحوثيون من الآن فصاعدًا على أنها طلقةٌ أُطلقتها أسلحة وقيادة إيران.. وستتحمل إيران المسؤولية، وستتحمل العواقب، وستكون هذه العواقب وخيمة!".
ورغم أن البرنامج النووي الإيراني أقل تداولًا من غزة وأوكرانيا، إلا أنه يُمثِّل إحدى أكبر المشكلات في أجندة ترامب، الذي انسحب من الاتفاق النووي الإيراني خلال ولايته الأولى في عام 2018.
واليوم، تمتلك إيران ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب لإنتاج مواد صالحة للاستخدام في صنع الأسلحة لخمس قنابل على الأقل، وتُقدَّر المدة الزمنية الفاصلة بين إصدار الأمر وبدء إنتاج الرؤوس الحربية بأسابيع.
وكتب ترامب رسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، مُحدِّدًا مهلة شهرين لتوقيع اتفاق نووي جديد.. وأصبح القرار الآن بيد الرئيس الأمريكي وحده لاتخاذ القرار لحل الأزمة، إما بالدبلوماسية أو بالوسائل العسكرية.
لكن كلا الخيارين سيضع ترامب في خلاف مع رجل يحاول التقرب منه، وهو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حليف إيران.
وهناك الكثير مما يدعو إيران للقلق، مثل الاتصال الهاتفي بين ترامب وبوتين حول أوكرانيا، والذي تضمن حديثًا حول اعتبار الشرق الأوسط "منطقة تعاونٍ محتمل لمنع الصراعات المستقبلية".
وقال مصدر إيراني مطلع: "الروس قالوا إن ترامب يريد الحوار ويفضِّله على الحرب"، موضحًا أن عرض ترامب "يتأرجح بين خيارين، أحدهما يؤدي إلى الحرب والدمار، والآخر إلى الإذلال.. ومع ذلك، لا أحد هنا يرغب في رفض أي عرض من بوتين.. إنه وضع صعب".
وفي 2025، تواجه طهران عددًا من التحديات في آنٍ واحد، حيث أصبح ما يُطلَق عليه بـ "محور المقاومة" في حالة يُرثى لها، مع ضربات إسرائيل لحماس وحزب الله، وسقوط نظام بشار الأسد في سوريا، كما استُنزِفت الغارات الإسرائيلية العام الماضي شبكة الدفاع الجوي والآلات التي تُنتج وقود الصواريخ أرض-جو.
ويشهد الاقتصاد الإيراني تدهورًا مستمرًّا، إذ تجاوز معدل التضخم 35%.
وفرضت الحكومة انقطاعًا متواصلًا للتيار الكهربائي لمدة ساعتين، استجابةً لنقص حاد في الوقود، كما أدى الجفاف الشديد لسنوات إلى نقصٍ حادٍّ في المياه.
فالسؤال الآن: هل ستدافع روسيا عن علاقتها بإيران أم ستضحي بها مقابل التقارب مع الولايات المتحدة؟