السعودية بفضل ”بن سلمان” صارت بديل أوروبا التي ماتت

كما وعد نفذ، قالها من عدة سنوات عندما تولى ولاية العهد في السعودية، قالها بلا تردد ولا مواربة، أمام الشرق والغرب، القاصي والداني، بأن السعودية ستكون بديل شرعي لأوروبا، وقد تمم ما وعد به شعبه، هنا تصدق الزعامة الحقيقية، هنا يكون وعد الملوك لشعوبهم، وهكذا تكون القيادية الحكيمة جدا، بالرغم من كونها قيادة شابة، ولكنها مستنيرة، فماذا نقول لمن وعد وصدق في وعده؟!
لا توجد كلمات إعجاب واعتزاز تفي حقه ليس لأنه جعل للسعودية ثقل سياسي يفوق أوروبا ولكن لأنه صاحب رؤية جديدة ونظرة مستقبلية لم توجد في أي من ملوك العرب إلا في الملك محمد بن مروان المعروف بــ"أبو الملوك" لأنه وبعد أن تولى ولاية العهد في السعودية قال خلال حديثه مع قناة تلفزيونية أمريكية بكل ثقة وحزم انه يعد المملكة لتكون بديل حضاري عصري لأوروبا.
ولكن المهم هنا لماذا يصرح أمير شاب حديث العهد بولاية عهد المملكة السعودية بأن السعودية ستكون بديل أوروبا؟ والسؤال التالي لماذا أوروبا بالذات؟ وهل هي أوروبا كلها بقسميها الشرقي والغربي؟ أم الغربي فقط؟ وللإجابة على تلك الأسئلة يجب أن نعود إلى رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية الإصحاح الأول حيث أن من أوروبا أخرجت كل بدعة، وكل ما هو خلاف للطبيعة من إلحاد ورفض لوجود الله الخالق وعبادات شيطانية.
كل ذلك أدى إلى رفض فكرة الزواج والإنجاب للأطفال فلم يعد هناك رجال في أوروبا صالحة للزواج والتكاثر فاسلم النصف الأخر، واقصد النساء إلى ذهن مرفوض ليتحولوا إلى اقصى أنواع التطرف في الإباحية أو إلى الاقتران برجال من خارج أوروبا.
وهذا ما فطن وعمل عليه الإخوان المسلمون ووضعوا بروتوكولهم كما هو مذكور في كتاب "معالم في الطريق" لسيد قطب بأنهم سيغزون أوروبا عن طريق الجنس لان أوروبا أصبحت خالية من الرجال ولكن هذه نصف الإجابة، أما بقية الإجابة فتكمن في الحل الذي انتهجته أوروبا لتصحيح تلك الخطيئة وهي فتح باب الهجرة على مصراعيه، واستقبال أعداد مهاجرين من دول اقل ما توصف بانها دول تكره أوروبا.
فأضحى هؤلاء المهاجرين أو اللاجئين خنجر مسموم في ظهر أوروبا ونتج عن تلك الأعداد الغير محسوبة بعناية أن أصبحت مناطق كثيرة في فرنسا وألمانيا وإنجلترا وإيرلندا والسويد والدنمارك وهولندا وغيرهم من البلاد الأوروبية، حرفيا خارج نطاق سيطرة تلك الدول بل تعيش تلك المناطق بقوانين وأيدولوجيات هؤلاء المهاجرين، ونشطت في تلك المناطق تجارة المخدرات والرقيق وغسيل الأموال والعصابات التي تفرض سيطرتها على أجزاء من دول أوروبا.
ونتيجة لذلك قل الأمان وانتشرت الجريمة في كل تلك البلاد وليس أدل على ذلك مما حدث من زعيم عصابة مغربية في هولندا بالتهديد ومحاولة خطف ولية عهد هولندا والأهم من ذلك اعتماد أوروبا وبشكل جنوني على أمريكا في توفير الأمان لها أي أن سلام وأمان أوروبا بيد أخرين وليس بيد الأوروبيين.
كل تلك العوامل أدت إلى أوروبا شبه ميتة ولم تعد وجهة العالم وإن تكون السعودية بديل قوى لأوروبا اقتصاديا وثقافيا وسياسيا، وما تشهده المملكة الآن وتعيشه من مكانة سياسية محترمة جعلتها الراعية لكل مفاوضات السلام في العالم وشريك محترم وموثوق لكل الأطراف، لم يأتي بالصدفة ولكنة بعمل ناجح ومدروس من القيادة السعودية وقد أشرت في مقال لي من سنتين بعنوان "بديل أوروبا مر وعلقم" إلى أن هناك ثلاث دول تعمل بل إمكانياتها لتكون واحدة منهم بديل أوروبا وهى روسيا والصين والسعودية، ولكن المملكة بفضل قيادتها وسعيها بجدية لتكون بديل أوروبا وها قد تم أخيرا... مبروك للسعودية لما وصلت إليه... مبروك لكم أيها السعوديون سمو الأمير محمد بن سلمان.