هل حقا الصدمات تقوي الإنسان؟!

لفت انتباهي جدا الحوار بين احمد السعدني و"الثيرابيست" في مسلسل "لام شمسية" أوضح لنا كيف أن بعض معتقداتنا أو ما نتناوله من كلام وأحاديث شائعة هو مخض الخطأ. مثل عبارة "الصدمات بتقوي" التي نقولها لبعضنا البعض من باب التعزية أو إلهام الصبر للشخص المصدوم وإيجاد مبرر للصدمات التي يتعرض لها وللأسف الشخص الذى نحادثه قد يؤمن بمصداقية هذا القول أيضا. وهو ما قاله وأكد عليه الفنان احمد السعدني من خلال تريده لتلك العبارة من خلال دوره في المسلسل.
وقتها جاء رد الطبيب النفسي في المسلسل، وقال له مصححا مفاهيمه ومفاهيمنا أيضا جميعا "الصدمات مش بتقوي ولا حاجة، الصدمات ممكن تكسر وتدمر بني آدم... واللي بيقوي فعلاً هو التعافي من الصدمات ديه.".
وهذا يثبت أن مواجهة المشكلة أفضل وأسلم حل من الهروب منها، لان الهروب منها وعدم مواجهتها يؤدي للتفاقم ليس إلا، يظل بداخلك تكبت بداخلك مشاعر وأحاسيس غضب وخوف وندم، شعور بعدم بالأمان وأحيانا إحساس بالنقص بالإضافة إلى إحساس دائم بالخوف من المستقبل ومن المجهول، تلك الأمور عندما تتجمع في شخص أحد تجعله "سوداوى" كما يقولون ومتشائم لا يرى خيرا ممن حوله أو بمعنى أدق لا ينتظر أو يتوقع خيرا من حوله، يتوقع دوما الشر والمصائب، يخشى إتيان بمصيبة تقضى على الباقي من حياته تصيبه بالجلطة أو الموت.
مع انه في حقيقة الأمر ليس تلك هي طبيعته القديمة، إنما تلك الصدمات كانت سببا أصيلا في التغيير للأسوأ تلك الصدمات لم تقوي الإنسان بل كسرته وأحبطته، ولكن كيف يحيا إلى الآن لأنه قرر المواجهة في وقت ما، غالبا يأخذ الإنسان وقتا حتى يستطيع أن يواجه الصدمات حتى يقرر بإرادته التعافي منها، تلك الفترة تتفاوت ما بين إنسان وأخر وذلك يعتمد على مدى قوة إرادته وماهية الصدمة وأهميتها بالنسبة له ومدى تأثيرها على حياته، ولكن التعافي قادم قادم لا محالة، طولت أو قصرت الفترة، التعافي هو من يجعل الإنسان يتجاوز وليس الصدمات في حد ذاتها لأنها تكسر ولا تجبر.