6 قضايا على مائدة قمة العشرين 2024 محمد صلاح عايش بكتالوجه عودة شركة النصر للسيارات المصرية للعمل من جديد ”أوروبا” إلى الجحيم‎ بالحق تقول معنى حُريَّة المرأة أسطورة الملك الإله‎ أنا طفل وعمري خمسة وثمانون عاماً! (2) قدّم سيرتك الذاتية لتأكلها.. أغلى وجبة في البلاد تثير ضجة منع استخدام كلمة التنمر في المدارس استثمار 100 مليار دولار في مجال الذكاء الاصطناعي تطوير أول حارس إنقاذ بالذكاء الاصطناعي في الأنهار

ماجي ماجد الراهب: الاسطورة الواقعية...! (2)

سيزيف الذي هدم معبد الوجود علي من فيه ...! بطل اسطورة اليوم لا يقل عن سابقة في قوة الرمز التي تحملها لنا هذه الميثولوجيا تستطيع أن تقاربنا كثيراَ من الواقع المحيط ومواقف الحياة التي لا حصر لها وكيف انه من الممكن ان نكون حاملين سيزيف داخل انفسنا دون ان نعي او ندري . فالحلقات المفرغه التي تحيط بنا وتقتحم عالمنا الشخصي في كثير من الاحيان نتيجة الفجوة المستمرة التي تظهر عندما يناقض المجتمع نفسه تجعلنا نغترب عن كل شيء سواء ان كان داخلنا او خارجنا في دوامة بلا توقف حاسم لموقفنا من الحياة . فسوف نسرد في عُجالة قصة سيزيف لنستخلص منها تحليلاً واقعياً من الممكن ان نري فيه انعكاس لذواتنا التائهة ! سيزيف ، بحسب الأسطورة اليونانية ، هو ابن ايولوس اله الرياح وكان ملكاً علي سيلينا ، وعُرف عنه أنه كان محارباً بارعاً وماهراً وتميز بالمكر والدهاء . لكنه كان مخادعاً وجشعاً ، وخرق قوانين وأعراف الضيافة بأن قتل المسافرين والضيوف (النزلاء) . كان ثريًا جدا ويتلاعب بالجميع ! وقد صوره هوميروس ومن تلاه من الكُتاب بأنه أمكر وأخبث البشر على وجه الأرض قاطبة وأكثرهم لؤماً وكان زيوس كبير الآلهة عند اليونان يحبه ويحكي له أسراره وذات يوم أراد سيزيف أن يزيح زيوس من علي عرشه ، ففشى بأسرار زيوس ، فأصدر عليه حكما بأن يعيش حياة أبدية ، يمارس فيها مهمة شاقة ، وهي أن يحمل صخرة عملاقة من أسفل الجبل إلى قمته ، فإذا وصل القمة تدحرجت إلى الوادي ، وتسقط الي اسفل عند سفح الجبل فيعود مره اخري لدحرجتها الي قمة الجبل وما ان يصل الي قمته حتى تنحدر مره اخرى للأسفل . ويظل هكذا إلى الأبد ..! وقد فسر الكثير من الادباء سيزيف يرمز الي الشمس التي تشرق وتغيب وهناك من صوره بمن يطمحون للمناصب التي ليست حكراً علي شخص بعينة فاليوم هذا والغد ذاك . ومنهم من فسره بعبثية الحياة مثل الفيلسوف ألبير كامو وان كنت لا اتفق كثيراً مع هؤلاء لان اسطورته لو كانت تحمل غرض العبثية فما كان ليطمح دائماً بطمع ان يحصل علي كل شيء من الجائز ان تكون احلامه انتهت بأنه فقد كل شيء وهدم معبد وجوده إلا انه كان دائم الاصرار علي ان يكون متصدر للمشهد وان كلفه هذا حرية وجوده . ان سيزيف يسرد معني في غاية الأهمية وهو ان الإنسان طالما يظل يبحث عن معني الكمال في كل شيء وان كان الكمال الذي طمح له سيزيف لم يكون كمال ذا قيمة معنوية وأخلاقيه ومع ذلك ظل يسعى الي النفس الاخير حتى سُلب من حيز الطموح السوي . ان سيزيف خرق القانون الاجتماعي دون ادني رؤية صحيحة او تقدير للمواقف فكم منا يحاول ان يستقطب الحرية في طريقة ولكن دون جدوى ! فمن الممكن ان تتحول الحرية الي قيود تًكبل صاحبها عندما ترتطم الأحلام مع أرض الواقع وتتبدد الي مستحيلات في الوقت الذي يظل فيه الإنسان مستسلم لمعوقات الواقع وعاجز علي يحافظ علي وجوده وسط موجات الاغتراب التي يفرضها الواقع بالعدوى السريعة دون اى مقاومه حقيقة من قبل الإنسان وهذا ما يضعف موقف الاصرار علي ان نكون ونحيا وسط موجات الاحباط العارمة . ولا اجد اعظم من كلمات المبدع الروسي " دوستويفسكى " انا موجود سأهتف حين يشجنني الالم ، انا موجود لسوف اشعر إذا ربط بالعمود وشددت إليه بأني مازلت أحيا وسوف أرى الشمس .. وهبني لم أراها فسوف أعرف علي الأقل أن الشمس تُشرق علي العالم تتلألأ ...! وهكذا تظل الميثولوجيا اليونانيه زاخرة بالكثير من المعاني التي تصلح للواقع وتصلح للزمان والمكان الفعلي ومازالت للحكايات بقية .