احتفاء كبير بالكاتب خالد منتصر والكاتبة سماح أبو بكر عزت في كندا ”لامين” و ”ويليامز”... وخيانة الوطن The Erosion of Civility, A Canadian Crisis للمرة الـ4 في تاريخه.. منتخب إسبانيا بطلاً لـ”يورو 2024” رسميا... ريال مدريد يعلن موعد تقديم كيليان مبابي جوارديولا ... أفضل مدرب كرة قدم في العالم محامي اللاعب المصري الراحل أحمد رفعت يكشف تفاصيل الأزمة لماذا ينبغي تغيير ملابس السباحة المبتلة فوراً؟ هل يساعد خل التفاح على التنحيف؟ دراسة تؤكد ارتباط مضادات الاكتئاب بزيادة الوزن ما أسباب تشنجات باطن الساق؟ غزوة موتيابا

عادل عطية يكتب: خدعة الشوارع!

نطلق على الأولاد الذين لفظتهم عائلاتهم، بأنهم: أولاد شوارع! وعلى الذين يتّصفون بسوء الأخلاق، ورداءة السلوك، بالشوارعيّة! مع أن بيوتنا هي التي تحدد هذه الشوارع، والشوارع تحدد عنواننا، بل ونعتبر البيت الذي يطل على ناصية شارعين له صفة الموقع المتميّز! كما أننا، عندما نريد تكريم شخصية من الشخصيات العامة أو التاريخية؛ فأننا نطلق اسمها على شوارعنا! ونجد أنفسنا في حيرة من أمرنا: هل نحن نُكرّم الأسماء، أم نُكرّم الشوارع، أم الاثنان معاً؟!.. الأعراف تجاوزت حيرتنا ـ رغم نظرتنا السلبية للشوارع ـ، واعتبرت أن الاسماء هي التي تًكرّم! هنا تظهر الخدعة.. بتكريم اسماء، لشخصيات تاريخية إرهابية، ملوّثة بالفساد والدم، وصل بعضها إلى مرتبة امارة المؤمنين، قبل أن تطلق على شوارعنا المشهورة في قاهرة المعز! .. فعمرو بن العاص، قال عنه المقريزي: بأن سيفه سفك دماء السكندريين في مشهد دموي مريع، وعلى الأرض التي شهدت سكيب الدم، أقام بناء مسجد الرحمة! وهو الذي، سخّر آلاف الفلاحين في اعادة حفر خليج تراجان، باسم قناة أمير المؤمنين! وهو الذي قال للمصريين: "أنتم عبيد لنا"! .. أما عمر بن الخطّاب، فهو صاحب الكلمة الشهيرة: "أخرب الله مصر في عمران المدينة وصلاحها"! وهو الذي كتب لقائد الغزو العربي لمصر: "كيف تعزّهم وقد أذلّهم الله"! .. أما الخليفة المأمون، فقد قتل آلاف المصريين! .. وابن سندر من النهّابين العرب! .. وسليمان الحلبي، لخّص الشيخ الجبرتي، سيرته، فقال: أنه أفّاق واحمق وقاتل مأجور، حصل على رشوة من الاغا العثماني؛ لارتكاب جريمته! .. وقرة بن شريك، كان يتلذذ بدماء المصريين وهي تتطاير حوله، وعلى مائدته مع الطعام! .. أما سليم، فهو قائد العصابة العثمانية، التي قتلت وسلبت ونهبت! .. وصائم الدهر، حاول تحطيم أبو الهول، الذي يعتبر واحداً من عجائب الدنيا السبع! .. أما يلبغا، فقتل وفتك بالكثيرين! .. والسالمي، قضى على ابيه بالسم! .. ومراد، فقصته غير الطيبة على لسان كل المؤرخين! .. أما الملك الصالح، فان ما كتبه عنه المقريزي؛ يجعلك على يقين بأن اسمه ليس على مسمى، ولن يكون! ومع ذلك.. فأننا أطلقنا هذه الاسماء باعتبارها: أبطالاً من أبطال العرب، ورموزاً من رموز مصر! بينما أهملت اسماء كثيرين من المصريين، ممن هم: أبطال في الحقيقة، ورموز في الأصل، ونجوم في الضمائر! فما هي الصلة في اضفاء بطولة زائفة على شخص أفّاق أحمق، وقاتل مأجور، تجعل منه رمزاً في ضمير الأمة، وفي نفوس الناس، فتحيطه بهالة من الأكاذيب والافتراءات؛ تمنع الناس من معرفة الحقيقة، أو تصدمهم بشدة إذا ما عرفوا ولو بعضاً منها؟!.. ولماذا نعني باضفاء هالات من البطولة، وحالات من الفخامة على: المهيّج والمهرج، والمدّعي والزاعم، والمحرّف والمزيّف؛ فنشوّه التاريخ، ونبلبل العقول، ونقلقل الضمائر؟!.. الأسئلة كثيرة ومؤلمة.. لكن الأكثر ايلاماً، ما يتأدى بالأمة، ويتطرق بالناس إلى أن يعيشوا في التزييف والتحريف، ويحيوا بالأوهام والأحلام؛ فلا يقدروا على مواجهة الواقع، ولا يستطيعوا استيعاب الحقيقة!