ماجي ماجد الراهب تكتب: عفواً ديكارت.. أنا افكرإذاً أنا مجنون ...!
بقلم: ماجي ماجد الراهب
قال ديكارت هذه العباره في غضون القرن الثامن عشر وكانت بمثابة إنتفاضة فكر في عالم الفلسفه والعلم أراد من خلالها ان يحرر العقل ويُثبت ان الوجود لا يتم صياغته إلا عندما يُعمل الأنسان عقله بصورة جاديه او يعطي مساحة للتفكير من أجل القبول او الرفض للأفكار المطروحة من قبَل هذا الواقع وفي الحقيقه أن الواقع ذاته يعتبر ان كل هذا ما هو سوي لغو غير مجدي أو نافع علي الأطلاق .
فبالمعني الدارج يعد هذا ما هو سوي " كلام مكلكع " و " عاوزين ناكل عيش " و " لازم نعيش زي بقيت الناس " و " مش نقصه فزلكه " و " يا عم كبر دماغك" و" انا عاوز أفتح بيت وأعيش " و " دا كلام ناس عندها فراغ مورهاش حاجه " و أخيراً وليس أخراً " دا كلام الناس المجانين " ... ومن هنا تأتي المشكلة العويصه وهي الرجوع لنفس النقطه مرة آخري للبحث عن مخرج مجهول ويضيع العمر يا ولدي دون ان يحدث شيء مُجدي علي الأطلاق سوي بضع مبالغ ماليه مع أسرة تحزن قليلا ثم يذهب أفرادها كلاً في طريقه .
من هنا يجب أن تأتي الصحوه لما تكون الحياة بهذا الكم من الملل دون ظهور أياً من علامات كسر الروتين ... لما لا نفكر ؟ أنخاف أن نلقي بالأتهام السخيف أننا مجانين لان هذه هي الحياة التي ولدنا عليها والتي يجب أن نكمل مسيرتها كمن سبقونا ونحن نلحق بهم دون أن ندري أننا ننزلق في حفرة الزمن دون وعي أو ادراك لتلك اللحظات المجمعة التي تعطي لنا فرصة متجددة يومياً أن نفكر في المزيد من أستثمار الحياة بصورة أوقع وأكثر جدارة بسكين الوقت الذي يسرقنا دون ان نلاحظ اننا نُسلب من ذواتنا مرة تلو آخري .
لما لاتكون هناك مساحة مقدسة من الهدوء اليومي قليلاً من القرأة التي تجدد جداول الحياة الراكدة او التأمل الهاديء في قليل من الهواء النقي المناسب من قبل أصغر شرفة في أنفسنا او الأمساك بأوتار القلب من خلال تلك الآلآت المجسده والتي يلمس او ينفخ فيها الإنسان جزئاً من روحه الملائكية او أن تنشر وجودك من خلال كل من يحتاج أن يهتدي إلي ان يكون إنسان او لحظات طفولية عشوائية مررت بها قديماً .. كل هذ الاسباب تدفعنا أن نكون فوق هذا الواقع بكل ما فيه ..أن نفكر ونتحرر فوق الرتابه اليوميه فليس التفكير جنوناً علي الاطلاق سوي في المجتمعات التي تخاف ان تعيش وتجدد إنسانيتها دوماً فالتفكير فقط ليس قاصراً علي العقل وحده أنما أيضاً الحياة بكل معانيها التجدد الداخلي من اجل البقاء أنسانيين لا آليين !