ماجي ماجد الراهب تكتب: لقمة عيش ...!
الكل يكدح تحت هذه السماء من اجل ان يعود اخر يوميه يحمل من غبار الحياة الممتزج بمشاعر متخلطة بين التعب والم المعافرة وبين استرشاف مستقبل ربما لا يعرف احداً عنه سوي عبارات تم توارثها عبر اجيال مختلفه تكون بمثابة مسكنات مؤقته او دائمة لا احد يستطيع ان يجيب علي هذا السؤال ... مشهد الانسان الباحث عن الحياة فقط الحياة التي توفر القوت اليومي له ولمن يعيشون تحت ظله مشهد ثابت لا يعرف الا رتوش من التغيير الطفيف . البحث عن الرزق منذ آدم الاول من اجل الحياة غريزة تدفع الإنسان نحو الأستقرار والسعي الدائم ولكن السؤال الذي يطرح نفسه دوماً هل نحن نعيش من أجل أن نأكل ؟ أم نأكل من أجل ان نعيش ؟
ذلك الفواعلي الذي يخرج صباحاً لا يعرف أين وجهته يجلس علي حافة الطريق يستجدي الرزق لعله يأتي او لايأتي فهو يجلس ينتظر ان تمن الحياة بلقمة له ولمن يعولهم ... وأيضاً لا يمكن ان نغفل ذلك المشهد العظيم الموظف الذي يحمل في يديه ما يجود به يومه حتي يلحق بالأتوبيس من أجل ان يعود بشيء مختلف إلي من ينتظرونه في نهاية نهار شاق وعيونهم رجاء نحو ما يحمله في يديه وكأنه أكسير السعادة لعدة أيام متتاليه ... فهذا عالم نتحدث عنه يحمل علي كتفيه البحث عن حياة ليس بالضرورة أن تكون كريمة بقدر كافي وأنما تضمن ان تمر أيامه مستورة .
وهناك عالم آخر يبحث هو أيضاً عن لقمة عيش يدعي كوكب الكمبوندات وفيه يعيش نوعاً اخر من البشر بخواص مختلفه الرزق يختلف معدله لديهم ومقدار السعادة لديهم يقاس بمدي مجارتهم لكل ما هو جديد وحديث وقيم والبعد عن ازعاج الواقع المزدحم نحو عالم خاص منعزل بمرافق وحياة لابد ان تكون كريمة بالكلية حتي يستطيعوا العيش دائماً بمستوي معين ...
الفكرة التي يتم طرحها هنا لاتدعوا إلي الطبقية علي الأطلاق أو تسخط علي قلة كفائة العدالة الأجتماعية لكن الفكرة كلها تكمن في كيفية تقريب المسافات والأبعاد بين البشر المختلفين حتي لا يعيش قلة وينقرض الأغلب حتي يتلاشي الحاجز والسور فكيف يمكن ان يكون هناك جسراً بدلا من ذلك السور ...؟ كيف يمكن ان يتحطم البعد الأخر ويصبح عالم واحد بعدة أبعاد ...؟ الحل ليس ببعيد الحل داخل البشر أنفسهم الحل هو كيفية رؤية الإنسان بصورة صحيحة هي كيفية ان تعاد هيكلة الموازين بعيداً عن التقاليد العتيقة ... الوعي بالقيمة الحقيقة وليست الظاهرية الوعي بساعد العامل وفأس الفلاح وكد الموظف يعطي معني آخر !