ماجي ماجد الراهب تكتب: عندما عجز المستحيل..!
قال الممكن للمستحيل أين تقيم؟ قال له في أحلام العاجز ! بداية أبدأ حديثي بهذه الجملة القاطعة التي قالها الحكيم الهندي " رابدندرانت طاغور" ذات يوم عندما طلب أحدهم منه كلمة عن الإراده والأصرار.. فلا يُخفي علي أحد خبر وفاة عالم الفيزياء الشهير "ستيفين هوكينج " صاحب النظرية الفزيائية الشهيرة الأنفجار العظيم والتي من خلالها صنع طفرة في العلم عن كيفية نشأة الكون وتمدده .
في الحقيقة أن ما أدهشني في هذا الأنسان ليست نظرية الخارقة للعادة أو فكرته التي أحدثت تحول نوعي في مجال الفيزياء الكونيه ولكن الأكثر دهشه أن هذا الإنسان لم يكن ملء السمع والأبصار كما يكون معظم البشر الخارقين في عقولهم وأفكارهم لكنه إنسان عاجز كلية لايستطيع حتي تحريك شفتاه من أجل أن يتحدث .. لكنه في الحقيقة يحمل روح مقاتل شرس أراد ألا يترك معركته للنهاية حتي وهو يُستنزف من كل الأمكانيات التي تؤهله أن يصبح إنسان حقيقي !
لقد كان عجز هوكنج هو قوته الحقيقه في الحياة وجلوسه علي كرسي متحرك قرابة الخمسون عاماً أعطي له القوة والتركيز أن يتأمل وبصدق ليس الكون ونظرياته وحركته فحسب بل يتأمل أولاً نفسه وكيف يجعل من زنزانة جسده الكبيره مغارة للأعتكاف عن العجز والضعف والخوف واليأس الذي يصيبنا نحن البشر العاديون يومياً في حياتنا لمجرد أنه ينقصنا شيء ما أو يبتعد عنا حلم لم يكتمل بعد كما نريد !
المستحيل يا ساده ليس إلا فكرة في عقولنا وهم تربط به ذواتنا أحلامها وطموحتها لمجرد أننا فشلنا مرة أو أرتبكت خطواتنا في الحياة .. فأنا أعتبر أن الظروف كلمة وفكرة فاشله كل الفشل والأمكانيات كلمة منقوصة كل النقص أن الأمكانية هي نحن والظروف هي تلك الأرادة التي تسمح لنا أن نخرج من قلبها الفرص كي نصبح عمالقة في حياتنا الصغيرة .
فالضعف هو الوجود الحقيقي .. فالسعي يبدأ عندما يشعر الإنسان أن شيء ما تشتاق له نفسه أن تتحد معه في وحده كامله وتصنع معه عالم خاص جداً يتحرر من الزمان والمكان المحدودين أو الأمكانية الجسدية أو المادية فالروح طاقة مزهله شديدة الخصوصيه كالكوكب الذي يدور في مساره
وإذا أنحرف تحدث الكوراث الطبيعية ..
هكذا يجب أن يتكون لدينا ثقافة إحترام إمكانيات الروح الخارقة للطبيعة وليس لأن هناك البعض منا عاجز في عقله وأفكاره فأسهل ما عليه أن يهاجم ما لا يفهمه ويتهمه بالضلال والأنحراف فا بالحقيقة هؤلاء لا يحترمون أرواحهم ولا يعرفون عنها شيء البته سوي أنها تردد أشياء لا معني لها فا رفقاً بأنفسكم وبنا ودعوا البشر يستمتعوا بالرقي الحقيقي ويشاهدون عجز المستحيل ...