احتفاء كبير بالكاتب خالد منتصر والكاتبة سماح أبو بكر عزت في كندا ”لامين” و ”ويليامز”... وخيانة الوطن The Erosion of Civility, A Canadian Crisis للمرة الـ4 في تاريخه.. منتخب إسبانيا بطلاً لـ”يورو 2024” رسميا... ريال مدريد يعلن موعد تقديم كيليان مبابي جوارديولا ... أفضل مدرب كرة قدم في العالم محامي اللاعب المصري الراحل أحمد رفعت يكشف تفاصيل الأزمة لماذا ينبغي تغيير ملابس السباحة المبتلة فوراً؟ هل يساعد خل التفاح على التنحيف؟ دراسة تؤكد ارتباط مضادات الاكتئاب بزيادة الوزن ما أسباب تشنجات باطن الساق؟ غزوة موتيابا

نجاح بولس يكتب: الغباء السياسي .. نفس الفشل وذات الأدوات !!

كانت المؤسسات في عهد مبارك تعتمد على حواشيها المقربة للسيطرة على الشعب كله وضمان ولائه ، كأعضاء الحزب الوطني من العائلات الكبيرة في القاهرة والأقاليم ونوابه في البرلمان لضمان التأثير على باقي الشعب في دوائرهم . وبالنسبة للأقباط كان يسهل السيطرة عليهم من خلال ضبط العلاقة مع الكنيسة وولاء بعض النخب القبطية المؤثرة ممن كان يطلق عليهم لقب الآراخنة ، حتى الإسلاميين والتيار الأصولي تم رعاية بعض عناصر منه وإدماجهم ضمن حاشية النظام وأطلق عليهم الاعلام وقتها أخوان الحزب الوطني ، وكان النظام يدعم تطرفهم حتى تفوق على تطرف الأخوان لضمان ولاء الشارع المتدين للنظام . وبالفعل نجح نظام مبارك في السيطرة والهيمنة بدون معارضة شعبية تذكر طوال ثلاث عقود إلا قليلاً ، حتى ظهر ما يسمى بالميديا الحديثة من مواقع إلكترونية وملفات اليوتيوب والمدونات ، وكان لها دور كبير في لفت إنتباه الجيل الصاعد لعناصر أخرى فاعلة وذات توجه ورؤية سياسية مغايرة ، بخلاف تلك العناصر المألوفة والمستخدمة من قبل نظام الحكم ، وكانت بداية الشرارة بعد إنتشار مواقع التواصل الاجتماعي التي إستطاعت فتح قنوات للتواصل بين هؤلاء النشطاء من جهة وبينهم وبين الشباب المتحمس الرافض للوجوه المستأنسة من جهة أخرى ، ولم يدرك النظام وقتها طبيعة المرحلة ولم يسارع لإستيعاب هؤلاء النشطاء وإستغلال حماسهم ، بل على العكس تماماً لاحقهم ونكل بهم وإستضاف الكثير منهم في سجونه ، فكانت ثورة ٢٥ يناير وسقط النظام من نقطة كان يعتقدها مكمن قوته . وفي كل ذلك إلتمس بعض المحللين العذر لنظام مبارك الذي باغته التطور التكنولوجي وصعدت وسائل إتصال لم يكن يعمل لها حساب ، ولم يكن من بين عناصره ممن يجيد التعامل مع مستخدميها . ولكن ما ليس له عذر أو تبرير أن يتكرر الأن نفس العجز ونفس المنهج بنفس الأدوات بعد عشر سنوات من الثورة ، ومع جيل جديد تشكل وجدانه السياسي والإجتماعي في فترة الحراك السياسي ، فنضج وفي ذهنه فكر الثورة وفي تكوينه الثقافي مفاهيم وقيم الحرية والكرامة الانسانية والعدالة الإجتماعية ، فمازالت مؤسسات الدولة الحارسة لنظام الحكم تستخدم نفس الأدوات العتيقة لضمان ولاء الشعب والسيطرة عليه ، فتستأنس بعض عناصره مرتكزة على ظنون خاطئة بحجم تأثيرهم ، وتناست ان المتحكم الحقيقي في وجدان الشارع السياسي والمحرك له لم يعد أولئك الوجوه المألوفة والمستأنسة المكونة لبطانة نظام الحكم ، ولا حتى رجال الدين الذين سقطت سلطتهم في ميادين التحرير بعدما ضرب الشباب بدعواتهم عرض الحائط ، ومن ثم تأكد عجزهم السياسي وإفتقارهم للرؤية والتأثير . المحرك الحقيقي للشارع الأن هم أولئك النشطاء السياسيين الفاعلين وأصحاب الرؤية السياسية المغايرة ، ممن يطاردون من جهات الأمن ويعتقلون بتهم كرتونية هي نفس التهم ونفس الآليات التي إعتمد عليها حبيب العادلي في عدائه مع الشباب الصاعد فكانت أسباب سقوطه وسقوط النظام الذي يحرسه. فلتتعلم مؤسسات الدولة من دروس التاريخ القريب وتطور أدواتها للتواصل مع شعبها ، ولتتصالح مع رموز شبابه وتستحدث قنوات جديدة وفعالة للتواصل والحوار معهم ، وتوجد نقاط إلتقاء وقضايا مشتركة لتستطيع من خلالهم إستقطاب الشباب الحر لقضية الوطن ، ولتبدأ الأن بخطوات الإفراج عن المعتقلين منهم ، ولا تكرر غباء الأنظمة السابقة حتى لا تقابل نفس المصير .. الحرية لكل سجناء الرأي والكلمة . الباحث / نجاح بولس