جورج موسي يكتب : بهذا فقط سنهزم هذا ”الكورونا”
بقلم: جورج موسي
أصبح كورونا حديث الساعة ، أصبحنا نتحدث عنه أكثر من حديثنا مع أبناؤنا وزوجاتنا وعن أحوالنا ، أصبح يعيش معنا لأننا نخشاه أن يعيش فينا ، ولا عيب في ذلك فأنا مثلي كمثلكم وككثيرين في هذا العالم ، ولكن هل جاء الوقت لنقف للحظات ونفكر كيف سنعبر هذه الأزمه ؟ نعم نحن نتحدث عن فيروس عفي حاد الطباع ويصعب السيطرة عليه ، خطورته في سرعة وسهولة أنتشاره ، المشكله الأكبر التي تخشي منها كل الدول في العالم هي الخوف من زيادة أعداد المصابين بهذا الفيروس اللعين بالقدر الذي لا يستطيع النظام الصحي بالدولة أستيعاب هذا العدد ، بالقطع سيحتاج بعض المصابون وهنا أؤكد علي كلمة (بعض) لنقلهم الي ألمستشفيات وسيحتاجون إلي غرق عناية فائقه للتعامل مع حالتهم الصحية ، من هنا جاءت أهمية عزل المصابين والمخالطين لهم ، وأهمية أن يبقي المواطنون في منازلهم ولا يخرجوا إلا للضروره وقضاء أحتياجاتهم الأساسية و تجنب التواجد في التجمعات من أجل تجنب العدوي وتحجيم أنتشارها ، نحن هنا نراهن علي وعي المجتمع ، نراهن علي تشكيل وعي جمعي للمجتمع بخطورة الموقف والتضافر للمواجهة . النقطه الثانية هي أهمية حماية الفئات الأكثر عرضه للمضاعفات الخطيره لهذا الفيروس إذا ما أصيبوا به ، وأقصد هنا كبار السن ، والذين يعانون من أمراض مزمنة ، انا أدعو بشكل فوري أن تتخذ كل بلديه أجراءات من أجل حصر كبار السن والذين يعانون من أمراض مزمنه و أن تُشَّكَل مجموعات تطوعيه من الشباب كي ما يقوموا بتوصيل أحتياجاتهم الأساسيه من الطعام والشراب و الأدوية إلي أبواب منازلهم لأن خروجهم في التجمعات لقضاء أحتياجاتهم يشكل خطراً كبيراً عليهم ، كما أن كل حالة أصابه أو وفاة تزيد من حالة الذعر في المجتمع ، فالمجتمع اليوم أصبح يبدأ يومه بأحصاء ومراقبة أعداد الوفيات وأعداد الأصابه ، نقطة أخري خطيرة جداً والتي أراها مؤلمه جداً و التي يقع البعض فيها ، الحديث أن هذا الفيروس يقتل فقط كبار السن !!! نعم أعلم أن كبار السن اكثر عرضه للمضاعفات الخطيرة لهذا المرض من غيرهم ، ولكن ألا تعلموا أنكم ترعبوهم بهذه الكلمات ؟ فقط قولوا لهم نحن هنا من أجلكم ، قولوا لهم ربما جاء الوقت لكي نرد اليكم الجميل علي ما فعلتوه طيلة حياتكم من أجلنا ومن أجل المجتمع ، سنخدمكم بكل ما نملك من وقت وجهد كي تبقوا آمنين وسنخرج من هذه الأزمه سوياً ، لا تصّدروا لهم الخوف بل الأطمئنان ، نعم يجب أن يعلموا خطورة الموقف من أجل الوقاية وأن يبقوا في منازلهم ولا يخرجوا ، ولكن أيضاً يجب أن يعلموا أن مجتمعهم لن يتركهم فريسة لكورونا ، وأخيراً كأحد العاملين في الحقل الصحي أقول ، سنواجه كورونا و سنهزمه ، حاربوه معنا أنتم بالبقاء في منازلكم حتي تساعدونا علي تقليل سرعة أنتشاره والحد من معدلات الأصابه به ونحن وكل من يجب عليهم العمل بجد في ظل هذه الظروف سنواجهه ، وسنهزمه ، سنهزمه بما نملك من أيمان بواهب الحياه ومن أيمان بقدرة مجتمعنا ووعيه و من أيمان بأنفسنا و بالعلم الذي تعلمناه ، ولن يصمد فيروس أمام كل هذا.