A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

دولا أندراوس تكتب: اعرف نفسك

القول بأنك لن تستطيع أن ترضي كل الناس كل الوقت صحيح تماماً.. ذلك لأنك مهما فعلت ولو حتى أوقدت أصابعك شمعاً كما يقولون فستظل غيرمقبولٍ من البعض.. بل وقد يصل الأمر بهم إلي حد كراهيتك دون أن يكون هناك سبب واضح لتلك الكراهية فلا أنت آذيتهم مثلاً ولا أنت جرحتهم أو أهنتهم أومنعت الخيرعنهم ..ولكن السبب قد يكون ببساطة هو أنك أفضل منهم بشكل أو بآخر وأن ما بك من ميزات يكشف ضآلتهم وعيوبهم. ولأن بعض الناس غير قادرين علي الرضا بما قسم الله لهم من مال أوجمال أوذكاء أوحظ.. إلي آخر تلك القائمة من العطايا والمنح الإلهية ، يبقى وجودك ولا شئ غيره هو سبب معاداتهم لك. ونظراً لأن الكل يتنافس علي دور البطولة علي مسرح الدنيا الكبير نجد البعض ممن لا يملكون سوي مقومات الكومبارس، يحاولون الظهور علي حساب الموهوبين حقا والنظرية التي يتبعونها هي محاولة الإنتقاص من شأن الآخرين وتسطيح موهبتهم حتي يبزغ نجمهم هم وتسلط عليهم الأضواء. هكذا نجد البعض يتعامل معنا ببغضة غير مبررة أحيانا محاولين إنتهاز الفرص لتصيد الأخطاء لنا أوالمبالغة في إبراز ما بنا من عيوب. المؤسف أن تلك المواقف التي يتخذها الناس حيالنا تؤثر فينا بشدة إما سلباً أو إيجاباً. فقد يفسد اليوم كله ويتعكنن المزاج لمجرد أن شخصاً ما عاملنا بطريقة مش ولا بد أو نظر إلينا نظرة تحمل نوعاً من الضغينة أو الاستعلاء..في حين نكاد نقفز تيهاً ويستخفنا الطرب إذا ما نلنا مديحاً من أحد أولمحنا نظرات الإعجاب في عيون الآخرين. لقد أصبحنا نعتمد على الآخرين في تعريفنا من نكون والنتيجة هي أننا صرنا أدوات في أيدي الآخرين يوجهونها كيفما شاءوا ويتحكمون في مزاجنا ومشاعرنا كيفما اتفق. قديماً قال أفلاطون أن من لا يفكر ليس إلا آلة في يد من يفكر.. وقديماً -على الأقل- كان يوجد من يفكر.. أما اليوم فبكل أسف فقدنا جميعاً الرغبة في التفكير.. ألقتنا الظروف المحيطة بنا في دوامة اللهث وراء الاحتياجات ومحاولة الطفو علي سطح الحياة بكل ما تزخر به من ظلم واستبداد واكتئاب وقمع وفقر وبطالة.. هكذا استُهلكنا قلباً وقالباً في أمور سطحية ولم تعد لدينا الطاقة أو حتى مجرد الرغبة في التفكير..وأصبح من لا يفكر آلة في يد من لا يفكر.. وصار الأعمى يقود الأعمى.. وغدا الهدف الأسمى أمام كل فرد منا هو أن يستلقي بلا حراك أمام شاشة التليفزيون أو الكمبيوتر ليستقبل كل ما يعرض أمامه من معلومات بلا أي رغبة في الفرز و الانتقاء فعملية الفرز نفسها تحتاج لتفكير. علي جدران معبد دلفي بأثينا كتبت حكمة شهيرة نادى بها الفلاسفة علي مر العصور.. تقول هذه الحكمة: "إعرف نفسك بنفسك".. إذ ليس هنالك من هو أقدر منك علي معرفة ذاتك.. ولن يتسني لك أن تبلغ في الحياة أي مبلغ إن لم تعرف ما بك من عيوب فتقومها وميزات فتبرزها. ونحن أحياناً نعجز وأحياناً نتهيب من مواجهة أنفسنا فنختلق المبررات للتهرب من هذه المسئولية. ولكن الحقيقة الواضحة التي لا خلاف عليها هي أنه ليس أهم ولا أجدي من أنفسنا لنبذل في معرفتها الوقت والجهد. وإن لم تجد الوقت لنفسك فأنت بالضرورة تضيعها، وتعطي الفرصة لذوي النفوس الضعيفة وأصحاب المعارف الضحلة أن يخبروك بحقيقتك ويملوا عليك من تكون..عندها ياصديقي لا تلومن إلا نفسك!