يقتل ضحاياه من السيدات ويشوى جثثهم انتقاما من طليقته
جيري هيدنك ومنزل الرعب
سيارات شرطة تحيط منزل السفاح الأمريكي "جيري هيدنك"، في ولاية فيلا دلفيا بأمريكا، ونزل الضابط الأمريكي وطلب من القوة الأمنية اقتحام المنزل القديم، وسط ترقب من المواطنين، عما يحدث في شارعهم، بينما كانت ترافق الضابط الأمريكي، فتاة مصدومة مما حدث لها ونجت منه وقادتهم إلى داخل المنزل، الذى يبعث برائحة كريهة، ويجد الضابط فتاتين معلقتان بالحبال تستغيثان بالشرطة، فطلبا لهما الإسعاف لنقلهما، ثم عثر المحقق الأمريكي على سلخانة بداخل المنزل بها أشلاء بشرية وحفرة وآلة لفرم اللحوم.
ولد "جيري هيدنك" عام 1943، وكانت طفولته بائسة، حيث تعرض للتعذيب من والده الذى كان يدمن الكحول، فكان يعانى من اضطراب نفسى أثر على سلوكه، حيث دخل جيري في علاقات نسائية مع فتيات ليل، حتى تعرف في عام 1985 على فتاة فلبينية تدعى "بيتي" ، ويقرر الزواج منها، لكن زواجهما لم يستمر طويلًا، وذلك بعدما ملت "بيتي" من علاقاته النسائية، لترفع قضية طلاق بعد ذلك، ويكتشف "جيري" بعد الطلاق أنها حاملا منه، وبعد ولادتها تمنعه من رؤية ابنه الوحيد، ومن هنا بدأت رحلة "جيري" في الانتقام من السيدات.
جهز "جيرى" منزله لاستقبال ضحاياه، بحيث لم يستطيعوا الإفلات أو الاستغاثة بأحد، حيث وضع قضبان حديدية على الأبواب والشبابيك، واشترى السلاسل والقيود ثم حفر حفرة بعمق 4 أمتار.
استقبل "جيرى" أولى ضحاياه في منزله اللعين عام 1986، وهى "جوزيفينا" الفتاة السمراء، حيث قام بتقيدها وتعذيبها بعد اغتصابها، والقى بها في الحفرة ومارس معها كل أنواع التعذيب حتى توافق أن تكون مساعدة له، وتستدرج ضحايا جدد الى منزله كى تنجو من التعذيب.
بالفعل، أصبحت "جوزيفينا" مساعدة "جيري"، واعتبرها صديقته الوحيدة، حيث استقطب بعدها ثلاث ضحايا آخرين، هم ليزا توماس، وساندرا لينسي، وديبرا دودلي، واستخدم معهما كافة وسائل التعذيب السادية، كما حبسهم داخل الحفرة لأيام، لكن كانت "ديبرا" هي الوحيدة التي تخالف أوامره بشكل مستمر، حتى قام بقتلها وتقطيع جسدها، وشوائه وتقديمه كطعام للأخريات، وإجبارهن على تناوله.
و في 3 ديسمبر و بينما كانت جوزيفينا قابعةً في ظلام الحفرة سمعت وقع أقدام شخصين و صراخ فتاة ، و عندها فتح جيري غطاء الحفرة و أخرجها ليعرّفها إلى سجينته الجديدة التي قام بتقييدها بنفس الطريقة ، كانت تُدعى ساندرا ليندسي 25 عام ، و أمر جوزيفينا بمراقبتها و إلا عاقبها هي . مع الوقت صارت جوزيفينا صديقته الحميمة التي تطيعه في كل شيء و ساعدته بتعذيب النساء و ربما أصابها ما يُطلق عليه بمتلازمة ستوكهولم 1 ، و بعد عشرين يوم استطاع جيري أن يوقع بضحية بالشارع . حيث رصد فتاة تقطع الشارع ، و هذا المرة لم تكن مومس كسابقاتها بل كانت فتاة بريئة قادها حظها العاثر لتقع بين براثنه ، فأثناء تجوله حاول التقرب منها و أغراءها بالمال ، و لكنها غضبت منه ، فحاول تدارك الموقف و دعاها إلى شرب العصير في أحد المطاعم القريبة لكي يعتذر لها ، و هناك عرّفته بنفسها أنها تُدعى ليزا توماس 23 عام ، و أثناء شربها للعصير شعرت بصداع رهيب ، فقد وضع لها مخدر في الشراب دون أن تشعر و اقتادها إلى منزله و وضعها بالقبو بصحبة الفتاتين السابقتان .
ازدادت معاملة جيري سوءً مع الفتيات و صار يمارس عليهن هواياته السادية و يضربهن و يغتصبهن بشكل مستمر ، حتى أنه اجبرهن على ممارس الجنس مع بعضهن فيما جلس مستمتعاً بمشاهدتهن ، و قد اعتاد على رفع صوت الموسيقى من جهاز التسجيل حتى لا تُسمع أصوات صراخهن . و بعد الانتهاء منهن كان يحشرهن في تلك الحفرة و هن مصفدات بالقيد لفترة طويلة ، و لكي لا يشك أحداً بسبب اختفاء الفتيات فقد اجبرهن على كتابة بطائق أعياد الميلاد و أرسلها إلى أهاليهن مع مبلغ 10 دولار لتطمينهم ، و في أحد الأيام حاولت ساندرا إزاحة لوح الخشب فضربها جيري بشدة حتى كسر فكها ، و قام بتقييدها من يديها إلى سقف الغرفة لمدة أسبوع ، و طوال تلك الفترة لم تستطع ساندرا تناول الطعام بسبب أصابتها و اشتدت عليها الحمى . حاولت ساندرا أن تكسب عطفه و أخبرته أنها ربما تكون حامل و لكنه لم يأبه لتوسلاتها ، و في شهر فبراير عام 1987 م صرخت الفتاتان و أخبرتا جيري أن ساندرا ربما ماتت ، سخر جيري من كلامهما ، و لكنه شعر بالصدمة عندما تحسس نبضها و توقف تنفسها ، و بسرعة فك قيدها و نقلها إلى الطابق العلوي ، أثناء ذلك عم الهدوء المكان فيما تصاعدت أصوات همسات الفتاتين اللتان تتساءلان عن حال المسكينة ساندرا .
و لتعويض خسارة ساندرا قرر جيري خطف فتاة أخرى ، و وقع اختياره على ديبرا دودلي 23 عام و استطاع اختطافها رغم مقاومتها في 2 يناير عام 1987 م ، ثم أتبعها بخطف جاكلين أسكينز 18 عام في 18 يناير ، و بعد أن صار عدد المختطفات لديه أربع فتيات ، جعل جوزيفينا المشرفة على تعذيبهن و المراقبة على تصرفاتهن و بالمقابل جعلها فتاته المميزة و استثناها من جلسات التعذيب التي تتعرض لها بقية المختطفات .
ديبرا
و قد استغلت جوزيفينا هذه الفرصة و أبلغت جيري أن الفتيات يتآمرن عليه لكي يهربن ، فاستشاط غضباً و قام بوضع أشرطة اللاصق على أفواههن لكتم صراخهن ثم ضرب أذانهن بمفك البراغي حتى يفقدهن السمع و لا يستطعن التواصل فيما بينهن ، و لكن هذا لم يضعف من عزيمة ديبرا التي حاولت بكل ما أوتيت من قوة مقاومته مما أضطره إلى جرها من شعرها إلى الطابق العلوي و جعلها ترى رأس سندرا و ما تبقّى من جسدها المحفوظ بالثلاجة ، ثم أعادها إلى الطابق السفلي و هي ترتجف من هول ما رأته و أخبرت الفتيات الأخريات بما حصل لساندرا ، و ما أكد كلامها هو رؤية الفتيات لكلب جيري ينهش ما يشبه عظمة ساق بشرية . و بالرغم من ذلك أستمرت ديبرا بالتمرد على جيري و حرضت الفتيات ضده .
سقط "جيرى" في قبضة الشرطة ، عندما استعطفته "جوزيفينات" ضحيته الأولى أثناء سيرهم بالسيارة، لزيارة أسرتها والعودة له مجددا مقابل أن تستقطب له ضحية جديدة ،وهى" أجينس ادامز" التي كانت آخر ضحاياه، وبعد عودة "جوزيفينا إلى منزل أسرتها أخبرتهم بما حدث لها، حتى أبلغت عنه الشرطة، ليتم مداهمة منزل السفاح المجنون في مارس عام 1987، والبحث عنه والعثور على الفتيات مقيدات داخل الحفرة..
و في المحكمة وُجّهت تهم اختطاف و اغتصاب 6 فتيات و قتل فتاتين و لم يُثبت أن جيري تناول اللحم البشري . أنكر جيري أنه من قام بخطف الفتيات مدعياً أنه وجدهن بالقبو بعد أن انتقل إلى المنزل و أن الفتيات هن من قتلن ساندرا لأنها كانت سحاقية . كما حاول جيري الادعاء أنه مريض نفسي مستغلاً تاريخه المرضي متنقلاً بين المصحات العقلية ، و لكن الادعاء أثبت زيف ادعاءه ، فهذه الوثائق تثبت أنه تعافى من مرضه عندما غادر المصح العقلي ، هذا بالإضافة إلى أنه شخص ذكي جداً و قد استطاع جمع 550 الف دولار من سوق البورصة . كما أنه يشكل تهديد على المجتمع و تاريخه الإجرامي مليء بجرائم القتل و الخطف و الاغتصاب . و على ضوء كل هذا صدر حكم الإعدام على المجرم جيري هيدنك في 1 يوليو عام 1988م و تم نقله إلى سجن مدينة بيتسبرج الواقعة ضمن ولاية بنسلفانيا ليحجز مقعدة في طابور الإعدام بالحقنة القاتلة . و في يناير عام 1989م حاول جيري الانتحار بتناول كمية مضاعفة من دواء الذهان الذي كان يتناوله و تم إسعافه ، و في عام 1997م حاولت أبنته ماكسين ديفيدسون بالتعاون مع زوجته السابقة بيتي برفع دعوى تظلم إلى المحكمة كون أبيها غير مؤهل عقلياً ، و لكن المحكمة أكدت قرار الإعدام في 3 يوليو عام 1999 م .
في الساعة 8 مساء يوم 6 يوليو عام 1999م و بعد أن أنهى عشاءه الأخير ، قام ضابطان من الشرطة باقتياد جيري هيدنك إلى غرفة الإعدام ، و هناك تلقفه ضابط آخر و قام بتثبيته على كرسي الإعدام ، و قبل أن يسري السم في جسد جيري تقدم أحد القساوسة و طلب من جيري أن يعترف بذنوبه لكي ينال الغفران ، و لكنه رفض و أشاح بوجه ناظراً إلى زجاج النافذة الوحيدة بالغرفة ، دون أن يعلم أن ضحاياه من الفتيات كن ينظرن إليه من خلال الزجاج المعتم و قد رأينه و هو ينتفض من الألم فيما انطفاء نور عينيه و أعلن عن وفاته عند الساعة 10:30 مساءً . و الغريب بالأمر أن لا أحد من أقاربه طالب بجثته! فتم إرسال الجثة لأحراقها .