أكاذيب غيرت التاريخ
كذبة أبريل ... بين الفكاهة والتأثير الاجتماعي
مزيج من الحذر والترقب، يستقبل سكان العالم اليوم الأول من شهر أبريل كل عام، بسبب كذبة أبريل التي غالبًا ما تصيبهم بالفزغ.
ويطلق على من يصدق هذه الشائعات "ضحية كذبة أبريل"، ويقال إن هذا التقليد أوروبي، والأرجح أنه بدأ في فرنسا بعد اعتماد التقويم المعدل الذي وضعه شارل التاسع عام 1564.
ومنذ 460 عاما، يعد أول شهر أبريل فرصة لتبادل المقالب ونصب الفخاخ بين الأصدقاء وعلى مستوى أكثر جماهيرية، إذ يشارك في هذا التقليد أفراد وشركات عالمية.
تاريخ وأصل كذبة أبريل
وفي نهاية القرن الـ16، يقال إن البابا غريغوري الثالث عشر عدّل التقويم ليبدأ العام في 1 يناير، وسخر الناس ممن ظلوا يحتفلون حسب التقويم القديم لأنهم يصدقون "كذبة أبريل".
وروى الكاتب جيفري شوسر في "قصص كانتربري" أن هذه النظرية انقضت، وقال إن حكايات "كذبة أبريل" تعود للقرن الـ14، أي قبل قدوم البابا غريغوري الثالث عشر واعتماده التقويم المعدل.
وعلى مدار السنين، عُرف مطلع شهر أبريل بالعديد من أشهر كذبات أبريل، التي تباينت بين الحديث عن كذبة غزو الفضائيين للأرض وكذبة معكرونة سويسرا وكذبة سقوط غرناطة وغيرها.
أشهر قصص عن كذبة أبريل
كذبة مكرونة سويسرا
في أول أبريل 1957، استعرض الإعلامي ريتشارد ديمبلي تقريرًا إذاعيًا يتحدث عن حصاد محصول وفير من معكرونة الإسباغيتي من الأشجار في سويسرا.
واستقبل ديمبلي مداخلات تليفونية، واتصل به مستمعون للسؤال عن كيفية زراعة الإسباغيتي، فأخبرهم بغرس قطع الإسباغيتي في علبة بها شرائح طماطم وانتظار النتيجة.
كذبة "همبرغر الأعسر"
في أبريل 1998، أعلنت شركة "برغر كينغ" إنتاج نوع جديد من البرغر، مصمم للعملاء العسر، أي الذين يستخدمون اليد اليسرى، وخرجت إعلانات في الصحف للترويج لـ"همبرغر الأعسر".
وقالت الشركة الأمريكية حينها إن "كل مكونات الهمبرغر سيتم تدويرها بزاوية 180 درجة، لكي ينحرف الجزء الأكبر من الشطيرة إلى اليسار قليلًا حتى يناسب الشخص الأعسر عند تناول الطعام".
كذبة إيقاف يوتيوب
في أبريل 2013، أعلن موقع الفيديوهات الشهير "يوتيوب" توقفه عن العمل وإغلاق خدماته، وظهر مسؤولو الموقع في إعلان وقالوا إن الموقع سيغلق بدعوى "اختيار أفضل فيديو على الإطلاق".
وظهر في الفيديو كبار مسؤولي "يوتيوب" مثل المدير التنفيذي سلار كمنجار، ورئيس قسم الاتصالات تيم ليستون، وتبين لاحقا أن الأمر مجرد مزجة أو"كذبة إبريل" التي اعتاد موظفو "غوغل" على إطلاقها.
كذبة تغيير لون برج إيفل
في أبريل الماضي، أورد حساب برج إيفل الرسمي على منصة "إكس" (تويتر سابقا) كذبة بمناسبة الأول من الشهر، مفادها أن أعلى مزلقة في العالم ستُركّب بدءاً من الأول من يوليو على قمة البرج.
وبدا الأمر غريبًا على وقار البرج الذي اكتمل بناؤه قبل 135 عاما، وتبين في مقطع فيديو أُعد بالكمبيوتر لشرح المشروع المزعوم أن الأمر لا يعدو كونه مزحة، بسبب ظهور أسماك ترمز إلى يوم المقالب.
كذبة غزو الفضائيين
ومن أشهر القصص عن كذبة أبريل غزو الفضائيين، إذ انتشر في مطلع أبريل عامي 2010 و2023 أن جسمًا غامضًأ يحلق في سماء لندن، ويشاهده آلاف المواطنين المذهولين، وتصل الشرطة إلى مكان الحادث متوقعة غزوًا فضائيًا وتشاهد شخصًا يرتدي بدلة فضية يخرج من المركبة، ويتضح لاحقًا أن الأمر مجرد كذبة أبريل.
كذبة الإمبراطور الروسي بطرس الأكبر
ذكرت وكالة أنباء "نوفوستي" الروسية أنه بحلول نهاية القرن السابع عشر كان يوم كذبة أبريل معروفا في بريطانيا، وفي القرن الثامن عشر تعددت الإشارات إلى "كذبة أبريل" في المستعمرات الأمريكية.
وأضافت الوكالة الروسية أن يوم كذبة أبريل انتقل إلى روسيا من ألمانيا على الأرجح نهاية القرن السابع عشر، ولكن في موعد لا يتجاوز الرحلة الأوروبية للإمبراطور بطرس الأكبر عام 1703.
حينها، سار المبشرون في شوارع روسيا ودعوا الجميع لحضور "أداء لم يسمع به من قبل"، وعندما فتحت الستارة في الساعة المحددة رأى الجمع لافتة على المنصة مكتوبا عليها "أول أبريل - لا تثق بأحد!".
أشهر المقالب في كذبة أبريل
كذبة عيد هولي
يرى البعض أن هناك علاقة بين كذبة أبريل وعيد "هولي" في الهند، ويحتفل به الهندوس في 31 مارس من كل عام، وفيه يقوم البسطاء بمهام كاذبة لمجرد اللهو والدعاية، ويكشف عن حقيقة أكاذيبهم أول أبريل.
كذبة سمكة أبريل
في فرنسا، يُطلق على أول أبريل اسم "سمكة نيسان"، وتشير إلى الأطفال الذين تنطلي عليهم كذبة أبريل، إذ يخدع الأطفال الفرنسيون أصدقاءهم بلصق سمكة ورقية على ظهور بعضهم البعض.
كذبة يوم الأحمق
يطلق "حمقى أبريل " على الأشخاص الذين استمروا في الاحتفال بعيد رأس السنة الجديدة في الأول من أبريل بدلاً من التاريخ الجديد في أول يناير، وهؤلاء يكونون فريسة للآخرين للعب الحيل عليهم.
,يرتبط شهر أبريل بالكذب والألاعيب والشائعات، بعضها ينطوي على فكاهة، والبعض الآخر يتعدى المزاح إلى التأثير في حياة الناس والدول.
وعلى مر العصور، ظهرت أعداد لا تحصى من الأكاذيب التي أثرت في التاريخ، بين الحروب والسياسة والفن والآداب والعلوم، نستعرضها في السطور التالية.
تايتوس أويتس
نجح تايتوس أويتس في بث الأكاذيب بين الطائفتين الكاثوليكية والأنجليكية، ونشر شائعات حول محاولة الكاثوليك الإطاحة بالملك الأنجيليكي تشارلز الثالث لصالح أخيه جيمس القريب من الكاثوليكية، وتسببت هذه الشائعات في إحداث ضجة في بريطانيا، وانتهت بإعدام 35 شخصا من الكاثوليك.
بيرني مادوف
في عام 2008، أعلن رجل الأعمال بيرني مادوف أن شركة استثماراته لم تكن سوى "كذبة كبيرة"، معترفا بتحصيله 50 مليار دولار من المستثمرين الذين وثقوا به بمدخراتهم، وأنه واصل كذبته على مدار 10 سنوات.
هان فان مييغيرينر
حاول الفنان هان فان مييغيرينر جذب اهتمام نقاد الفن ليعترفوا بإبداعه، وراح يقدم أعمالًا مزورة ومنقولة من فيرمير، وجنى الكثير من الأموال بعمليات الاحتيال تلك.
فضيحة "ووترغيت"
تحقيق صحفي موسع كشف عن جملة من الأكاذيب التي ساقها الرئيس الأمريكي، ريتشارد نيكسون، حول إعطائه أوامر أو علمه باقتحام عناصر لمقر حملة اللجنة الوطنية الديمقراطية، وفي وقت لاحق كُشفت محادثات مسجّلة في البيت الأبيض، وتبين أن نيكسون كان على علم بأمور نفاها في أوقات سابقة، وتسببت هذه الأكاذيب في استقالته من منصبه.