A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

عيد ”العمال” المجيد... احنا اسفين يا حكومة

تفاجنا يوم الثلاثاء بقرارين من رئيس الوزراء نصا على "اعتبار الأحد 5 مايو والإثنين 6 مايو إجازة رسمية بمناسبة عيدي العُمال وشم النسيم، حيث أصدر الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، قرارين؛ الأول بأن يكون يوم الأحد الموافق 5 من شهر مايو عام 2024 ميلادية، إجازة رسمية، بمناسبة عيد العمال، بدلاً من يوم الأربعاء الموافق الأول من مايو، والثاني؛ بأن يكون يوم الإثنين الموافق 6 من شهر مايو عام 2024 ميلادية إجازة رسمية، بمناسبة عيد شم النسيم"

وهكذا هنئت الحكومة مواطنيها المسيحيين باعتبار يوم الأحد الموافق "عيد القيامة المجيد"، اعتذر يا حكومة اقصد "عيد العمال المجيد" بإجازة عامة للمسيحيين والمسلمين.

لهذا الأمر شقين أحدهما جيد والأخر غير جيد، الشق الجيد ان يأتي يوم عيد القيامة إجازة مصرية لكافة القطاعات والفئات فكما نشارك خواتنا المسلمين أعيادهم فهم يشاركونا أيضا أعيادنا، والأمر السيء بل والمخجل هو عدم اعتراف الحكومة بعيد القيامة، حتى انه ذكر عيد العمال وتجاهل تماما عيد القيامة وانا أراه تجاهلا مقصودا وعن عمد وليس وليد الصدفة أو الخطأ المطبعي أو اللفظي لكاتب البيان.

وأرى انه لو أضافت الحكومة عبارة "والذي يوافق عيد القيامة للعيد المسيحيين" لكان الأمر مستساغا أكثر.

ولكن لان المواطنين الأقباط "مواطنين درجة ثانية" هكذا تذكرنا الحكومة بين الحين والأخر – حتى لا ننسى أنفسنا ونظن إننا كلنا درجة واحدة- فقد تعالت الحكومة ونست وتناست أن تذكر أن ذلك اليوم يوافق بالصدفة البحتة "عيد القيامة المجيد"

وكان الحكومة لو ذكرت كلمة "عيد القيامة" في سطر واحد مع الإجازة، حتى لو كان ترحيل الإجازة لعيد العمال فقد صنعت الفحشاء أو "كفرت" وكأنها إن أعطت المصريين إجازة صراحة بسبب عيد القيامة فهذا اعتراف منها أن المسيح قام، وهذا ليس صحيحا ومتداخلا، فليس هناك أدني علاقة بين منحه إجازة بشكل رسمي وصريح وواضح وبين اعترافها العقائدي بقيامة المسيح من عدمه. فالتصريح بإعلان إجازة بمناسبة عيد القيامة للأقباط، لا يعني الاعتراف بمناسبة العيد وقبوله، ولكنه يعني الاعتراف بوطنية فصيل مصري أصيل.

فانه كما ليس مطلوبا من المسيحيين الاعتراف بالمولد النبوي حين يحصلون عليه إجازة هكذا في كافة الأعياد، فليكن الأمر سويا ولتكن الحكومة أكثر نضجا وأكثر موضوعية.

وبالصدفة البحتة وقع تحت يدي منشورا لأعياد مصر عام 1952 وبالطبع تم طباعته قبل بدء عام 1952 كمثل سائر النتائج أي قبل ثورة يوليو، حيث كان عيد الفصح " عيد القيامة" الغربي والشرقي عطلة رسمية، سبحان مغير الأحوال، بين ما كان وما أصبحنا عليه.

كذلك عيد الكريسماس الغربي إجازة بالإضافة إلى راس السنة الميلادية إلى جانب عدد من الأعياد اليهودية وبالطبع عيدي الفطر والأضحى وراس السنة الهجرية، وقت ما كانت مصر للجميع، وكل من على أرضها سواسية.

في النهاية ولكيلا أطيل عليكم أخشى أن أنسى أن أهنئكم بعيد "العمال" المجيد كما أمرت الحكومة... إحنا آسفين يا حكومة.