A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

ليلة القبض على مطرب مصري بالخليج

سادت حالة من الجدل الأيام الماضية بالمملكة العربية السعودية، مع ظهور بوادر أزمة تلوح في الأفق، بين البلدين الشقيقين، بعد واقعة مثيرة بطلها مطرب مصري كبير ...في السن، حيث قام أحد الأمراء بتأجيره ليحيي حفل زفاف إبنه على عروس مصرية بأحد فنادق الرياض.. أما تفاصيل الأزمة التي رصدتها كاميرات القاعة، قد بدأت عند تحرك أحد الشباب من المدعوين، ليصعد على المسرح وسط الزحام، قاصداً المطرب المصري، ليلتقط معه صورة سيلفي يحتفظ بها كتذكار، ويشاركها مع أصدقائه على مواقع التواصل.

إلا أن الشاب حين مد يديه ليسترعى انتباه المطرب، احتكت إحدى أصابعه بأذن الفنان، فأسقطت منها الحلق الذي بدا وكأنه غير ملتصق جيدا، أو إن عرق المطرب قد أثر على المادة اللاصقة، مما جعل الحلق عرضة للسقوط بأقل لمسة أو حركة مفاجئة..انزعج المطرب بشدة من سقوط الحلق.. وفجأة!! وبرد فعل بدا تلقائيا وعفويا، استدار المطرب إلى الشاب، وفي لمح البصر عالجه بصفعة على خده الأيسر، ارتفع صوتها حتى أنه غطى على أصوات الموسيقى الصاخبة.. ثم توقف فجأة كل شيء، وساد في القاعة صمت القبور، وتسمر الجميع في مكانهم من هول المفاجأة لثوان معدودات.. ثم هجم الشاب وأغلب الحاضرين بعد ما استوعبوا الصدمة ليفتكوا بالمطرب، وساد الارتباك كل أنحاء القاعة، حتى نجح البودي جارد، مع بعض من العقلاء تهدئة الأوضاع، وإخراج المطرب إلى مكان آمن قبل أن يُقطَّع إربا.

في الوقت الذي تم فيه استدعاء الشرطة لإثبات الحالة، مع إصرار الشاب والعديد من المتواجدين ، على تحرير محضر ضد هذا المطرب، ورفع قضية عليه بتهمة الاعتداء بالضرب على مواطن سعودي، لم تفلح المحاولات الخجولة لقلة من الحاضرين أن تثنيه عن المضي قدما في مقاضاته وحبسه على جرمه المشهود، واعتدائه المهين غير الأخلاقي أو الإنساني المرصود بالكاميرات، والذي شهد عليه العشرات من المدعوين

لم تشفع للمطرب كل الاتصالات والتدخلات على أعلى المستويات، وكل ما جد في الأمر هو خروجه المؤقت من محبسه، بعد دفع كفالة مالية كبيرة على ذمة القضية، وسط محاولات مضنية بحل الأمور بشكل ودي، أو تعويض مالي ضخم، حتى أن هناك من نقل عن محامي المطرب، استعداده لتصدير خدوده للشاب في ميدان عام، كي يرد له الصفعة بعشرة أمثالها، وبحضور الفضائيات والمواقع الصحفية.

وحتى لحظة كتابة تلك السطور، لم تظهر أية إشارات إيجابية توحي بقرب انتهاء الأزمة، وخصوصا بعد لجوء المطرب لدعم أحد أكبر المسئولين بالسعودية، بعدما كان يظنه صديقه او تربطه به علاقة قوية، سواء على المستوى الاجتماعي، أو حتى الفني، كون هذا المسئول بدرجة وزير متعدد المواهب في الرياضة والتلحين وكتابة الأشعار الغنائية التي شدى بها المطرب كثيرا أثناء تعاونهما الغنائي المشترك .. لكن المسئول الفنان قد أعلنها منذ يومين صريحة مدوية واضحة.. كرامة المواطن السعودي عندي خط أحمر، ولن تؤثر أي علاقة أو حتى صداقة بيني وبين المعتدي على الأمر، فمن يصفع سعودي على وجهه كأنه صفعني، ومن يعتدي على مواطن سعودي على أرضه ليس له عندي مكرمة أو حقوق أيا كانت معرفتي به.. فلتذهب العلاقة والصداقة إلى الجحيم، إن كان ثمنها التنازل عن حق أحد أبناء المملكة.

أما المطرب المصري، فقد نشرت إحدى الصحف بعض الكلمات التي برر بها فعلته حين قال: قسما بالله لم أكن أعلم أن الشاب الجميل المحترم الراقي هذا سعوديا.. لقد كنت أظنه مصريا من أقارب العروس المصرية.. هل انا مجنون أو مخرف حتى أمد يداي على مواطن خليجي كريم الأصل، عظيم الشأن، رفيع المكانة!! كيف لي أن أهينه واحتقره كما لو كان مصريا؟؟ وهل العين تعلو يوما عن الحاجب!! هل تظنون أنني على استعداد لأخسر أعظم وأرقى جمهور أقدم له فني على مسارح وحفلات عاصمة الفن والثقافة والإبداع الأولى في المنطقة، التي لولاها ولولا دعمها واحتضانها للفن من عشرات السنين، ما كان للفن المصري حضور أو وجود!!

لقد ظننت حقا أن الشاب مصريا.. فقد اعتدنا في مصر على تلك المكانة للفنان، التي تعلو عن مكانة العالِم والطبيب والمفكر.. المهندس والمُعِلم والأديب.. العامل والمزارع والحرفي.. جرت العادة في مصر، أن كل هؤلاء في مرتبة إنسانية واجتماعية أدنى من نجوم الطرب والتمثيل والراقصات.. لم أتوقعه حقا سعوديا وإلا كنت مارست معه أعلى درجات التفهم والرضا وضبط النفس، حتى لو كان ما فعله معي، هو ما يفعله أصدقاء اي عريس مصري حسب موروثنا الشعبي المعروف.. كنت قلت له في لحظتها فداك ألف حلق ، وخلعت بنفسي فردة الحلق الأخرى وأعطيتها له كادوه.

أما في مصر، فنحن معشر المغنيين والمشخصاتية، قد استقرت في عقولنا منذ عقود فكرة الاستحقاقية والتعالي غير المبرر على خلق الله.. ونحيا في مناخ عام من ازدواج المعايير وانقلاب الهرم الاجتماعي، الذي هوى بأسفله المحترمين وأصحاب العلم والثقافة والفكر، واستقر في أعلاه أمثالنا، ويقوم بتشجيعنا أكثر وأكثر على مثل تلك التصرفات، البعض من الأنطاع المتطفلين، منسحقي النفس معدومي الكرامة، الذين يجاهدون لالتقاط الصور معنا والتمسح بنا، أكثر ما يجاهدون للوعي والإدراك، ورفع مستواهم العلمي والثقافي.

استحلفكم بالله أن تنقلوا اعتذاري لهذا الشاب السعودي الجميل، واستعدادي لأي ترضية تهدئ من غضبه وغضب الشعب السعودي، فقد كنت أظنه مصري، تمامه بعد ما لفحته بالقلم، أن يحضروه لي لالتقاط صورة جديدة وسط الابتسامات، وعزومة في قصر الكبابجي، وهو يصرح للصحافة، بأن شلوت مطربي المفضل هو دفعة للأمام..

** هذا المقال ساخر، غير موضوعي، هزلي لأبعد حد، وكل ما ورد به هو من وحي الخيال