من يقلد من جان فان أم دافنشي؟
لن أخوض كثيرا فيما يتعلق بحفل افتتاح أولمبياد باريس المخزي والمليء بالشر وشبه الشر، ولكن سألفت الانتباه إلى المبرر الذي ساد في بداية الأمر وانه ليس المقصود السخرية من السيد المسيح متمثلة في لوحة العشاء الأخير لدافنشي، ولكن هي محاكاة للوحة الفنان الهولندي جان فان بيلرت تلك اللوحة التي تشبه كثيرا العشاء الأخير ولكن اجتمع بها آلهة العصور اليونانية.. فإيهما على صواب؟
لكي نتأكد من هذا الأمر خاصة إن اللوحتين قريبتين من حيث التكوين أحدهما للأخرى وكأن الرسام واحد مع انه مختلف، علينا قبل الحكم أن نرجع إلى التاريخ لنرى من فيهما قلد الأخر.
من سيرة حياة الفنان الهولندي نصل إلى امرين، الأولى إنه ولد بعد دافنشي بحوالي ١٥٠ سنة، والتاني إنه سافر إيطاليا يتعلم الرسم في بلد دافنشي، أي محتمل بشكل كبير إنه رأى بل ودرس لوحة دافنشي وقام بعمل لوحته، أما لينال جزء من شهرة دافنشي وإما للسخرية من السيد المسيح وتلاميذه بتصوير الإله أبولو وباقي الآلهة أو للسببين معا.
وبالتالي فكرة أن الاحتفال مبني على لوحة احتفال الآلهة وليس لها أي علاقة بالعشاء الأخير فهذا غير وارد لان لوحة دافنشي أقدم تاريخيا، فهذا كان رد جاهز من توماس چولي مخرج الاحتفال والذي لابد له انه يعي كيف يخرج من تلك الورطة إن وجهت له أصابع الاتهام بالسخرية من السيد المسيح، ويعلم ان لوحة الفنان الهولندي تقدم الصورة المعاكسة للوحة دافنشي.
امر أخر أثار اشمئزازي وفضولي، ما هو علاقة ظهور رأس عجل ذهبي على المسرح وظهور مغني الراب سنوب دوج وهو واحد من حاملي الشعلة الأولمبية وهو يرتدى قلادة الإله الجدي "بافومت" رمز ابليس قبل الاحتفال؟!
ظهور العجل ليس بالأمر الجديد فقد تكرر ظهوره وبشكل أعظم ودخل إلى ارض ملعب الافتتاح بشكل له تكريم كإله في حفل افتتاح ألعاب الكومنولث ٢٠٢٢ وكانت النساء منحنيات وكأنهن ساجدات له، كذلك أيضا ظهور جماجم والأطفال المحتجزة في نفق ورموز موت بالاحتفال بافتتاح أطول نفق سكة حديد في العالم ٢٠١٦ في سويسرا.
إن ربطنا كل تلك الأمور ببعضها البعض نجد أن زمن الشرير قد ساد وليخشى كل إنسان على روحه من الهلاك، فها هي عادت عبادة الأوثان وعبادة الشيطان من جديد في شكل جديد يتماشى مع العصر الحديث وبشكل معلن واحتفالي ويذاع أمام الجميع وكأن الشيطان يعلن عن نفسه.
وان كنت ارى من خلال هذا الظلام بصيص نور أتى من بعيد، فأنى رأيت كم إدانات هائلة لرفض لهذا الافتتاح، كما أعاد الملايين لنشر صورة العشاء الأخير وللتأكيد على إيمانهم بالسيد المسيح، في كل دول العالم، الأمر الذي ضغط على منظمو الحفل لخذف الفيديو نهائيا لينتصر النور على الظلام.