A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

ديميتريس فاكرينوس...سائق التاكسي الغاضب

ولد ديميتريس فاكرينوس عام 1962 في بيريس، جورتينيا باليونان لأسرة شديدة الفقر تمتلك أربعة أطفال كان ترتيبه هو الثاني بينهما.

ديميتريس كان صغير الحجم ضعيف البنية، مما جعله هدفاً دائماً للإذلال والتنمر؛ ولكن على عكس والده، فقد أحب شقيقته ووالدته كثيراً، وكانتا هما دائما ما تحاولا التخفيف عنه.

‏وفي المدرسة طالته يد السخرية الغشوم أيضاً، بسبب سلوك والده السكير وقصر قامته؛ فترك المدرسة بعدما فشل في تحصيل الشهادة الابتدائية،‏ ‏وأصبحت مهمته هي رعاية الحيوانات داخل حظيرة عائلته.

عندما بلغ الثالثة عشر، وجد فرصة للتخلص من حياة القرية وسخرية الآخرين وتعنيف والده، وذلك عندما عرض عليه أحد أقرباء والدته أن يأتي ليعمل معه في الحانة التي يملكها في أثينا، ويجني بعض المال؛ فوافق فورا، ولم يمانع أبيه بدوره، فمتى كان يفرق معه وجود ابنه من عدمه!

بدأ العمل كبائع يانصيب، لكنه فشل في تحصيل أي أموال؛ فقرر أن يعود إلى قريته مجدداً، وبالطبع لم ينس جر ابنه معه إلى قريتهما البائسة.

ولكن من هنا بدأ تمرد ديميتريس فاكرينوس؛ إذ رفض البقاء في القرية، وهرب من المنزل ليساعده عامل اجتماعي كي يدخل مؤسسة في إلفسينا. ومكث هناك لمدة عامين، والتحق بالتدريب هناك كعامل لحام كهربائي في أحواض بناء السفن في سكارامانغا، اتخذ منها حرفة، وفي الوقت نفسه فكر أن يعمل في وظيفة أخرى تكسبه داخل إضافي، وقد وجد ضالته في العمل كسائق تاكسي!

عندما وجد ديميتريس أنه أصبح يجني ما يكفي من المال، قرر أن يتزوج. وقد وقع اختياره على ليتسا جيراسيموس التي كانت تعمل في ورشة تصليح، لكنها تركت العمل لأجل أن تتفرغ لزواجها، وأن تنجب الأطفال، ولكن بعد الزواج خاب أملها بكل شي.

وذلك يرجع إلى قلة الروابط والاهتمامات المشتركة بينهما، حيث كان يفضل دائما البقاء في المنزل وعدم الخروج منه، وكان يجبرها على البقاء معه، ويرفض في المقابل الذهاب معها إلى أي مكان.

وحين فاتحته في موضوع الإنجاب أخبرها أن “الأطفال يجلبون المشاكل” ورفض التحدث في الموضوع مجدداً، وقالها صراحة أن دورها في البيت هو العمل على تلبية احتياجاته، ودوره هو إطعامها.

عند هذا الحد طفح الكيل بزوجته، فأعربت عن رغبتها في الانفصال عنه نهائيا، لكنه رفض الأمر، مما دفعها لإثارة الجلبة وسط الجيران لتطرده شر طردته بعد 14 شهرا فقط!

اتجه فورا إلى مخفر الشرطة، كي يمكنه من العودة، واستعادة زوجته والنوم في منزله؛ ولكنهم أخبروه أنه لا يوجد شيء لعمله له فجن جنونه، وتوجه لحرق منزل والد زوجته، وتكون هذه أول جريمة مسجلة له.

عندما ترك عمله في شركة لحام أحواض السفن، وبدأ بالتفرغ للعمل كسائق أجرة في عام 1987، تعرف على رجل يدعى باناجيوتيس جاغلياس 43 عامًا. وهو رجل سيء السمعة يدخل ويخرج من السجون بشكلٍ منتظم؛ بسبب عمليات السطو والسرقة، ‏ في أحد الأيام، طلب جاغلياس من ديميتريس أن يعيره سيارته الأجرة لنصف ساعة لا أكثر، فوافق الأخير على مضض، وسلمه المفتاح، ولبث ينتظره حتى يبدأ مناوبته الليلية.

تمر ساعة واثنتان وثلاث والسيارة لم تعد حتى منتصف الليل، يسمع صوت عجلاتها أخيرا، ينفجر ديميتريس غاضباً في وجه جاغلياس؛ بسبب التأخير وليس ذلك فحسب، بل في أثناء الشجار يخبره إلياس أنه سرق بندقيته، فتأجج سخطه عليه أكثر، فهدده الأخير أنه سوف يبرحه ضربا إذا لم يضع لسانه داخل حلقه ويخرس.

فبعد أن قال هذه الكلمات لديميتريس ونام سوف يفتح الأخير عينيه، ليبدأ في حفر طريقه نحو الانتقام.

نهض متسللاً على أطراف أصابعه، وتوجه لأحد المتاجر اشترى عتلة، وعاد بعدها أخذ رفيقه في السكن بغتة، وهو يسدد له الضربات المميتة، بينما كان يغط في نوم عميق، ودماءه تنسل من جسده فائرة تغطي السرير.

ثم جلب سكيناً، وزمع تقطيع الجثة، ولكن ساوره الندم بسبب الدماء الغزيرة من الجسد الميت. فتراجع عن محاولة تقطيع الجثة، واستعاض عن ذلك بتغليفها، وجرها نحو عربته بعد التأكد من أن الطريق خاو، ووضعه في صندوق السيارة، وأخذها إلى مكان مهجور في أرغوس في طرابلس. في اليونان ليتوجه بعدها للاختباء في منزل أخته لمدة أسبوع. ثم يرجع إلى منزله يغسل وينظف الدماء.

وبعد أسبوع تم العثور على الجثة من قبل راعي أغنام بالصدفة؛ ولكن لم يتم الربط بين ديميتريس وجريمة القتل تلك. أما هو، فقد ظلت الكوابيس تطارده لمدة عام ونصف، وضميره يؤنبه جراء جريمته النكراء ومع ذلك ستكون هذه آخر مرة يوبخه ويجلده فيها على أي شيء!

بعدها بايام قاد ديميتريس سيارته بسرعة ناحية أقرب منطقة مهجورة من ماندرا أتيكا. أوقف السيارة، ونزل منها وهو يمسك دلواً صغيراً مملوءاً بالبنزين، وفتح باب سياراته الأجرة حيث تجلس احد فتيات اللليل التى تعرف عليها في احد الحانات وسحبها للخارج، وبدأ بضربها، ثم ألقى السائل المشتعل عليها، وقبل أن تستوعب المسكينة حتى ما يحدث لها ألقى بقداحة مشتعلة عليها، ووقف وهو يشاهدها تحترق وتصرخ من الألم وتطلب المساعدة.

في عام 1993 كان ديميتريس فاكرينوس يقف لمدة عشرين دقيقة كاملة في موقف سيارات الأجرة في إلفسينا بانتظار زبون.

وعندما وجده تفاجأ بسائق أجرة أخرى يدعى ثيودوروس أندرياس، 35 عاماً يتشاجر معه، ويأخذ الزبون منه، ويخبره أن يرحل من هنا.‏ بدأ ديميتريس بالتحرك مبتعدا من أمام السيارة، وهو يدون رقمها الخاص بثيودوروس، ولسوء الحظ رآه الأخير يفعل ذلك؛ فأوقف السيارة وبدأ يكيل له السباب، وأخذ يضربه بعنف إلى أن تدخل أحد سائقي التاكسي الموجود داخل الموقف وبالكاد فرق بينهما.

‏خرج ثيودوروس من السيارة ليحضر الماء الذي احتفظ به في حقيبة داخل صندوق السيارة، فانتهز ديميتريس فرصة إدارة ظهره له، وأخرج مسدسا عيار 45، وأفرغ خمس رصاصات في جسده، مما أدى إلى مقتله فورا.

تحرك باتجاه صندوق الخلفي للسيارة لإغلاقه، تاركاً الجثة على الأرض مضرجة بدمائها،. وراح يقود سيارة المغدور إلى مكان خال، وأشعل النار فيها إخفاء لأي أثر يشير إليه. ومجددا، فشلت الشرطة في اعتقاله، وربط الجرائم ببعضها؛

بدأت الشرطة تربط بين جريمة قتل الشقيقين ومسدس عيار ال45 وجرائم السطو الأخرى، وقد تكلل كل ذلك بوجود امرأة قد شاهدته وهو يسرق إحدى الدراجات النارية، بينما كانت تنزل من سيارة الأجرة، فذهبت إلى الشرطة، وأدلت بشهادتها وأعطت وصفاً لملامحه.

فذهب الضباط إلى ساحة تجمع سيارات الأجرة، وسألوا عما إذا كان هناك رجل قصير وصغير الحجم قد قام برحلة ما: ولكنهم أجابوا بالنفي، أو أعطوا أوصافاً مختلفة عن التي كانت بحوزتهم.

حتى قال أحد الضباط أن القاتل ربما يكون سائق أجرة وليس زبوناً، واعتقدت أيضاً أنه ربما يعيش بالقرب من المتاجر التي يسطو عليها. بدأت الشرطة في عمليات تفتيش المباني السكنية من باب لباب. حتى وجدت ورقة مكتوبة على أحد الأجراس باسم ‏فاكرينوس وهنا تذكروا فورا مقتل الأخوين سبيروبولوس. واسم الشخص الذي باعهم السيارة. لم يكد يمضي وقت إلا وسيصبح المجرم في قبضة العدالة أخيرا ً.

‏ ‏‏في 9 أبريل 1997، قامت فرقة الجريمة ضد الحياة، -تسمى هكذا في اليونان-، بإلقاء القبض على ديميتريس. وأثناء أخذه إلى مركز الشرطة بدأ بالاعتراف بجرائم لم يعرفوا عنها شيئاً، وكان يبلغ وقته خمسة وثلاثين عاماً. وقال لهم أن المسدس الذي كان يحمله جعله يشعر بأنه إله.

وُجِّهت له المحكمة تهم قتل خمسة أشخاص ومحاولة قتل سبعة آخرين، وارتكاب خمس عمليات سطو. وقد رفض هو توكيل محامٍ.

وقد لاقت محاكمته زخماً كبيراً، فقد تمنى الكثير من الناس لو يستطيعوا الإمساك به، ودق عنقه. وأثناء إعادة تمثيل جرائمه، تجمع العشرات من الأشخاص، يلعنونه، ويطلقون عليه اسم القاتل، والقرد، والوغد، ومصاص الفئران، وغير ذلك الكثير.

في 12 مايو عام 1997 عُثر على ديميتريس فاكرينوس ميتًا في زنزانته، بعد أن شنق نفسه برباط حذائه، قبل أن تنتهي محاكمته.