A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

قصة الطبيب ”الساحر”.. قتل 163 مريضاً ونال البراءة!

"تسمح المعايير الصارمة للقانون أحياناً للمذنبين بالسير أحراراً"، كانت هذه كلمات اللورد جاستيس باتريك ديفلين بعد انتهاء محاكمة الدكتور جون بودكينز آدامز في عام 1957، الذي اتهم بالتسبب في وفاة 163 مريضاً وتمت تبرئته.

ووفق صحيفة "ميترو"، توفي عدد كبير من المرضى بشكل غير متوقع أثناء رعايتهم على يد هذا الطبيب، وكان أغلبهم من النساء الثريات، لا سيما الأرامل، حتى أن العديد منهن غيرن وصاياهن، لإضافة اسم آدامز لقائمة المستفيدين، عقب وفاتهن.

ولكن على الرغم من دق أقارب المتوفين ناقوس الخطر، تمت تبرئة الطبيب في النهاية من جرائمه، واستمر في العيش والعمل في شرق ساسكس بإنجلترا، ومع مرور عقود منذ محاكمة آدمز، لا تزال القضية محل نقاش حاد.

وربما تكمن الحقيقة حول شخصية آدمز، "الطبيب الساحر"، إذ كانت الصحف مليئة بقصص مثيرة حول كيفية استهدافه للمرضى والمسنات في مدينة إيستبورن الساحلية الإنجليزية.

ولد آدمز في راندالستاون عام 1899، في أيرلندا الشمالية، وكان والده واعظاً، بينما والدته ربة منزل، وعندما انتقل لاحقاً إلى ساسكس للعمل، أسس عيادة خاصة في كينت لودج في إيستبورن، وكان معروفاً عنه زيارته للمرضى في جميع الأوقات ليلاً ونهاراً، ما جعله قريباً من كبار أعضاء المجتمع.

عالج الطبيب العام أمثال دوق ديفونشاير، إدوارد كافنديش، وهو وزير سابق في حكومة المملكة المتحدة في زمن الحرب ورجل الأعمال الثري السير ألكسندر ماغواير، كما عمل عن كثب مع القس هيوبرت براسيير - والد رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي.

ويقول الأشخاص الذين التقوا بآدامز إنه كان يتمتع بموهبة الحديث ببراعة، كما توضح جويل، أمين متحف الجرائم الحقيقية في هاستينغز، ساسكس: "كان إيرلندياً ساحراً للغاية".

وعلى الرغم من أن عيادته كانت متواضعة، إلا أن أسلوب حياته كان مختلفاً تماماً، فقد نمت ثروته بشكل غامض، إذ كان يمتلك سيارة رولز رويس بسائق.

وتضيف جويل: "كان آدمز ثرياً، لكنه كان أيضاً مقتصداً للغاية. فإذا استعار منك قلمك، فمن غير المرجح أن تستعيده".

على الرغم من وفاة 163 من مرضاه، ظل آدامز بريئاً من جريمة القتل، وحُفظت الإبر التي استخدمها في متحف الجرائم الحقيقية حالياً في هاستينغز.

وتتابع جويل: "كان آدامز يعطي الناس المواد الأفيونية ومسكنات الألم ويجلس لساعات بجانب سريرهم، كان آدامز يشجعهم على تغيير وصاياهم لصالحه، (كما ذكرت الصحف في ذلك الوقت).

وبين عامي 1946 و1956، توفي ما لا يقل عن 163 من مرضى آدامز أثناء الغيبوبة، علاوة على ذلك، ترك 132 منهم أموالًا أو أشياء للطبيب العام في وصاياهم.

وفي 23 يوليو 1956، اتصل الموسيقي ليزلي هينسون بشرطة إيستبورن، للتعبير عن مخاوفه بشأن وفاة صديقته جيرترود هوليت، أثناء تلقيها العلاج من قبل آدامز، وبدأ المحققون في البحث عن مرضى الطبيب الأيرلندي وبناء قضية قوية، يمكن إدانته بها في المحكمة.

تم القبض على آدمز في 19 ديسمبر 1956، بسبب وفاة إديث موريل (81 عاماً)، تاركة صندوقاً باهظ الثمن من أدوات مائدة فضية جورجية وسيارة رولز رويس في وصيتها، وظلت عائلتها مقتنعة بأن الطبيب أعطاها جرعة مميتة من المخدرات.

ومثل الدكتور جون بودكين آدامز أمام محكمة أولد بيلي عام 1957، وزعم الادعاء أن "كميات هائلة" من مسكنات الألم أعطيت لموريل أثناء تعافيها من السكتة الدماغية.

وقيل في المحكمة إن آدامز لم يكن يحب أن ترافقه ممرضة في نفس الغرفة أثناء علاج موريل، وتحدث الطبيب ببضع كلمات فقط ، "أنا لست مذنباً".

وأثناء الإجراءات، سُلط الضوء على تصريحات سابقة من قبل المفتش هربرت هانام، الذي ألقى القبض على آدامز عام 1956، تضمنت رد الأخير على التهمة الموجهة إليه، إذ قال: "جريمة قتل؟ هل يمكنك إثبات أنها كانت جريمة قتل؟ لا أعتقد أنك تستطيع إثبات القتل، كانت تموت على أية حال".

ووفقاً لهانام، أخبر آدامز الشرطة أيضاً أن الهدايا الباهظة الثمن من المرضى، كانت بدلاً من الدفع مقابل العلاج.

ولخيبة أمل عائلة إديث موريل، تمت تبرئة آدامز في النهاية من وفاتها، وفي 9 أبريل 1957، استغرقت هيئة المحلفين 44 دقيقة فقط لتجده غير مذنب، لم يكن هناك سوى القليل من الأدلة.

وقالت جويل: "لقد حفروا بعض الجثث ووجدوا آثاراً للمورفين، لكن كان من الصعب إثبات الكمية التي تمت إعطاؤها، أعتقد أنه أفلت من العقاب بسبب نفوذه وعلاقاته".

وأضافت: "كان ينبغي أن يكون هذا هو المشنقة حول عنقه، كان قد أدى قسم أبقراط (قسم أخلاقي يؤديه الأطباء تاريخياً) للحفاظ على الحياة وعدم إيذائها وكسرها".

وبعد تبرئة آدمز من جريمة القتل، صرح القاضي الرئيس، اللورد جاستيس باتريك ديفلين: "تسمح المعايير الصارمة للقانون أحياناً للمذنبين بالسير أحراراً".

وتوفي آدمز في 4 يوليو 1983 بسبب قصور في القلب، بعد سنوات من الفضيحة وانعدام الثقة، وفي عام 1975، شُطب اسمه كطبيب من قبل المجلس الطبي العام بعد تزوير وصفات.

يُذكر أن الفنان البريطاني تيموثي ويست، قام ببطولة الفيلم الوثائقي الدرامي "الدكتور الصالح بودكين آدامز" حول الاتهامات والمحاكمة التي واجهها آدامز.