A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

كواليس ما قبل يوم الانتخابات الأمريكية

تتم صياغة هذه السطور، والانتخابات الأمريكية الرئاسية تجري خلال يومين، الثلاثاء الموافق 5 نوفمبر الجاري، ولكن من المهم متابعة تطور الأحداث والقضايا المحورية التي سبقت الانتخابات بأيام، لتحديد مصير البيت الأبيض، بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب، والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس. وعلى الرغم من تمني كل فريق فوز مرشحه، ألا أن هذه الانتخابات ينتظر نتيجها مليارات البشر، منهم الملايين في الولايات المتحدة الأمريكية نفسها، ومئات الملايين حول العالم، لأنها ستؤثر على حركة النظام الاقتصادي والتجاري والسياسي الدولي. مع الأخذ في الاعتبار أن الفترة الرئاسية للرئيس جو بايدن، الطاعن في السن، عانت الولايات المتحدة من خفوت دورها الدولي، في النظام العالمي، لصالح كل من الصين وروسيا الاتحادية في العديد من القضايا، منها الحرب الأوكرانية الروسية، والقدرة على توجيه دفة الاقتصاد العالمي ومعدلات التضخم التي عانت منها كل المجتمعات في الشرق والغرب على السواء، والولايات المتحدة عاجزة، في الوقت الذي لم تعاني منه لا روسيا ولا الصين من تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.

يذكر أنه خلال الانتخابات السابقة، فاز دونالد ترامب بأكثر من 74 مليون صوت في عام 2020 - أكثر من أي مرشح رئاسي جمهوري في التاريخ - ولكن هذا لم يكن كافيا للفوز بالتصويت الشعبي أو المجمع الانتخابي. ولا تزال الخسارة هاجسا للرئيس السابق والعديد من مؤيديه، الذين أدى رفضهم قبول الهزيمة إلى أعمال شغب في مبنى الكابيتول وأثر على الخطاب السياسي لمدة أربع سنوات. وفي الآونة الأخيرة فقط اعترف ترامب بأنه خسر أمام الرئيس جو بايدن "بشعرة"، على الرغم من أنه سرعان ما عاد إلى تكرار ادعاءات تزوير الناخبين التي تم فضحها في كل منعطف.

وفي عودة للأحداث المهمة، التي تسبق الانتخابات الأمريكية بيومين، نجد أن هناك مخاوف من أن تقود الانتخابات وعدم الاعتراف من قبل أي فريق بفوز الفريق الآخر، مخاوف واقعية من أن يضرب عدم الاستقرار السياسي النظام الأمريكي، بعد خبرة رفض ترامب الاعتراف بهزيمته أمام بايدن خلال الانتخابات الأخيرة.

قلق معسكر ترامب من تكرار سيناريو الانتخابات الماضية

في المعسكر الجمهوري، نجد أنه رغم ثقة فريق ترامب في الفوز بالانتخابات، نجد أن ترامب قلق ويجري الكثير من الاتصالات لتحفيز مساعدة سرعة التحرك، خاصة وأنه يبدو أن فريق ترامب يبدي ثقة في الأيام التي تسبق الانتخابات، لكن ترامب قلق، ويطرح المزيد من الأسئلة حول وضعه ويطالب مساعديه بمزيد من العمل، كما يقول مسؤول حملة مقرب منه. وساعد قلق ترامب في تشكيل استراتيجيته الأخيرة، من التجمعات المبهرة والحيل الإعلامية - التي يستمتع بها - إلى مزاعم تزوير الناخبين التي تصدرت عناوين الصحف. وتلقى ترامب دفعة قوية يوم الخميس من مذكرة داخلية من توني فابريزيو، كبير خبراء استطلاعات الرأي في الحملات الرئاسية الثلاث لترامب، والتي قالت إن ترامب في وضع أفضل للفوز بهذه الانتخابات مما كان عليه في هذا الوقت من عام 2020. لكن تحت السطح، يتجلى قلق ترامب في مكالماته في وقت متأخر من الليل وفي الصباح الباكر لمساعديه حيث يوجه إليهم أسئلة حول كيفية سير الأمور وما إذا كانوا يعتقدون أنه سيفوز. ويشاركه آخرون في حزبه قلقه. ويدق بعض المحافظين ناقوس الخطر بشأن ما يرون أنه إقبال مخيب للآمال بين الرجال في التصويت المبكر. وهذا مهم في انتخابات مقسمة بين الجنسين مثل هذه، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أن معظم الناخبين الذكور سيدعمون ترامب ومن المرجح أن تدعم معظم الناخبات كامالا هاريس. ونشر تشارلي كيرك من Turning Point USA على X: "كان التصويت المبكر غير متناسب بين الإناث. إذا بقي الرجال في المنزل، فستصبح كامالا رئيسة. الأمر بهذه البساطة".

من ينقذ أمريكا من المستقبل الغامض؟

يأتي هذا في الوقت الذي يقدم كل مرشح نفسه على أنه المنقذ لأمريكا حيث خلال الحملة الانتخابية، تواصل كامالا هاريس ودونالد ترامب حتي يوم السبت السابق علي 5 نوفمبر، ويقدم كلاهما نفسه كمنقذ للولايات المتحدة الأمريكية قبل يومين من انتخابات لا تزال نتيجتها غير محسومة وتثير قلق العالم. ويستمر التصعيد اللفظي بين نائبة الرئيس الديموقراطية التي قد تصبح أول رئيسة للولايات المتحدة، المرشح الجمهوري الذي يحلم بالعودة إلى البيت الأبيض. والأجواء التي تحوط بالانتخابات شديدة التوتر وسط جدل سياسي إعلامي دائم ومخاوف من العنف بعد يوم الاقتراع الثلاثاء 5 نوفمبر، خصوصا إذا كانت النتيجة متقاربة للغاية كما تتوقع استطلاعات الرأي.

وزارت كامالا هاريس في نهاية الأسبوع السابق على الانتخابات، الولايات الرئيسية التي قد تحسم نتيجة الاقتراع، مع لقاءات انتخابية في جورجيا وكارولاينا الشمالية وميشيجن. وحاولت هاريس إقناع آخر الناخبين المترددين بأنها "الدواء" في مواجهة الرئيس الجمهوري السابق، كما قال تيم والز الذي اختارته ليكون نائبا لها في حال فوزها. وخلال ثلاثة لقاءات انتخابية في ولاية ويسكنسن الحاسمة أيضا، دعت إلى "طي صفحة عقد من دونالد ترامب".

أصوات النساء والمهاجرين

أما ترامب الذي يعتمد خطابا شعبويا، فقد عقد تجمعات انتخابية في فيرجينيا وكارولاينا الشمالية. في جاستونيا بكارولاينا الشمالية، رسم ترامب مجددا صورة قاتمة عن الوضع في الولايات المتحدة التي يقول إنها "محتلة" من جانب ملايين المهاجرين بطريقة غير نظامية، معتبرا أنهم "أسوأ القتلة" وأخرجوا من كل "سجون العالم" و"المصحات النفسية". ووعد بترحيلهم، مؤكدا في المقابل أنه في حال فوز منافسته، ستتحول البلاد إلى "مخيم لاجئين قذر وخطير". كما هاجم مجددا كامالا هاريس "غير الكفؤة"، مشددا على أن "5 نوفمبر هو أهم يوم في التاريخ الأمريكي".

يأتي هذا في الوقت الذي نظمت تظاهرات نسائية في عدة مدن أمريكية، في حين كان الدفاع عن حق الإجهاض في صلب الحملة، ويعتمد الديموقراطيون على أصوات النساء. وعلى قناة فوكس نيوز، هاجم الرئيس السابق ترامب إعلانا انتخابيا يظهر نساء يصوتن لصالح كامالا هاريس بدون إخبار أزواجهن على ما يبدو. خاصة وأن هناك مخاوف في المعسكر الجمهوري من أن تلعب أصوات النساء دورا مؤثرا في ترجيح كفة هاريس على ترامب، لتكون أول رئيسة للولايات المتحدة.

تأثير الانتخابات على الحرب الروسية الأوكرانية وإسرائيل

أما على السياق الدولي، يعلن ترامب دائما دعمه المطلق لإسرائيل. كما يبدي إعجابه بالرئيس الروسي بوتين. وفي هذا السياق، يترقب الأوكرانيون بقلق الانتخابات الرئاسية الأمريكية، إذ يخشى البعض أن يؤدي فوز الجمهوري، دونالد ترامب، إلى وقف المساعدات الحيوية التي تقدمها واشنطن لكييف لمواجهة القوات الروسية. في الوقت الذي يتكبد الجيش الأوكراني الذي يفتقر إلى الرجال والذخيرة، خسائر ميدانية في وقت تشير تقارير إلى أن روسيا على وشك تلقي تعزيزات مع وصول قوات كورية شمالية. ويظهر الغرب ترددا فيما يتعلق بتقديم المساعدة لأوكرانيا، ويمنعها خصوصا من استخدام صواريخه لاستهداف الأراضي الروسية. ولم يبد دونالد ترامب أي إشارة إلى رغبته في منح كييف الوسائل اللازمة لهزيمة روسيا. لذلك فإن "انتصار ترامب سيطرح أخطارا جدية. سيكون الوضع مقلقا"، وفق ما قال سفير أوكرانيا السابق لدى الولايات المتحدة أوليج تشمتشور لوكالة "فرانس برس".

وقدمت واشنطن والدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، مساعدات عسكرية ومالية حيوية لأوكرانيا بقيمة عشرات مليارات الدولارات منذ بداية الحرب عام 2022، ما سمح لكييف بمواصلة القتال ضد "عدو" أكثر عديدا وتسلّحا. لكن منذ أشهر، تزايدت المماطلة في أوروبا كما في الولايات المتحدة. وبالتالي، فإن خوف أوكرانيا الأكبر هو أن يتخلى المرشح الجمهوري عنها، خصوصا أنه انتقد المساعدة الأمريكية لكييف وصرح بأنه قادر على إنهاء الحرب "في 24 ساعة". وقال تشمتشور إن ترامب وفريقه "لا يؤمنون بأن أوكرانيا ستنتصر" ويريدون "إنهاء الحرب بأي ثمن" حتى يتمكنوا من التركيز على مواجهة الصين. في الوقت الذي لا تدعم فيه هاريس كلية إسرائيل مثل ترامب، وتهتم بضرورة انتصار أوكرانيا على روسيا، عكس ترامب.

الاستعداد لأي سيناريو غامض وحرق صناديق انتخابية

في هذا الإطار، أعلن حاكم ولاية واشنطن، جاي إنسلي، عن تجهيز عدد من أفراد الحرس الوطني ليكونوا على أهبة الاستعداد للتدخل، وذلك بعد ورود معلومات تشير إلى احتمالية وقوع أعمال عنف مرتبطة بانتخابات 2024. وتعد ولاية واشنطن واحدة من ولايتين شهدتا حوادث اعتداء على صناديق الاقتراع، حيث أُضرمت النيران في أحد صناديق الاقتراع في مدينة فانكوفر الأسبوع الماضي، مما أدى إلى تلف وتدمير مئات من بطاقات الاقتراع، وفقا لما صرح به إنسلي. وأوضح الحاكم إنسلي في بيان نشر على موقعه الإلكتروني أن هذه الخطوة جاءت "استنادا إلى معلومات ومخاوف بشأن إمكانية وقوع أحداث عنف أو أنشطة غير قانونية أخرى مرتبطة بالانتخابات العامة لعام 2024"، مؤكدا على أهمية الاستعداد الكامل لأي سيناريوهات محتملة لضمان أمن وسلامة العملية الانتخابية.

وأشارت استطلاعات الرأي إلى تقدم المرشحة الديمقراطية، كامالا هاريس، على منافسها الجمهوري دونالد ترامب في ولاية واشنطن. كما أفادت التقارير أن أكثر من مليوني ناخب قد أدلوا بأصواتهم بالفعل في التصويت المبكر، وفقا لمختبر الانتخابات بجامعة فلوريدا. ويذكر أن السلطات المحلية والفيدرالية تقوم بتحقيقات موسعة حول حوادث إضرام النيران في صناديق الاقتراع، حيث تم العثور على أجهزة حارقة داخل الصناديق المتضررة.