الفنان اسماعيل البلبيسى صاحب اغنية الغربه يعود للغناء بعد غياب ٢٠ سنه إلغاء الفلسفة وعودة الكتاتيب شكرا ... لمن ماتوا عن العالم ... ليمنحونا الحياة (1) السيد المسيح … صديقي الذي أحببته كما أحبه التلاميذ‎ قصة ”غير المولود أعمى”! لسنا عربا... ولسنا قبائل عُمر خورشيد.. ملِك الجيتار الخالِد هل سيتخلى ”اليهود” عن دعمهم التاريخي للحزب الديمقراطي‎؟! سمع هُس!! بين منهج الروحانية المسيحية وبين الصوم في المسيحية سياحة في فكر طبيب العطايا ... وأسئلة محيرة

دردشة…بالعربي الفصيح:

قصة ”غير المولود أعمى”!

هلم نتخيل سوياً لو كان انجيل يوحنا الإصحاح التاسع يُقرأ كالتالي:

" وَفِيمَا هُوَ مُجْتَازٌ بَكى، فَسَأَلَهُ تَلاَمِيذُهُ قَائِلِينَ: يا مُعلم، لماذا تبكي؟ فأجاب يَسوعُ: كان ينبغي ان يكون جالساً هنا انسانٌ مولود أعمى منذ ولادته! وكنتم ستسألونني: يَا مُعَلِّمُ، مَنْ أَخْطَأَ: هذَا أَمْ أَبَوَاهُ حَتَّى وُلِدَ أَعْمَى؟ وكنتٌ سأجيبكم: لاَ هذَا أَخْطَأَ وَلاَ أَبَوَاهُ، لكِنْ لِتَظْهَرَ أَعْمَالُ اللهِ فِيهِ! فتعجب تلاميذه وقالوا: وأين هو هذا الإنسان؟ أَجَابَ يَسُوعُ: لم يولد! فتساءلوا فيما بينهم: كيف هذا؟! فعلم يسوع أفكارهم فقال: لأنه فيما كانت أمه حبلى به في شهورها الأولى، أُنبأ لها في حلم أن ابنها سيولد أعمى، فقررت هي وزوجها إسقاطه حتى لا يتحملان مشقته؛ أقول لكم: لو أن هذا الإنسان قد ولد أعمى نتيجة خطأ أبويه، لكان عذابهما في اليوم الأخير أكثر احتمالاً من عذابهما بسبب قتل نفس حية أراد بها الله خلاصاً لها ولكثيرين! الحق الحق اقول لكم: إن نفس هذا الإنسان قد خلصت بالفعل دون أن يولد. فسألوه: إن كان قد خلص، فلماذا كنت تبكي؟ فأجابهم يسوع: كنت أبكي لأنه كان يمكن لثلاثتهم أن يخلصوا عوضاً عن واحد فقط! أبكي على قساوة قلوبكم التي زاغت وفسدت وأعوزها مجد الله؛ صرتم كالآلهة دون الله، تستبيحون أخذ النفس تحت اسم الرحمة والعدل، وأنتم ابعد ما تكونوا عن الرحمة والعدل فيما بينكم! تحاولون جاهدين عرقلة خطة خلاصكم وإبطال إظهار مجد الله فيكم! أبكي على الأنفس الأخرى التي كانت ستبشر بالإنجيل بواسطة هذا الإنسان الأعمى الذي لم يولد بسبب ضعف إيمانكم! أبكي على عدم معرفتكم بأن حياة كل إنسان هي ملك لله وحده، حتى وان كانت لا تزال تتكون في رحم أمه! وقد تكون هذه الحياة سبب لحياة كثيرين آخرين! "

قد قصدت تحوير أحداث قصة المولود أعمى الجميلة، حتى يصل إلى أذهاننا ما قد يسببه الإجهاض من تدخل في عمل النعمة الإلهية! وهؤلاء منكم، من أعجبوا بالنص أعلاه، قد استنبطوا منه ببساطة ما أنا أرنو إليه من فكرة؛ وبسبب معرفتهم القوية بجلال القصة الأصلية ومعايشتهم الصادقة لأحداث القصة الجديدة قد وصل إليهم الهدف الحميد بلا رتوش ولا تكلف!

لكن قد يحنق بعض آخر لأن الإجهاض أصبح حرية شخصية! نعم هو بالفعل حرية شخصية لمن هم أبناء العالم، أما من جهة أبناء الله، فيجب أن يميزوا جيداً ما هو إيمان الكنيسة، ومدى قدسية النفس البشرية عند الله، وما هو سر القصد الإلهي بالإثمار وبالعلاقة الزوجية منذ بدء الخليقة (قبل السقوط) المبنية على المحبة المثمرة غير المائتة! فمتى تكون الزيجوت، وهو الخلية الأولية لتكون الجنين، نعلم أن يد الله قد امتدّت لتخلق تلك النفس الحية حتى وإن كان القلب لم ينبض بعد؛ مع الأسف لا يقدّر عظمة هذه الخطوة الإلهية إلا من لم يُنعم عليهم بنعمة الإنجاب!

هناك أيضاً من يظن أن الإجهاض مستباح فقط في حالات الإعاقة كما في قصة المولود أعمى؛ والغريب أن بعض رجال الدين يروجون لذلك أيضا! وكأن الله قد أنزل لهم ميثاقاً الهياً يجيز الإجهاض في تلك المواقف! أليس في قدرة الله أن يمنع ولادة ذوي الاحتياجات الخاصة؟ وهو قادر أيضا ألا يسمح بأي تشوه أو إعاقة أن تمس المولودين؟! لكنه يسمح بذلك! فلماذا نعطي لأنفسنا الحق بالقيام بعمل لم يقم الله به؟ من الذي أقامنا قضاة ضد إرادة الله؟!

قد تعتقد أني اقول هذا لأني لا أدرك تحديات تربية ذوي الاحتياجات الخاصة! بل أنا أدرك تماماً حيثيات الموقف، لكني أؤمن ايضاً أن الله يمتحنا حسب قدراتنا، وهو لن يسمح لنا بخوض تجربة أكبر من احتمالنا؛ لذا إن قدر لنا أن نواجه تجربة كهذه، فيجب أن نعلم أنه قد وكّلنا أمناءً على هذه الوزنة! وليس بالضرورة أن ينتهي سماح الله بهذه التجارب بعملٍ إعجازيٍ كما في قصة المولود أعمى؛ فالله لم يشف "نِك فيوتيتش" - على سبيل المثال- لكنه استخدمه لخدمة كلمته؛ ونحن لا نعلم مدى الحكمة والتعزية اللتين قد وهبهما الله إلى والديه في رعايته!

فربما أيضاً يسمح الله بذلك كفرصة لكلا الوالدين لنوال نعمة الحفاظ على تلك النفس المسكينة؛ هذا في حد ذاته خدمة عظيمة موكلة من الله إليهم؛ كما أن وجود فرد محتاج في المنزل يعلم المحبة والعطف والصبر…الخ! وإن سألت أرباب العائلات الذين يعولون أولئك الأفراد المُباركين، رغم مشقتهم وعنائهم، ما إذا كانوا يحبون أطفالهم ذوي الاحتياجات الخاصة، سيشعرون بالإهانة الشديدة! فما عسى أن يكون هذا السؤال؟! لكن هل كانوا يتمنون أن يولد طفلهم دون احتياجات خاصة؟! بالطبع نعم، لكن من رابع المستحيلات ان يتمنوا له الموت ولو للحظة! فلا يجب أن نقف في طريق اختيارات الله لأننا لا نملك حق التدخل، بل نقبل بما سمح به الله واثقين انه قد اختارنا من أجل هذا العمل الجليل!

وقد لا يرى البعض من كل تقدم أعلاه غير فقط تجاسري الجريء على تحريف النص الكتابي المقدس! وهنا يجب علينا أن نمّيز غاية التغيير! أهي من أجل نسخ النص الأصلي تماماً، أم لتأكيد معنى كتابي آخر وهو تقديس حياة الأخر والتسليم بإرادة الله كما هي؟! فأنا لم استبدل النص الحقيقي ودرت اكرز بالنص الجديد! حاشا! لكن الهدف هو أن نفكر سوياً في مغزى القصة في ظل الحرية التي وهبها لنا المسيح! فلن يحاسبنا الله على تغيير النص بشكل مؤقت بهدف البنيان والدراسة، لكنه سيحاسبنا بكل تأكيد من اجل تغيير إرادته وخلقته في سبيل تعزيز إرادتنا نحن!