A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

ابرام مقار يكتب: أغلي كيس ”بلح” في العالم

"أغلي كيس بلح في العالم" ... عبارة قالها النجم "عادل أمام"، للفنانة "يسرا" في فيلمهما الشهير، "كراكون في الشارع" - والذي تم إنتاجه في منتصف الثمانينات من القرن الماضي - عبارة كانت تعقيباً علي ما فعله بهم الشيخ السلفي "الحاج نادي"، والذي أخذ منهم مبلغ 2500 جنيه كمقدم شقة، وأعطاهم "كيس بلح" هدية ، بينما أتضح أنه مجرد نصاب وأن الشقة يملكها أكثر من شخص، أي ما حصل عليه أبطال الفيلم مقابل مبلغ تحويشة العمر هو فقط "كيس البلح". العبارة تعود للظهور مرة أخري بعد ثلاثة عقود ، ولكن تتحول من مجرد فيلم إلي حقيقة ، ومن مجرد مشهد "كوميدي" من أنتاج شركة "نيو أرت فيلم" ، إلي مشهد "تراجيدي" قاسي من أنتاج "الدولة". حين وقف ثلاث شبان مسيحيين يوزعون البلح علي إخوانهم المسلمين وقت الأفطار ، فيتم القبض عليهم ويتحول الأمر إلي قضية، فقد تم إتهامهم بإزدراء الأديان بالاضافة إلي إتهامهم بإتباع أسلوب تبشيري حديث لإستقطاب المسلمين، بحسب الأوراق الرسمية للنيابة، وكفالة عشرة الأف جنية لكل منهم. أي ان كيس البلح تسبب في قضية ، وثلاثين الف جنية. ولكن ليست هذه التكلفة فقط التي جعلت هذا الكيس يصبح "أغلي كيس بلح في العالم" - علي طريقة عادل أمام - ولكن الثمن أكبر من هذا بكثير "كيس البلح" ... عمل عليه جهاز "الأمن الوطني" لساعات طوال، في وقت تصل فيه أطنان من المتفجرات إلي أمتار من منزل النائب العام القنصلية الإيطالية ودار القضاء العالي وغيرهم ، وكأن ساعات في تتبع "كيس البلح" أفضل من تتبع الإرهاب والإرهابيين "كيس بلح "، جعل السلك القضائي بالدولة وبجانب قضايا الإرهاب والميراث والقتل والإغتصاب والميراث المنوط بها، يتورط في أعمال تحقيقات وتحريات وإستجوبات وأدلة لشباب محب لأخيه في الوطن "كيس بلح" غالي الكلفة جداً، بعد أن أغلق الباب أمام أي محاولة في المستقبل للتواصل بين الأقباط والمسلمين في مظاهر محبة عفوية شعبية بسيطة وعميقة ، كان ينباهي بها المصريون بأنها تحدث في مصر فقط التكلفة كبيرة .. بعد أن أثار هذا التصرف القلق علي وجود أختراق لمؤسسات الدولة من قبل الإخوان ، أو القلق علي حجم العلاقة بين تلك المؤسسات والجماعة الإرهابية. خاصة وأن هذه القضية حدثت بعد أيام من حديث صفحات إخوانية - علي مواقع التواصل الإجتماعي - علي تصوير هذا الأمر علي أنه تبشير مسيحي بين المسلمين، بل وكتبت صفحة "الأزهر اليوم" الإخوانية تقول: "بينما يتم القبض علي من يوزع ورق (صليت علي النبي اليوم) ، يتم السماح للأقباط بتوزيع عبارات في أكياس البلح لتبشير المسلمين" التكلفة كبيرة .. بعد أن وجدنا صحف كانت تصف الأقباط بعد ثورة الثلاثين من يونيو كشركاء الوطن والمخلصين له ، عادت كما كانت سابقاً ، وتتغير في ساعات، وتصف هؤلاء الشباب بأنهم إستغلوا رمضان للتبشير بالمسيحية التكلفة كبيرة ... فكيف تُقنع أبنائنا من الجيل الثاني والثالث في الخارج ، والذين يعيشون في مجتمعات للجميع فيها حق مطلق في الأعتقاد والتبشير وأقامة الشعائر وبناء دور العبادة حتي لو كان اتباع هذا الفكر شخص واحد، بينما وطنهم الأم صاحب الحضارة يحدث به ما حدث التكلفة كبيرة علي الإستثمار في هذا البلد ... فبعد هذا الأمر الخطير ، كيف تعيش وتستثمر في ظل قوانين فضفاضة باهتة تشكك في النوايا ، من خلالها يمكن لأي تصرف سليم - ربما تراه مثالياً - يمكن أن يقودك إلي السجن لسنوات التكلفة كبيرة .. فبعد هذا الحادث فقد الكثيرين الإيمان بالحاضر ، والحلم بمستقبل أفضل ، وأن "مصر الجديدة"، لن تحدث ولن تكون سوي حي بالقاهرة ، ففي بلادنا للأسف كل يوم كسابقيه ولم يتغير شئ