6 قضايا على مائدة قمة العشرين 2024 محمد صلاح عايش بكتالوجه عودة شركة النصر للسيارات المصرية للعمل من جديد ”أوروبا” إلى الجحيم‎ بالحق تقول معنى حُريَّة المرأة أسطورة الملك الإله‎ أنا طفل وعمري خمسة وثمانون عاماً! (2) قدّم سيرتك الذاتية لتأكلها.. أغلى وجبة في البلاد تثير ضجة منع استخدام كلمة التنمر في المدارس استثمار 100 مليار دولار في مجال الذكاء الاصطناعي تطوير أول حارس إنقاذ بالذكاء الاصطناعي في الأنهار

دولا أندراوس تكتب: فن وذوق وأخلاق؟

قل لي كيف تقود سيارتك أقول لك من أنت. السواقة فن لا يقتصر فقط على المهارة والخبرة ولكنه يدل أيضاً علي ملامح الشخصية ويعكس بعض الصفات التي تتسم بها شخصيات الناس. فسلوك المرء أثناء القيادة هو مرآة لشخصيته تظهر من خلالها طريقة تفاعله مع المجتمع والناس من حوله. فإذا سمحت لك الظروف ذات يوم بتأمل أنماط القيادة المختلفة ستستطيع عندئذ وبكل بساطة أن تتعرف علي بعض السمات الأساسية التي تميز شخصية صاحبها وأن تحدد بعض أمزجته وميوله. هناك مثلاً الشخصية الاستعراضية.. يسعى صاحبها للفت الانظار وإبهار الناس بفخامة وامكانيات سيارته بالإضافة طبعاً إلى امكانياته هو شخصياً ومهاراته غير المسبوقة في السواقة فتجده يتخطي حدود السرعة المسموح بها ويكسر الإشارات ويعرج بين الحارات بطريقة درامية ملفتة للأنظار وكأنه يصور فيلماً سينمائياً. وهناك المتذمر المتشكي الذي يتأفف إذا اضطر للتوقف في إشارة مرور أو لانتظار أحد المشاة حتى يعبر الشارع.. كما إنه ينزعج جداً لكثرة المطبات التي تملأ الشوارع ويلعن الحكومة التي تنهب الضرائب من الناس ذات اليمنى وذات اليسرى ثم لا تهتم بتعبيد الشوارع أو رصفها ..فإن حدث وطرق شارعاً تحت التصليح يعود فيلعن الحكومة بسبب كثرة التصليحات التي تسد الشوارع وتعطل الناس عن اشغالها. وهناك المبَرّر في عيني نفسه الذي لا يخطئ أبداً. فهو خبير في كل الطرق، وعلاّمة في قواعد المرور، وقدوة في الحرص والإلتزام.. ولكن الأخطاء تحدث لأن غيره من السائقين جهلة واغبياء يفتقدون للمهارة والذكاء. وهناك المتمركز حول نفسه الذي لا يولي الأخرين أي اعتبار.. لا يعبأ بموقعه في الشارع ولا يعنى بوضعه بالنسبة للسيارات الاخرى لكن يتصرف حسبما يترائي له والسلام . يقف بطريقة فجائية ويقوم بتغيير الحارات بدون سابق إنذار في حين يتعجب أشد العجب ممن يطلقون له آلات التنبيه بدون داع. وهناك البارد الذي يسير جنباً إلى جنب بجوار حافلة شديدة البطء بحيث لا يتبعها ولا يتقدمها فيمنع الآخرين من المرور. وهناك الرخم الذي لا يرحم ولا يدع رحمة ربنا تحل فهو يقود ببطء وبراحته طول الوقت تاركاً مسافة واسعة بينه وبين السيارة التي أمامه وما أن يلمحك تهم بتغيير الحارات محاولاً الولوج فيها حتي يزيد من سرعته لكي لا يدع لك فرصة للدخول. وهناك المتردد الذي يسير فترة على الخط الفاصل بين حارتين لأنه لا يستطيع أن يقرر إن كان من الأصوب أن يعبر إلى الحارة المجاورة أم أن يظلفي حارته. وهناك الخدوم الذي يفسح لسرب كامل من السيارات للمرور أمامه بينما أنت وراءه تتميز غيظاً. النماذج عديدة ومتنوعة وتوجد بكثرة في التعاملات اليومية ولكنها تتجلى بوضوح على الطريق ذلك لأن الناس تكون عادةً على طبيعتها وتتصرف بتلقائية في تعاملها مع الغرباء حين يقتصر اللقاء على لحظات يذهب بعدها كلٌ إلى حال سبيله. فإذا أردت ان تعرف شيئاً عن نفسك وعن بعض مواطن القوة والضعف في شخصيتك راقب نفسك وردود أفعالك أثناء القيادة فهذا هو أفضل محك للإختبار.