A Society Living in Fear is a Dying Society أسئلة وأجوبة عن ما يحدث في سوريا؟ ما شفناش م الجولاني حاجة وحشة! إسرائيل وتركيا: إعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد ... القديم؟ الخوف والحياة احذروا الجولاني الــــ”كيوت”... التاريخ يعيد نفسه! ثقيلة هي ثياب الحملان! ... حلقة ١: مكالمة هاتفية!! نحنُ.. والفِكرُ الجمعي الأفقي وبدأت عملية ”السوط الجارف”‎ روح الروح!! كاتدرائية نوتردام تستعيد بريقها بعد 5 سنوات من الحريق للمرة الأولى.. بابا الفاتيكان يقود سيارة كهربائية بلا انبعاثات

دولا أندراوس تكتب: التجارة مع الله

التجارة شطارة والحياة خذ وهات. لا يوجد شئ بدون مقابل ويجب أن تحسب العائد قبل أن تمد يدك في جيبك لتدفع حساب أي شئ. ونحن نعطي لأننا نعلم أننا لن نأخذ بدون أن نعطي أولاً. ونعلم أيضاً أن الغالي ثمنه فيه واننا لكي نحصل علي شئ ذي قيمة ينبغي لنا أن ندفع ثمناً باهظاً في المقابل والعكس صحيح. ويمكن تطبيق نفس هذه الفكرة علي السلوكيات أيضاً. فلكل سلوك عاقبة أو نتيجة طبيعية منطقية مترتبة عليه وقد علمتنا الحياة أننا نحصد ثمار أفعالنا. فللسلوك المعوج عاقبته الوخيمة المخشاة في حين أن للسلوك القويم عاقبة حميدة مرجوة.. ولذلك فأنت تتوقع المكافأة حين تسلك بانضباط والتزام في حين تتوقع العقاب إذا ما أخطأت وحدت عن الطريق القويم. قد يكون هذا مبدأً طبيعياً نضمن عن طريقه تحقيق العدالة علي الأرض، ولكن من المؤسف أن يمتد هذا المفهوم إلي علاقتنا بالله. لقد أصبحنا نتعامل مع الله علي أنه بائع للسلع والبركات، نقايضه عليها بمنحه أعمالنا الحسنة.. فنعطيه سلوكا قويماً سليماً ونتوقع منه في المقابل الخير والمكافأة. في كتابه البخلاء يحكي الجاحظ قصة تجسد هذا المعني عن أحد محبي المال المشتغلين بجمعه والذي صادف رجلا من رجال الدين يعظ الناس ويحثهم علي التصدق للفقراء من أموالهم قائلا إن الحسنة بعشرة أمثالها فذهب للحال وتصدق بكل ماله مؤملا أن يحصل علي عشرة أمثال ثروته ثم أخذ يسب ويلعن لما وجد نفسه فقيرا معدما. ونحن إذ نسخرمن هذا الرجل لغباء فعلته لايسعنا إلا أن نعترف بأننا كثيرا ما نفعل الشئ ذاته بطريقة أو بأخرى ودائماً ننتظر التعويض الفوري ونحصر توقعاتنا في الماديات والمحسوسات. ليس هذا فحسب بل أننا أصبحنا نظن أن من حقنا أن نملي شروطنا على الله – مادمنا سندفع- فهذا أحد بنود الصفقة.. نعطيك كذا وكذا نظيرأن تهبنا كذا وكذا. سمعت عن رجل أعمال وافر الثراء إختلف مع شريكه وطال بينهما الخلاف واحتدم لدرجة أن الشريك قام بارتكاب بعض الأعمال المخالفة للقانون كي يحتال علي هذا الرجل ويستولي علي نصيبه في إحدى الصفقات التي قاما بها معاً.. فما كان من ذلك الرجل إلا أن قام بزيارات عديدة للأضرحة وبيوت الأولياء رافعاً الدعوات والصلوات والتضرعات وناذرا ً النذور طالبا من الله أن يهلك شريكه و يأخذ روحه. وكان يعجب ويظهر استياءه من أن الله لم يستجب له رغم كثرة دعواته ورغم كل ما أنفقه علي بيوت الله وما تصدق به على الفقراء. لقد اصبحنا نحد الله في تصوراتنا ونتوقع منه أن يسيّر الأمور حسبما يتوافق مع أهوائنا وأمزجتنا ثم نقنط لما نجد الأشياء لاتسير وفقأ لارادتنا ونشعر بأنه قد تخلي عنا. ولقد بلغ الأمر بالبعض حد السعي إلى التربح من الروحانيات والمتاجرة بالاديان غافلين عن أن أهم عناصر العلاقة مع الله هو الحب الخالص المجرد من النفعية وأن قلائل فقط هم الذين يدركونه.