The Illusion of Multicultural Harmony الفيلم الهندي ”حياة الماعز” يثير جدلا بسبب نظام الكفيل في السعودية اكتشاف ثاني أكبر ألماسة في العالم خفايا السموم في الكتب القديمة.. تحذير لعشاق الأنتيكا جسم سماوي يهدد الأرض بانفجار هائل.. ”ناسا” تكشف التفاصيل أخطاء في جواز السفر قد توقف رحلتك.. احذرها! متى يعتبر وزن الحقيبة المدرسية زائداً؟ كيفية تحضير الجيلي بالبسكويت نصائح ذهبية لشراء العطر المناسب 5 نصائح لتواصل أفضل بين الزوجين.. من أجل سعادة زوجية حقيقية رونالدو يتحدث عن: موعد اعتزاله.. ووجهته بعد نهاية مسيرته الكروية بعد واقعة نجم الزمالك الأسبق.. حالات «بلع اللسان» بين النجاة والوفاة

عبد المسيح يوسف يكتب: كندا والهجرة والكنديون الجدد

أدهش رئيس الوزراء الكندي الشاب جوستان ترودو الكثيرين، عندما سار عكس الاتجاه، وصرح بأن اللاجئين هم مستقبل الاقتصاد الكندي. ويأتي هذا في الوقت، الذي توجه إليه انتقادات من أنه ربما يكون بين هؤلاء اللاجئين عناصر إرهابية تدين بفكر داعش من ناحية، كما أنه أثر بالسلب علي برامج الهجرة، والأعداد المخصصة للمهاجرين المؤهلين، لدعم الاقتصاد الكندي. يري فريق ترودو أن اللاجئين الذين يتم انتقاءهم، يقدمون وفق معايير محددة، تراعي الأمن الداخلي لكندا، فضلا على أنهم عائلات شابة لديها أطفال، وهم ما يحقق كذلك أهداف الهجرة، علاوة علي أن الكثيرين منهم من ذووي المؤهلات العلمية والعملية، وبالتالي فالانتقادات الموجهة لاستقدام اللاجئين ليست في محلها. ويضيف فريق ترودو، أن الظروف القاسية، التي عاش فيها هؤلاء اللاجئين ستجعلهم يبذلوا أقصي طاقاتهم للاندماج في المجتمع والاقتصاد الكندي المستقرين، مقارنة بحالات شاذة أخرى من المهاجرين تستحل الحياة علي المعونات الاجتماعية، ولا تبذل أى جهد للمساهمة في الناتج المحلي الكندي والاندماج في المجتمع. وهنا يشدد ترودو في ترحيبه باللاجئين علي وصفه لهم بالكنديين الجدد، الذين سيشكلون مستقبل اقتصاد البلاد. ولهذا وفرت كندا لهؤلاء اللاجئين قروضا للهجرة لتساعدهم في انجاز كل الأوراق اللازمة، حتى حجز تذاكر السفر للقدوم إلى كندا، والإقامة في فنادق، حتى استقرار أوضاعهم، ويستطيع اللاجئ تقسيط هذا القرض شهريا على مدار سنوات، حتى يسدده كاملا، وهو ما سيحفزه للبحث عن عمل والإندماج في الاقتصاد. بالفعل استقدام اللاجئين السوريين أثر بالسلب بصورة عملية علي برامج الهجرة، والتي سوقت وسائل الإعلام بأن نظامها تغير، وأن اللغة الفرنسية، خاصة لإقليم الكيبيك الفرانكفوني لم تعد شرطا للتقديم، لكنهم تحايلوا ونسوا أن يذكروا في الإعلام أن درجات اللغة والبالغة 22 درجة، موزعة 6 منها للإنجليزية، و16 درجة للفرنسية لا تزال معيارا أساسيا لدراسة قبول أو رفض ملف الهجرة. علما بأن عنصر اللغة هو العنصر الأكبر الذي يساعد المهاجر في الهجرة على أكثر من 40% من الدرجات للقبول المبدئي لملف المهجرة، والمطلوب فيه لنجاح الأسرة الحصول علي 57%. ويبقي هذا الأمر سوقا مفتوحا للمحامين والمحتالين والنصابين علي الراغبين والحالمين بالقدوم والهجرة إلى كندا. بالفعل الحكومة الكندية تقدم تسهيلات ودعم للمهاجرين الجدد أكثر من المواطنين الأصليين لمساعدتهم على الاندماج في المجتمع الكندي. ومن يبذل الجهد في هذا المجتمع، مع الوقت يجني ثماره الإيجابية، ومن يقرر "الطرمخة" -بالمعني المصري- سيسمع عن حالات تعاني من أمراض نفسية وإكتئاب وعدم استقرار أسري، وصورة سلبية أمام الأبناء، وأمراض جمة. الموضوع حساس للغاية، لكنه يحتاج لدراسة، فكندا ليس أرض الأحلام كما يعتقد البعض، لكنها أرض العمل والاجتهاد، فمن يجتهد يحصد ثمار جهده علي المدى المتوسط والطويل. فإذا نجحت في الحصول علي عمل هنا، بالفعل أنت تأخذ راتبك بالساعة، ولكن في هذه الساعة فأنت تعمل الستيين دقيقة. وكلما زادت كفاءتك، زاد احترام واهتمام صاحب العمل بك. وهذا هو الفارق بين يوم عمل في مصر ويوم عمل في كندا. في كندا أنت إنتاجيتك حقيقية علي مدار الثمانية ساعات. لكن في مصر، ما بين الانتقال بين المكاتب، وقراءة الصحف، والحديث عن سير الآخرين، والإنشغال بالسياسة وكرة القدم والعلاقات بين المسيحيين والمسلمين، وغيرها من الموضوعات المضيعة للوقت. ومن ثم فمصر ليست النار وكندا ليست الجنة، فكل واحد اجتهاده، وموقعه في المكانين. فمن حقق نجاحا في مصر، ليس بالضرورة أن يكون كذلك هنا. لأن التخصصات العلمية ومجالات العمل وأوزانها النسبية مختلفة تماما بين مصر وكندا. كما أنك قد تقوم بعمل هنا وتجد نفسك غير ناجح فيه، لكن مع الوقت وتغيير مجال العمل، قد تحقق فيه تفوقا كبيرا، ربما لا تصدقه أنت نفسها، لأن هذا يتوقف علي ثقافة العمل في المكان الذي تعمل فيه. والغريب في سيكولوجية المهاجر أنه لا يسعي للوصول إلى الصورة الحقيقية للمجتمع والاقتصادي الكندي، إذ يطربه الحديث والتفخيم في مجتمع الأحلام، فهو لا يحب أن يسمع أنه سيعمل أكثر مما كان يعمل في مجتمعه الأصلي، وسيضحي ويبذل جهد أكبر مما يتوقع. معتبرا أن هذه نظرة تشاؤمية، فهو يستفسر ويسأل عن برامج المعونة الاجتماعية والدعم، قبل أن يسأل كيفية معادلة شهادته أو أفضل الآليات للبحث عن فرصة عمل مؤقتة لاكتساب خبرة العمل في الشركات الكندية. ثم عندما يصل لكندا، يكتشف أن الوصول إلى أرض المطار، لم يعد هدفا في حد ذاته، بل خطوة في طرق يحتاج العمل والتخطيط. فالهجرة، يجب أن تكون مشروعك أنت وعائلتك، وليس مجرد كما قال أحد المهاجرين من 35 عاما لي، وأعجبتني مقولته: "ناس ترى طابورا متصورة أنه يوزع منتجات قيمى، فوقفت هي الأخرى في هذا الطابور دون أن تعلم شروط وتحديات الوقوف في هذا الطابو، في ظل مكاتب المحامين والباحثين عن الكسب السريع، عبر التلاعب في أوراق، وبمجرد وصولهم لما كانوا يعتقدون أنها أرض الأحلام، يكتشفون التحديات، وتكون حياتهم بين 4 جدران الشقق، ويصاب البعض منهم بأمراض الإكتئاب. ولا يستطيعون العودة لمجتمعات الأولى مخافة اتهامهم بالفشل. وفأنت هنا لا تنافس واحد آخر فقط. بل تتنافس مع أكثر 100 شخص آخر، في نفس كفاءتك أو ربما أفضل منك، ولذا يجب أن تطور دائما امكانيات". وبالفعل وجدت في كلماته خلاصة التعامل مع المجتمع الكندي استمرار تطوير الامكانيات لمواجهة المنافسة. وهذا المهاجر أراه كنديا أكثر منه مهاجرا، ويحب كندا أكثر من مجتمعه الأول. وعندما سألت عن السبب، قال لأن كندا تعطي من يجتهد فيها ويعطيها بعمله وجهده، ولكن هذا لا ينفي هامش من المحسوبية والعلاقات. حاليا كندا تواجه تحديات اقتصادية، والهدف من موجهات الهجرة المنظمة هنا، سواء لبرامج اللاجئين أو العمالة المؤهلة، هو دعم الاقتصاد الكندي. وعلي الرغم من أن البنك المركزي الكندي أبقي على سعر صرف الدولار الكندي أمام الدولار الأميركي علي ما هو عليه، إلا أن الطبقة الوسطي تشكو من ارتفاع أسعار المواد الغذائية، دون أن يقابله ارتفاع مناظر للأجر عن كل ساعة عمل، وهي نفس المشكلة الأزلية في مصر زيادة الأسعار وثبات المرتبات. كما أن البنك المركزي الكندي أعلن عن تخفيض توقعات بشأن النمو الاقتصاد لهذا العام 2016، من 2% لتصبح 1.2%، . وينتقد بعض المحللين تثبيت سعر الفائدة، إذ يطالبون بخفضها بمقدار 25 نقطة، على أساس وصوله إلى مستوى 0.25% بسبب الانخفاض الحاد في أسعار النفط، الذي تتضرر منه كندا، باعتبارها من الدول المنتجة للنفط، خاصة في إقليم البرتا. وأدى كل هذا إلى ارتفاع معدل التضخم، ولكنه كما يعلن البنك المركزي الكندي يبقي في الحدود المقبولة. وفي ظل كل هذه التحديات الاقتصادية، نجد أن كل من الكنديين والكنديين الجدد في حالة تنافس لدعم النمو الاقتصادي والاستقرار المجتمعي.