نسرين عيسي تكتب: لعنة صورة فى دموع طفل
بقلم: نسرين عيسي
الكثير منا يعرف لوحة الطفل الباكى ، وقليلون لا يعرفون أسمها ولكن يعرفون اللوحة نفسها جيداً، وتجد البعض تربطهم علاقة تعاطف بشخصيه الطفل الباكى فى اللوحة وما تحمله ملامحه من براءة مطلقة ومنهم ما يضعها فى بيته لما تحمله من مضمون إنسانى عميق وآخرون ربما تذكرهم بذكريات غير سعيدة مرت بهم .
هذا الوجه الصغير الذى تملئ الدموع عينيه يجعل قلبك يرق وتود لو كان بأمكانك أن تمد يدك لتمسح دموعه و تضمه إلى صدرك و قد يخطر على ذهنك سؤال ما سر بكاء هذا الطفل ؟! ولماذا رسمه الفنان يبكى ؟!
تعتبر هذه اللوحه من أشهر أعمال الفنان الايطالي "جيوفاني براغولين" المشهور فنيا بـ”برونو أماديو”، ولكن ما القصه التى وراء هذه اللوحه ؟
في أحد الأيام سمع “أماديو” صوت بكاء متقطع أسفل مرسمه، فقام ليلقى نظره فوجد، طفل يلبس ملابس قديمه يقف بمفرده يبكى .نادى الرسام على الطفل وسأله عن سبب بكاءه فنظر اليه بصمت وواصل بكاءه ، أشفق الفنان على الطفل وأخذه مرسمه وأطعمه ثم رسم له بورتريه ، وقد زاره الطفل بعد ذلك مراراً ورسم له “بورتريهات” عديدة. وطوال تلك الزيارات لم يتوقف الطفل عن البكاء كما لم يتفوه بكلمة.
ولم يمض وقت قصير حتى زار بيت الرسام كاهن و رأى الصورة التي رسمها الفنان للطفل وأخبره أن اسمه “دونبيونيللو” وأنه هرب من منزله بعد رؤيته لوالده يتفحم حتى الموت عندما التهم حريق بيتهم و نصح الرسام أن لايفعل المزيد لأجل الصبي، مبررا ذلك بأن النار ستظل تشب في أثره. اندهش أماديو من كلام الكاهن واستنكر أن رجلاً متديناً ومن أهل الله ينصحه بأن يدير ظهره لطفل يتيم وضعيف. وفي النهاية تجاهل نصيحة الكاهن وبادر إلى تبني الطفل بعد ذلك بوقت قصير.
وفي الأشهر التالية بيعت نسخ كثيرة من الـ”بورتريه” وأصبح الرسام ثريا جدا. ويقال إنه عاش مع الصبي حياة مريحة بفضل نجاح اللوحة. واستمر كل شيء على ما يرام إلى أن عاد الرسام إلى بيته ذات يوم ليفاجأ بأن بيته احترق عن آخره وسويا بالأرض. ونتيجة لذلك تدمرت حياة الفنان ثم لم تلبث أصابع الاتهام أن وجهت إلى الطفل بونيللو الذي اتهمه الرسام بإشعال حريق متعمد في بيته. غير أن الصبي هرب من البيت ولم يره أحد بعد ذلك أبدا
ووظلت حرائق تحدث فى أماكن كثيره وتصادف ان يكون بها لوحه الطفل الباكى و الغريب فى الامر ان النيران تأتى على كل شئ الا هذه اللوحه ، ويقال اليوم إن السبب في نجاة اللوحات من حوادث الحريق له علاقة بطبيعة المواد التي كانت تستخدم في صنعها. فقد جرت العادة على استنساخ اللوحات التي تنتج عادة بأعداد ضخمة وذلك بطباعتها على أسطح قوية . وفي حالة الطفل الباكي، كانت اللوحات تصنع من ألواح مضغوطة وهي مادة يتفق معظم خبراء االحرائق على صعوبة اشتعالها، مع أن ذلك ليس بالأمر المستحيل تماما. إذن، أمكن إثبات أن الصور يمكن أن تحترق، لكن بصعوبة. وبالنتيجة، أصبح ممكنا تفسير وجود بعض الصور سليمة في مسرح الحريق.
في ٤سبتمبر ١٩٨٥نشرت صحيفة الـ”صن "البريطانية عن رجل إطفاء من “يوركشاير” يدّعي أن نسخاً غيرمحترقة من لوحة “الطفل الباكي” كانت توجد في عدد كبير من البيوت المحترقة. وأكمل بأن ليس هناك رجل إطفاء واحد يسمح بدخول هذه اللوحة إلى منزله. وفي الشهور اللاحقة قامت صحيفة الـ”صن " وعدد آخر من صحف بنشر سلسلة من التحقيقات حول أناس كان يمتلكون اللوحة وتعرضوا لاحتراق منازلهم .
الغريب ان كثير من الناس صدقوا قصه اللعنه وتخلوا عن لوحاتهم بحرقها . ويبقى السؤال هل فعلا اللوحة هي سبب هذه الحرائق الغامضة؟.. لا أحد يعلم حتى الآن وهل شعورك تغير نحو الطفل الباكى بعد ما عرفت القصه التى وراءه وما تحمله من لعنه ؟ الإجابة على هذا السؤال بداخلى وبداخلك !!!