نسرين عيسي تكتب: ألوان فى وسط العتمه
بقلم: نسرين عيسي
هل الأمل هو الذى يجعلنا نستكمل مشوارنا فى الحياه ام انه الحافز الذى يدفعنا للنجاح ام هى ارادتنا التى بها نتخطى الحواجز فى طريقنا ام عند النظر الى مشاكل الغير بالمقارنة بمشاكلنا تجعلنا نتنفس الصعداء و نهدئ بها من روعنا ؟ وفى النهايه يهديك فكرك الى مقوله (المهم الصحه ) حسناً فأن لم نكن نملكها اقصد نملك الصحه فهل هذا يعنى نهاية المطاف ؟ الإجابة لا.
فى كثير من الأحيان لا تجد لديك خيار إما ان تنجح وتعيش او تفشل وتعيش ايضاً ، وهذا ما فعلته الفنانه التشكيلية الأمريكية" ليزا فيتيبالدى " فقد اختارت ان تنجح وتعيش بعد ان فقدت بصرها سنه ١٩٩٣ بسبب مرض الأوعية الدمويه ومعه فقدت وظيفتها بأحدى الشركات هذا الحادث لم يكن نهاية العالم بالنسبه لها بالرغم من مرارته بل كتبت لنفسها به حياه جديده وحياه أفضل وقررت ان تنمى مهارتها فى الرسم سنه ١٩٩٥ فبعد ان كان مجرد هوايه اصبح احتراف وأصبحت فنانه تشكيليه من طراز رفيع تتمتع بشهره عالميه كبيره ولم تكتفى بذلك بل انشأت منظمه لمساعده ضعاف البصر أطلقت عليها اسم "مؤسسه العقل والعين"
تمتلك ليزا خبره رائعة تتعلق بالذاكرة والضوء واللون ودقه الخطوط جميع أعمالها تصور لك ثقافات مختلفه فى العالم و عندما تنظر الى لوحاتها الملونه المشرقه من الصعب ان تصدق انها رسمت من قبل شخص لا يبصر لا يستطيع ان يرى لون او بعد فهى اعظم مثال للإرادة الفولاذية وقوة روحانيه رهيبة جعلتها تتغلب على قيود عتمة الظلام .
الكلام عنها مينتهيش لكن انا أفضل ان استغل المساحه هذه فى عرض أعمالها لتتحدث عنها وأختم كلامى وأقول "حتى لو وقف جسدى على عكازين فإن عقلى لا يمكنه الوقوف على الهامش "