جود نيوز أحد رعاة الحفل.. تذكرة مجانية إلى مصر! في حفل ١٩ يوليو مدينة أوروبية تعرض أراضي للبيع بثمن فنجان قهوة.. هل تفكر في الشراء؟ فتح تحقيق بحادثة انتحار ”روبوت” ابتكار زجاج ”يصلح نفسه” موجة حر تذيب تمثال أبراهام لينكولن في واشنطن كيف تتأثر الشهية بحرارة الصيف؟ للوقاية من السكري.. احذر الضوء في هذا الوقت من الليل السباحة للحامل في الصيف.. الفوائد وشروط الأمان دراسة تكشف فائدة غير متوقعة للبرقوق إلغاء مباراة سموحة وبيراميدز بسبب حريق في إستاد الإسكندرية السعودية تعتزم استضافة نزالات نسائية في بطولة القتال النهائي ”يو إف سي” المهاجم الياباني ميورا البالغ 57 عاما ينضم إلى ناد جديد ولا يفكر في الاعتزال

دولا أندراوس تكتب: مشكلة حل المشكلة

يقول ألبرت أينشتين اننا لا نستطيع حل المشكلة بنفس طريقة التفكير التي تسببت في صنعها. هذه الجملة العبقرية تشير بوضوح إلى الخلل الموجود في طريقة تفكير شعوب العالم الثالث. فالغالبية العظمى من الناس في هذه البلدان المنكوبة تتبنى نهجاً فكرياً منتجاً للمشاكل يستخدمونه هو نفسه في محاولة إيجاد حلول لها ثم يتعجبون عندما تتعقد الأمور البسيطة وتتفاقم المشكلات. الرجل العربي لم يتعلم أن يدرب عقله على التفكير العلمي القائم على الفهم والتحليل والاستنتاج والاستدلال والقياس وتفنيد الوقائع والمقدمات والنتائج والذي يستطيع بواسطته تحديد أسباب حدوث المشكلة وحجمها ومدى تأثيرها٬ وبالتالي التوصل الى حلول ناجعة لها. ولٲن نوعية الحلول التي يمكن التوصل إليها تتناسب بشكل طردي مع دقة تعريف ووصف المشكلة (كما في حالات التشخيصات الطبية حيث لا يمكن للطبيب أن يصف علاجاً لمريض بدون تشخيص الداء أولاً)٬ ولٲننا شعوب تتحكم فيها الانفعالات بدرجة كبيرة ويميل ٲفرادها إلى الافكار النمطية التي تغني عن إعمال العقل ومشقاته وإلى التصرفات التلقائية الانفعالية باعتبارها سلوكيات طبيعية تفاعلية لا تتطلب بذل أي مجهود٬ لذلك فعندما يواجَه العقل العربي بمشكلة ما فهو ينزع إلى استراتيجيات وتقنيات من شأنها أن تساعده على الهرب والالتفاف حول المشكلة بدلاً من مواجهتها والتصدي لها وذلك من باب ترييح الضمير وتخليص الذمة. أحد هذه الاستراتيجيات الإنكار والتجاهل أو ما يعرف باستراتيجية النعام. كارثة حقيقية يلجأ إليها الكثيرون باعتماد استراتيجية النعام ودفن الرأس في الرمال تفادياً لرؤية الخطر الداهم لأنهم لا يمتلكون الشجاعة الكافية لمجابهته. يحظرون النقد الذاتي بدعوى عدم ذكر المساوئ أمام العالم لكي لا نفضح أنفسنا وننشر غسيلنا المتسخ.. ولكن على العكس مما يظنون فان الآخرين الذين نسعى لتخبئة أوضاعنا المتهرئة عنهم يعرفون فضائحنا أكثر منا.. ومشكلة هذا المسلك أنه يساعد على استمرار خداع النفس والتباطؤ في إيجاد حلول للمشاكل إلى ٲن تتفاقم بدرجة تجعل حلها مستحيلاً وتوقعنا في مصير أسود. استراتيجية خطيرة أخرى هي التقديس. فالعقل العربي المتخم برواسب لا حصر لها من الخرافات والأساطير والتعصب القبلي وهيمنة المقدسات يرفض تماماً المساس بٲيها و يأبى بشدة محاولة نقدها ويكتفي بإحاطة نفسه بأسوار شائكة من التابوهات والمحرمات معتبرا أن أية محاولة لاختراقها أو التمرد عليها هي جريمة تستحق أن تهدر من أجلها الدماء. وبهذا يفصل نفسه عن مسيرة التطور الإنساني ويقف جموده حائلاً أمام أي نهوض حضاري أو ثقافي لمجتمعه. كذلك تخوين الآخر المختلف، استراتيجية أخرى يتبناها العربي تجنباً لمواجهة نفسه بنقائصه فتسيطر عليه نظرية المؤامرة ويميل إلى التحزب والتنميط. العالم بالنسبة له ينقسم إلى قسمين نحن وهم وعليه فان وجودنا في الجانب الخير يضع الآخر المختلف في الجانب الشرير. في حين يغيب عن ذهن الأغلبية أن التنوع لا يقتصر على فئتين أو شخصين أو اتجاهين أو عقيدتين فحسب. هذه التركيبة المخية المتحجرة والنزوع إلى التواكل وإلقاء اللوم على الآخرين وإغفال المسؤولية والتعامي عن الأخطاء والخطايا تعوق التطور وتقف حائلاً أمام التوصل لحلول حقيقية لمشاكلنا ومعالجتها من الجذور. ويجعلنا هذا أمام خيارين لا ثالث لهما فإما أن نتكيف مع المستجدات أو ننقرض.