جود نيوز أحد رعاة الحفل.. تذكرة مجانية إلى مصر! في حفل ١٩ يوليو مدينة أوروبية تعرض أراضي للبيع بثمن فنجان قهوة.. هل تفكر في الشراء؟ فتح تحقيق بحادثة انتحار ”روبوت” ابتكار زجاج ”يصلح نفسه” موجة حر تذيب تمثال أبراهام لينكولن في واشنطن كيف تتأثر الشهية بحرارة الصيف؟ للوقاية من السكري.. احذر الضوء في هذا الوقت من الليل السباحة للحامل في الصيف.. الفوائد وشروط الأمان دراسة تكشف فائدة غير متوقعة للبرقوق إلغاء مباراة سموحة وبيراميدز بسبب حريق في إستاد الإسكندرية السعودية تعتزم استضافة نزالات نسائية في بطولة القتال النهائي ”يو إف سي” المهاجم الياباني ميورا البالغ 57 عاما ينضم إلى ناد جديد ولا يفكر في الاعتزال

دولا أندراوس تكتب: الغرور نعمة

إذا أعطيت صورة تضمك أنت ومجموعة من الأصدقاء فمن الطبيعي جداً أن تنظر إلى نفسك في البداية ثم تنظر بعد ذلك إلى الآخرين. ومبعث هذا السلوك هو نزوع إلى التفرد جُبل عليه البشر أجمعون. هذه الرغبة في أن يشعر المرء بتفرده وبأنه منفصل عن الآخرين وله كيانه المستقل هي التي تدفعه إلى التميز وتفجر طاقات الإبداع داخله وتحثه على الإتيان بكل ما هو جديد ومبتكر. لهذا لا نستطيع القول بأن اهتمامك بنفسك في هذه الحالة يعد نوعاً من أنواع العُجب أوالغرور غير المحبذ، ولكنه دافع فطري يشترك فيه الناس جميعاً . فما هو الغرور إذا؟ الغرور هو أن يضخم المرء من تقديره لنفسه وإعجابه بها إلى درجة تجعله يتعالى على الآخرين ويحقر من شأنهم. ويقول فولتير في تعريف الغرور أنه نعمة الله على ذوي العقول الصغيرة .وهو يقصد بهذا القول أن بعضاً من هؤلاء الذين يمتلكون قدرات عقلية محدودة، قد وطنوا أنفسهم -بطريقة لا إرادية- على الاعتقاد بأنهم أفضل من عامة الناس وذلك حتي يستطيعوا التكيف مع المجتمع. فهم لايقدرون علي مواصلة الحياة بطريقة طبيعية وعفوية متي تكشفت لهم الحقيقة المريرة الصادمة وهي أنهم وغيرهم من البشر سواء..وأنهم لا يختلفون عن الآخرين سوى في شكليات لا تمس جوهر الحياة من قريب أوبعيد.. وأن تاريخهم الشخصي بأسره، ليس أكثر من قصة عديمة التأثير علي سير الوجود. وأنا أعتقد أن هذا القول علي درجة كبيرة من الصواب، فنحن كلما ازداد علمنا، ازداد إدراكنا لجهلنا وضآلتنا، والعكس أيضاً صحيح. والغرور أنواع، فهناك المغرور بما يملك من مال أو منصب أو درجات علمية وهناك المغرور بما وُهب له من نعم كنعمة الجمال أو النسب والجاه أو غيرهم. أما أخطر أنواع الغرور فهو الغرور المقنع الذي يغلفه صاحبه بواجهة من التقوى والصلاح، فهو وإن كان يظهر الوداعة والتواضع، إلا أنه يبطن التيه والكبر، وهو في قرارة نفسه مقتنع بكماله وأفضليته. هذا النوع من الغرور خبيث لانه يخدع صاحبه أكثر مما يخدع الآخرين، ويوهمه بتفوقه شكلاً وموضوعاً فيلهيه عن محاولة إصلاح ما بنفسه من عيوب. من أشهر الحكايات عن الغرور، قصة ترويها الأساطير اليونانية عن صياد مشهور بجماله يدعى نركسيس. وقد كان نركسيس شديد الإعجاب والاختيال بنفسه لدرجة أنه كان يحتقر وينبذ كل من يتوددون إليه. فلما رأت ذلك الإلهة نمسيس إلهة الإنتقام لم يعجبها مسلكه وقررت أن تذيقه جزاء غروره، فاجتذبته ذات يوم إلى إحدى البحيرات حيث رأى صورته منعكسة على وجه المياه لأول مرة فاعجب بها أشد الإعجاب لدرجة أنه لم يستطع أن يفارق مكانه وظل يحملق في صورته إلى أن مات. يظن كثيرون أن محاولة التخلص من الأنا هي في الحقيقة مهمة عسيرة، ولكنها في واقع الأمر يسيرة جدا. كل ما عليك القيام به هو أن تراقب أفكارك وعواطفك بصفة مستمرة. فعملية فرز الأفكار ونقلها من العقل الباطن إلي الوعي، يجعلنا نتحررمن هذه الاعتقادات الخادعة وننسب النعمة إلي واهبها الأصلي. الاتضاع ليس هو التنازل عن مكانتنا أو درجتنا الرفيعة والقبول بمنزلة أدني، ولكنه إدراك لمنزلتنا الحقيقية ولمكانتنا المتواضعة التي نشترك فيها مع سائر البشر