6 قضايا على مائدة قمة العشرين 2024 محمد صلاح عايش بكتالوجه عودة شركة النصر للسيارات المصرية للعمل من جديد ”أوروبا” إلى الجحيم‎ بالحق تقول معنى حُريَّة المرأة أسطورة الملك الإله‎ أنا طفل وعمري خمسة وثمانون عاماً! (2) قدّم سيرتك الذاتية لتأكلها.. أغلى وجبة في البلاد تثير ضجة منع استخدام كلمة التنمر في المدارس استثمار 100 مليار دولار في مجال الذكاء الاصطناعي تطوير أول حارس إنقاذ بالذكاء الاصطناعي في الأنهار

عبد المسيح يوسف يكتب : فرانسوا فييون..هل تسير فرنسا علي خطي أمريكا بدعم من روسيا؟

تمر فرنسا هذه الأيام بمرحلة الانتخابات التمهيدية للرئاسة الفرنسية المقررة خلال النصف الرابع من العام الجاري. وتبدو المنافسة بين اليمين واليسار، وخاصة الاشتراكي علي أوجها، بعد أن أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند أنه لن يترشح في الانتخابات القادمة. يمين الوسط، استقر علي مرشحه وهو فرانسوا فييون، الرجل القوي في فرنسا، بعد أن خسر أمامه رئيس الوزراء السابق وعمدة بوردو آلان جوبيه. أما اليمين المتشدد فمستقر دائما علي رئيسة الجبهة الوطنية، وإبنة مؤسسة الجبهة الوطنية، ماريان لوبان. وعلي الرغم من محاولات الإعلام الفرنسي، وخاصة اليساري، تكرار نفس الموقف مثلما فعل الإعلام الأمريكي لمصلحة هيلاري كلينتون ضد الرئيس دونالد ترامب، يحاول الإعلام الفرنسي التسليط علي قضايا تخص زوجة فييون، التي عملت مساعدة له، وحصلت علي أموال تقدر بنحو 500 ألف يورو، تحت مظلة فساد، للضغط علي فيييون لسحب ترشيحه، خاصة وأن يسير علي ذات مسار ترامب، من أجل التنازل عن الترشح عن تيار يمين الوسط لمصلحة آلان جوبيه، المقرب من اليسار والخليج، وتحديدا السعودية وقطر. في الوقت، الذي يعرف فيه عن المرشح الرسمي ليمين الوسط فرانسوا فييون، انه سيكون كلية مثل ترامب، ضد الإسلام الراديكالي، وكذلك السعودية وقطر وتركيا أكبر 3 داعمين للإرهاب والإسلام الراديكالي في العالم ومنطقة الشرق الأوسط. كما أن فييون معروفه عنه علاقاته الاستراتيجية مثل ترامب، بموسكو والرئيس فلاديمير بوتين. ومن مظاهر قوة فييون مقارنة بغيره من المرشحين، أنه يمتلك برنامج انتخابي قوي وجاد حول مكافحة الإرهاب في المجتمع الفرنسي، يعتمد على تجريد الفرنسيين الذين يتوجهون إلى الجهاد من جنسيتهم الفرنسية، وتحديد نسبة سنوية للاجئين والمهاجرين إلى فرنسا، للحد من تسرب الإرهابيين بين أوساط اللاجئين. كما تعهد فرانسوا فيون صديق بوتين الحميم بإعادة العلاقات مع سوريا في حال انتخابه رئيساً ودعم العلاقات مع إيران والتقارب مع سماه "خط ترامب ــ بوتين" وحماية المسيحية المشرقية. ويعتبر فييون من طبقة السياسيين المخضرمين، دخل البرلمان الفرنسي كأصغر نائب في السن عام 1981. اكتسب الكثير من الخبرة في الحياة السياسية ووزارات الحكومة خلال حكم فرنسوا ميتران وجاك شيراك، حتى رئاسة الحكومة خلال أعوام 2007 ــ 20012، حين ترك نيكولا ساركوزي قصر الإليزيه. ويتوقع كثير من المحللين فوز فييون بالانتخابات الرئاسية الفرنسية، خلال ربيع 2017، عن أحزاب اليمين والوسط. وربما يكون الأكثر ترجيحا للوصول إلى رئاسة الجمهورية في مواجهة مرشحة أقصى اليمين "مارين لوبان"، خاصة وأن مرشحي اليسار علي درجة عالية من الضعف، بعد الأداء المخزي للرئيس الاشتراكي الحالي فرانسوا أولاند، الذي كان راضخا بصورة مخزية لإدارة أوباما، وتم ضرب فرنسا مرتين خلاله حكمه من قبل تنظيم الدولة الإسلامية داعش، ولم تتحرك إدارة أولاند بالمرة، لاسترداد كرامة فرنسا المجروحة مرتين أمام قوى الإرهاب، وهو ما مثل ضربة سياسية عميقة للاشتراكيين أمام المواطن الفرنسي. وتعد من نقاط القوة في البرنامج الانتخابي لفرانسوا فييون، الذي يريد وضع حدا للهيمنة المالية السعودية والقطرية علي عاصمة النور، خاصة وأنهما من أكبر داعمي الإسلام الراديكالي في العالم والشرق الأوسط. كما أن برنامج فرانسوا فييون الانتخابي يقوم علي ما يسمي "القطيعة الحقيقية" مع سياسات الحكم في عهدي ساركوزي وأولاند، وهو ما يمثل حسب وسائل الإعلام الفرنسية المقربة من الحزب الاشتراكي ظاهرة "الترامبية"، مثل صحيفة ليبراسيون. لكنه بحسب الصحافة اليمينية يمثل أملا في العودة إلى "الثلاثين سنة المجيدة" بين عامي 1960 ـــ 1990 وفق قراءة "ألويز لانسلي" في صحيفة "لوفيجارو". فهو يرى أن سياسات الطبقة السياسية أدت بفرنسا إلى حافة الإفلاس والانهيار السياسي، شأنها شأن ما يتعرض له الاتحاد الأوروبي، الذي أصبح شاهدا مشلولا أمام التحولات الكبرى ولا سيما في الشرق الأوسط، كما كتب في مجلة "ماريان" اليمنية. ويري محللون سياسيون، أنه بعد تصاعد تيار اليمين في أمريكا، وفوز ترامب، والتطور العجيب في السياسية الروسية، لدعم النظم اليمينية، في الغرب، فإن بروز محور يضم كل من ترامب وبوتين وفييون، كفيل بأن يشكل أركان نظام دولي جديد، يقوم علي قواعد مختلفة عن القيادة الأوحادية للديمقراطيين، التي أفسدت النظام الدولي أحادي القطبية، وأسست سرا تنظيمات شبه دولة إرهابية، مثل داعش، لابتزاز بعض الدول، في مناطق مختلفة من العالم، وهو ما أدى لانتشار الفوضي الدموية، وهو ما نتج عنه تدمير مجتمعات، وتشريد الملايين، تحت مسميات ثورية، لا علاقة لها بإعادة بناء المجتمعات مثل ثورات الربيع العربي، التي وثبت عليها جماعات وتنظيمات متشددة دينية، اكتشف بعد ذلك علاقاتها الوثيقة بالتنظيمات الجهادية الدموية مثل جبهة النصرة وداعش والقاعدة، بتمويل من اليسار الليبرالي في أمريكا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا، بدعم تمويلي ولوجسيتي وإعلامي، لعمل غسيل لذهنية الرأي العام العالمي، وهو ما عملت موسكو علي فضحه في قمة العشرين التي عقدت منذ شهور في تركيا، في صدمة للعالم من كذب الادارة الأمريكية الديمقراطية، في ادعائها محاربة الإرهاب، علي الرغم من أنها كانت الراعي الأول له، والمؤسس الرئيس لتنظيم داعش والنصرة مباشرة، وعبر وسطاء الشر ممثلين في قطر والسعودية وتركيا في المنطقة. ويتوقع المحللون السياسيون أن يعتمد النظام العالمي الجديد علي توزيع جديد، به قدر من التوزان والرضاء في الأدوار بين موسكو وواشنطن وباريس. خاصة وأن فوزر اليمين في فرنسا يعني انحسار نسبي لحكم اليسار في الدول الأوربية، وفوز قوى وأحزاب يمينية أخري في الدول الأوروبية، بما يعزز من أركان النظام الدولي الجديد، الذي أصبح في طور التبلور بعد فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية.